|
أنَا حاكمٌ في دَولةٍ عَربيَّةْ |
|
|
وثَقافَتي ومَبادِئي غَربيَّةْ |
مُنذُ الطُّفولةِ علَّمتْني جدَّتي |
|
|
ألاّ أكونَ " مُغامراً " بقضيَّةْ |
ومِنَ المَعاجمِ قدْ حَذفتُ "مُقاوماً " |
|
|
و"مُجاهداً " و"مُناضلاً " كَهويةْ |
وأُحاربُ الدّينَ الحَنيفَ , فَسادَتي |
|
|
وصَفوهُ بالإرهابِ والرَّجعيَّةْ |
ولِكي أبرهنَ لليهودِ عَمالَتي |
|
|
أغلقتُ بابَ وزارةِ الحربيَّةْ |
سأبيعُ مُعتقَدي بسوقِ نخاسةٍ |
|
|
وأبيعُ ديني في رَحَى الأمميّةْ |
فَسيادَتي عاهدتُ بيتاً أسوداً |
|
|
ألاّ أكونَ مَقاتلَ العِبريّةْ |
أقسمتُ في قَسَمِ الرِّئاسةِ , إنَّني |
|
|
سأكونُ دَوماً خادِماً ومَطيَّةْ |
ولِكي أَفي يا سيِّداتي , سادَتي |
|
|
ماتتْ لديَّ مَشاعري الوَطنيّةْ |
أعلنتُ أهدافاً بها إذلالُكمْ |
|
|
هيَ وعدُنا منْ حاكِمٍ لرَعيّةْ |
أنا حاكمٌ في دولةٍ عَربيةْ |
|
|
أهدافُها الخُذلانُ والتَّبعيّةْ |
مَلكٌ أنا والعَرشُ مَوروثٌ لَنا |
|
|
شُكرا لمنْ بالعَرشِ مَنَّ عليَّهْ |
إنْ لمْ يَصلني في ولايةِ عَهدهِ |
|
|
آخذْهُ منهُ بطعنةٍ دَمويَّةْ |
خَوفي على عَرشي أقضَّ مَضاجعي |
|
|
فبنيتُ جيشاً يَحرسُ المُلْكيَّةْ |
سلّحتهُ بسلاحِ غربٍ لا يُرى |
|
|
وجَعلتهُ أضحوكةً شعبيَّةْ |
بشجاعةِ "الجُبناءِ" يقتلُ كلَّ منْ |
|
|
سبَّ الملوكَ وساندَ الحريَّةْ |
ويُقتِّلُ الأطفالَ ذَبحاً , إنَّهمْ |
|
|
خطرٌ إذا كَبِروا على المَلكيَّةْ |
عدَّلتُ دستورَ البلادِ لأنَّني |
|
|
سأظلُّ أحكمُ أمَّةً مَنسيَّةْ |
وكَمِ انتخاباتٍ أنا زوَّرتُها |
|
|
لأنالَ أعلى نسبةٍ مِئويَّةْ |
أحببتُ شَعبي نائماً مُتخاذلاً |
|
|
نَسيَ الكرامَةَ , ما بَقى بِبقيَّةْ |
خُصيَ الرِّجالُ بِدولتي وحُكومَتي |
|
|
وتأنَّثَ الأبطالُ تحتَ يَديَّهْ |
حتّى أجبتُ ملبِّياً لِهتافِهمْ |
|
|
العرشُ أُبقي فَوقهُ قَدميَّهْ |
وشطبتُ منْ كُتبي مخاضَ عَقيمةٍ |
|
|
وكَسولةٍ هيَ - أمَّتي - وغَبيَّةْ |
وبنيتُ قصراً فاخراً منْ مالِكمْ |
|
|
ليَليقَ بيْ وعَشيقَتي الغَجريَّةْ |
قدْ قالَ "بوشٌ " إنَّني مُتخلفٌ |
|
|
فخلعتُ كلَّ مَلابسي العَربيَّةْ |
ولبستُ لبسَ رُعاةِ أبقارِ المَها |
|
|
فشعرتُ أنّي كالمَها البرِّيةْ |
والنِّفطُ في بَلدي بحارُ خَزينةٍ |
|
|
مَلأتْ جيوبي ثروةً نِفطيَّةْ |
وعَزيزَتي " رايسْ " إذا جاءتْ , ولَو |
|
|
غَضبتْ فإنَّ نهايَتي حَتميَّةْ |
وإذا فَقدتُ مَناصِبي وعَمالتي |
|
|
فسأنتهي بالسَّكتةِ القلبيَّةْ |
كمْ " قمَّةٍ " سابقتُ فيها إخوتي |
|
|
حتّى أنالَ كؤوسَها الذَّهبيَّةْ |
حيّوا مَعي مشروعَها لبلادِنا |
|
|
وطناَ حقيراً خاليَ القوميَّةْ |
رسَموا ليَ الأدوارَ: ضربَ عراقِكمْ |
|
|
لبنانِكمْ , والقتلَ لابنِ "هنيَّةْ " |
نفَّذتُ ما أمَروا بهِ مُتعجِّلاً |
|
|
كسبَ الفتاتِ وشارةٍ خَشبيَّةْ |
ما عدتُ أخشى ثورةً في دولَتي |
|
|
وعَمالتي صارتْ لهمْ علنيَّةْ |
وحصدتُ أوسمةَ الخيانةِ كلَّها |
|
|
وسبقتُ كلَّ رموزِها الدوَليَّةْ |
ولِكي أخبِّئَ ثَروَتي وجَواهري |
|
|
خَوفاً بَنيتُ مَلاجئاً سرِّيَّةْ |
ولأنَّني أخشى لَظى عُلمائكمْ |
|
|
أغرقتُهمْ بمبادئٍ وهميَّةْ |
وإذا أنامُ أخافُ منهمْ غدرهمْ |
|
|
فأدسُّ تحتَ وسادَتي نَعليَّهْ |
ولأنَّني قد كنتُ أكرهُ " وحدتي " |
|
|
فرَّقتكمْ بطوائفٍ عِرقيّةْ |
وجعلتكمْ فرقاً تقاتلُ بعضَها |
|
|
وطوائفاً شيعيَّةً , سُنيَّةَ |
حلَّلتُ كلَّ محرَّمٍ منْ ربِّكمْ |
|
|
ودعوتُ للإلحادِ والوثنيَّةْ |
لو تَستغيثُ نساءُكمْ ,لا سَمعَ لي |
|
|
فَأصابِعي أدخلتُها أُذنيَّهْ |
واليومَ يذبحُ في العِراقِ رجالُكمْ |
|
|
وأنا أهَنِّئُ عمَّتي " صَفويَّةْ " |
واليومَ " إسرائيلُ " تَحرِقُ غزَّةً |
|
|
والقدسُ تصرخُ يا ضِيا عينيَّهْ |
واليومَ أرتالُ اليهودِ تطاولتْ |
|
|
تغتالُ في لبنانَ بالهَمَجيةْ |
هنَّأتُ " تلَّ أبيبَ " في عُدوانِها |
|
|
أرسلتُها بَرقيَّةً وتحيَّةْ |
وفَّرتُ للعدوانِ أسباباً , بِها |
|
|
القتلُ صارَ بصورةٍ شرْعيَّةْ |
وصَرختُ يا صهيونُ إرمِ قنابلاً |
|
|
دمِّرْ لهم كلَّ البُنى التَّحتيَّةْ |
ولأنَّني مستثمرٌ متحفِّزٌ |
|
|
هيّأتُ أموالاًً لَها ربحيِّةْ |
وسأجمعُ المَحصولَ حينَ أوانهِ |
|
|
وبهِ دِماءٌ لطَّختْ كفيَّهْ |
أنَا يعرُبيٌّ باللِّسانِ , أقولُها |
|
|
أنَا مُسلمٌ بشهادةِ الجنسيَّةْ |
يا عارَكمْ لمّا أهينَ نبيُّكمْ |
|
|
ما ظلَّ فيكمْ نخوةٌ وحميَّةْ |
يا عارَكم لمّا أهينَ كتابُكمْ |
|
|
فأمَرتكمْ بالصَّمتِ والسَّطحيَّةْ |
يا عارَكمْ تُحتلُّ " أمجادٌ " لكمْ |
|
|
ويُضاجِعُ الأوغادُ ألفَ " صبيَّةْ " |
يا عارَكمْ في صمتِكم بتخاذلٍ |
|
|
يا عارَكم في " هوَّةٍ " عَربيَّةْ |
أنا حاكمٌ في دولةٍ عربيَّةْ |
|
|
يا أمَّةً ماتتْ بِها الثَّوريَّةْْ |
نامي ولا تَستيقظي منْ غفوةٍ |
|
|
أحلامُها غَيبوبةٌ فكريَّةْ |