|
بالعزمِ شيّدتِ الأقلامُ خيرَ بِنا |
حتّى سما الفكرُ نحوَ اللامعاتِ بنا |
بالحبِّ والودِّ قدْ زانتْ مداخلُهُ |
وطيّبَ المسكُ من روّادهِ السكنا |
بالحقِّ والصدقِ قدْ طالتْ شواهقُهُ |
بالخيرِ فاضَ ضياءً واستعارَ سنا |
يا واحةَ الخيرِ نبضي منكِ منبثقٌ |
ومهجتي لا ترى من دونكِ الوطنا |
أكلَّ صبحٍ يفيقُ القلبُ ذا شغفٍ |
وليسَ غيرُكِ يعطي الشهدَ واللبنا |
وليس قبُلكِ إلا التيهَ ما ارتحلتْ |
سفائنُ الركبِ تقضي بالمضيِّ عنا |
وليسَ بعدُكِ إلا القفرَ ما نُويتْ |
للراحلينَ معازيمٌ تُغِرُّ بنا |
لكِ السموقُ إذا الأطوادُ ما سمقتْ |
لكِ الحياةُ إذا كفُّ الورى وهِنا |
ومنكِ تُجنى ثمارُ الخيرِ في زمنٍ |
تناولَ البعضُ غصنَ الشرِّ حين دنا |
وفيكِ تنعمُ عينُ الساهرينَ إذا |
شكا السهادَ حبيبٌ يشتكي الوسنا |
يا واحةٌ طابَ في أفيائها بدني |
بين المروجِ إذا غيثُ السما هتِنا |
ولذَّ في شفتي نبعٌ عهدتُ بهِ |
عذبَ الكلامِ إذا بالصدقِ قد وُزنا |
ورفرف الطيرُ صدّاحاً يلاحقهُ |
صدىً يداعبُ من أنغامهِ الأذنا |
وأبرقَ الروضُ من زهرٍ وقطرِ ندى |
يضوعُ في رقّةِ الأنسامِ عطرَ منى |
فيها تشاجرتِ الأغصانُ راقصةً |
جذعٌ تأؤّدَ أمّا الغصنُ فيهِ حنا |
من فرطِ بهجةِ قلبي كيفما ابتسمتْ |
لي البساتينُ ما أدرْكتُ أينَ أنا |
سميرُ يا حارسَ البستانِ أنت لهُ |
نبعٌ وشمسٌ وأنتَ المستضيفُ لنا |
أكرمْ وأنعمْ بدوحاتٍ منعّمةٍ |
لكلِّ قلبٍ بها من روعةٍ آمنا |
فليحفظِ اللهُ مجداً أنتْ قائدُهُ |
وليطرْحِ الخيرَ في جهدٍ صداهُ هنا |
ولْيجزِ خيراً عباداً خُصَّ قصدُهُمُ |
لوجههِ, ما نواهُ العبدُ منهُ جنى |
سميرُ إنَّ لنا روحاً تحرّكنا |
وفي القلوبِ ضياءٌ يهتدي السننا |
وأنتَ قلبٌ وطهرُ القصدِ في دمهِ |
وأنتَ مهجةُ خيرٍ تسكنُ البدنا |
فمنْ بعزمكِ لا تنفكُّ همّتُهُ |
ومن بصبركَ يُحيي فعلُهُ الزمنا |