نال منه الضيق كل منال ، زوجته التي لا ترضى أبداً جعلت أيامه نكداَ وليس بيده إلا الاستسلام، أهله الذين يلقون كل مسئوليات الدنيا فوق رأسه حطموا آماله ولا يستطيع أن يرفض، رئيسه الظالم في العمل جعل حياته جحيماً وليس بقدرته إلا الطاعة، الناس بنميمتهم وأنانيتهم حولوا أحلامه إلى كوابيس وكيف يغيرهم، حتى الشارع لم يعد يطيق السير فيه من الضجيج والصخب وهكذا حال الدنيا.
فر بنفسه ، أغلق باب الحجرة والنوافذ وفتح التلفاز وراح - وبجواره ابنه الصغير- يرى ويسمع الأخبار ،أنباء الدمار والخراب والقتل في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان والشيشان تحتل دائما الخبر الأول، كان ينظر ويتابع وعيناه جامدتان
سأله ابنه: هل يمكن أن نهزم أعداءنا ياأبي ؟
التفت إليه وأجابه بصوت خافت: نعم يابني .. نعم
سأله ابنه مرة ثانية: كيف ياأبي ؟ كيف؟
قال: بالإرادة يابني.. بالإرادة.
صمت كلاهما لفترة ليست بالقصيرة حتى قطع الصمت سؤال ابنه:
ما معنى إرادة ياأبي؟