(1)
لم يبقَ سوى موافقته التحريرية بعد أن أعلن لنا عن موافقتهِ الشفوية بشأن طلب يخص صديقتي التي كانت تجلس بجواري، وفي اللحظة التي مسك بها القلم، زاغت عيناه يمينا نحو الباب، وفجأة؛ وضع القلم أمامه، وهو يقف مضطربا، وكأنه يتصرف على غير هدى!*
خرج مسرعاً، وعلامات انفعال غريبة على وجهه، كمن رأى شيئا غير مرغوب فيه ثم اختفى، فأراد أن يقتفي أثره.... تأخر في العودة. التفتُّ إلى صديقتي باستغراب، وكذلك فعلَتْ، وبعد لحظات طلبت منها أن نغادرَ المكان، فقد صار الجوّ مشحونا بالغموض !
خرجنا وقلبانا يخفقان قلقا، وما أن وصلنا إلى الباب، حتى واجهنا رجل قادم من جهة اليمين، هممتُ إلى سؤاله، وإذا به يصرخ وعيناه إلى يساري ... نظرت إلى حيث توجهت عيناه، وإذا بالمدير يقف ملتصقا بالحائط، وهو ينزل إلى الأرض شيئا فشيئا، وعيناه تشيران إلى ممر طويل إلى اليسار، يحاول أن ينطق، لكن الصوت لا يخرج من فمه، إنه يختنق!
شعرت أن جميع قدراتي العقلية قد أصيبت بالشلل، وكل شيء قد توقف! فلم اعد اعرف ماذا افعل ... أريد أن أنقذه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، أريد أن افعل شيئا ... ولكن القاتل هناك في الممر الذي يشير إليه، رأيته يركض! كيف أساعد الجريح؟ كيف أساعد نفسي من القاتل؟! هل استنجد بالإسعاف؟ ولكنه آتٍ إلينا! هل اهرب؟ ولكنه قريب؟!
وفجأة وبلا أمر مني، دخلت مسرعة إلى داخل الغرفة، وعلى أول مقعد جلست منهكة القوى والعقل والقلب، ويداي تقبضان على رأسي بلا إرادة مني، وكأنها أرادت أن تحميه من الخطر القريب!
وظل لساني وقلبي يرددان معا "اشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله" وأنا انتظر ملمس السلاح، ومن ثم اختراق الرصاصة لرأسي!
واردد عشرات المرات، وأنا انتظر مصيري المحتوم القريب الأكيد!
لكن ! انتظاري طال... وأعصابي تحترق ... وأنا لا زلت أردد، وطال الانتظار أكثر ... !
وفجأة؛
حررتُ رأسي من يديّ، ونظرتُ حولي، وإذا بي وحدي. فيبدوا أن القاتل قد غادر المكان قبل أن يقتلني!
لا بد أن عتاده قد نفذ !!!
(2 )
يتبع