أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: شاعر بلا عنوان

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : لا حاجة
    المشاركات : 305
    المواضيع : 52
    الردود : 305
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي شاعر بلا عنوان

    الأخوة الأخوات
    شعراء وأدباء وكتاب وباحثين ونقاد
    ليقيني بوجودكم الطيب ورحيق حروفكم التي تزيدني عطاء والتزاماً بالاجتهاد أقدم فصول روايتي الجديدة / شاعر بلا عنوان / مطالبة الجميع بحق الحرف والكلمة أن تنقدوا كل فصل من فصولها بجرأة بعيداً عن المجاملة والإطراء فذاك ما أبحث عنه وأتوق إلى وجوده لتزهر حروف العطاء ببلسم ما تكتبون عنه.
    لكم جميعاً سمو تقديري وجليل احترامي.
    وفي الختام مقولتي التي أرددها دائماً ( يبقى الإنسان تلميذاً فإن قال كفى فقد جاءه الأجل ).










    صوت الطفل

    هذا صوتي ألا تسمعين ..؟
    هذه حكايتي التي كانت خلافة مقيتة لولادتك لطفل تركته على أبواب الذل ينقر بمفاتيح الخلاص ..!
    هذه أسماؤك المنعوتة من خلف قباب اللعنة وجدران الموت تسفح دمي الذي لم يعرف الفرح بعد ...!
    تلك هي حكايتي التي بدأت مع أم تنازلت عني ، حكاية لن يصدقها البشر ، بداياتي تتداخل مع آهاتي النازفة حريقاً من كهف الألم ، بداياتي وأي بدايات تلك التي أفجعت كل أحلامي وهتكت بأماني مثلما يفعل سرب من جراد آكل لموسم القطاف .
    أسئلة ما تزال تضج في رأسي تطحنه، لماذا كنت تتركيني وحدي في تلك الغرفة التي شبعت من أنين حرماني لحضن يحتويني بدفئه، هكذا سمعت أن الأمهات تفعل ، ترضع طفلها الحنين قبل أي شيء آخر، وأنا رضعت من الوحدة والتنكيل بأحلام طفولتي البكر التي لم ترتو من نبع الأم الصافي، كان كل ما حصلت عليه لأنك أنجبتني من رجل عشيرته تختلف عن عشيرتك ومسقط رأسك، نعتي بابن ال ........ ، سأتركها الآن هذه الكلمة التي صنعت شرخاً كبيراً في حياتي، ليس ذنبك أنك (........) وليس ذنبي أنني ابنك !!

    إخوتي من أبي كانوا عصبة تحوم من حولي فلا أقدر على مواجهة الواقع الدميم الذي ينصبون شباكه فوق رأسي الصغير، كل همهم أن أموت تحت سياط التعذيب، لا يريدون ابن ال (.........) أن يشم الهواء النظيف، لتبدأ المساحة السوداء بالاتفاق مع مؤامراتهم ضدي تأخذ منحى جديداً في حياتي.

    هي البداية التي يترقبها قدر رسم لولادة طفل من رحم أم هي (........) ، أختنق حين أذكر هذه الكلمة، تتلعثم حروفي وتضيع بين جدران غرفة التعذيب، المهام يجب أن تنفذ وإلا فعاقبة الطفل ابن ال ستكون وخيمة، عنوة وقسراً يحمل كفي الصغير مبالغ أكبر من راحة يده ، وأهدد إن أنا أضعت المبلغ ، كان الهدف من وضع هذه النقود بين يدي إيذائي وإيقاعي بجرم لا يشبهه أي جرم في العالم التعيس، عالمي أنا، وليس عالم الناس الأسوياء الذين لم تلدهم أم يقولون أنها (..........) .

    ويحصل ما أخشاه ، أفقد بعض المال فأعاقب وهم يرددون النقود أغلى منك يابن ال .......!!

    وبدأت أشعر باحتقارهم لي وبرخص شخصي أمام نقودهم ، من يصدق أنهم كانوا يقولون لي:
    - إذا أضعت المال ، ارم بنفسك تحت سيارة ولا تعد إلى المنزل.
    كان هذا ما أفكر به ، أقف منكس الرأس ، حائراً ، خائفاً لوقت طويل تارة أحدق في الأرض وأخرى في السيارات التي تمر من أمامي، ثم أتراجع في اللحظة الأخيرة لأنال عقاباً لا أرضاه لأي طفل حتى ولو كان يهودياً .

    أيتها الأم المقبورة في مشاتي قلبي المثلج ما أزال أذكر هذه الليلة المشؤومة، ليلة التنازل عني، لا يمكن لذاكرتي أن تنساها وتحل عقدة نفسي من اضطهاد الزمن لي لأنني ابن لأم لا تنتمي عشيرتها إلى عشيرة أبي ولا دماء وجهها إلى دماء وجهي أبي، عاداتنا المقيتة وتشبثنا بها تحفر بمثاقب لولبية اسم الشقاء على أمثالي.

    حتى هذه اللحظة لا أعرف سبب طلاق أبي لأمي وحتى إنني لا أدرك أيضاً الدافع الذي دعاها إلى الإمساك بالقلم عند تلك الطاولة وعلى هذه الورقة لتكتب تنازلاً عني إليه.
    آه .. يا لتعس طفولتي ماذا شربتْ وبماذا ارتوتْ، في تلك الليلة شعرت بشيء ينقر على كتفي ثم يهزني، ففتحت عيني المثقلتين برغبة إلى متابعة النوم ، لكنك كنت تصرين أن أستيقظ وانهض معك لتقولي لي وبعد أن أصبح عمري أربع سنوات : تعال تعرف على أبيك.

    كان يرسل لك النقود لنعيش في بحبوحة وكنت تصرفينها كلها، أين ومع من ما كنت أعرف !!!
    تتركين الطفل الوحيد يأكل وحده وينام في كثير من الليالي بلا وجه أم تحنو على طفولته التي لم تتعرف على كوامن الحياة بعد!!!

    نهضت بتثاقل ودخلت الغرفة ، رأيت وجه أبي بعباءته وجلابيته وعقاله يجلس على أريكة خشبية إلى جانبه رجل ، أيها الساعة توقفي هنا للحظات واستعيدي معي هذا الفجر المشؤوم لأنه كان بلا شمس وبلا ضوء قمر، مصباح واحد يتدلى من سقف الغرفة كان ينير المكان، سألت عن الشمس كانت مختفية وراء جبال الحزن، فتشت عن القمر والنجوم كانت كلها متوارية عن عالمي في خنادق حفرتها السماء لها كي لاتذرف دموع الحزن على شقائي، لا شيء سوى وجهك ووجه أبي الذي نظرت إليه فخفقت أوتار قلبي وسرى الدم في عروقي ، ناداني فركضت إليه وارتميت في حضنه ألتمس الدفء والشعور بالأمان، أول مرة أحس بنفسي مخلوقاً من ضلع رجل ، طفل له أب يضمه إلى صدره، لكن تلك الطاولة وهذه الورقة كانت بمثابة نبال من قوس جهنمي انهالت على الورقة ترسم بحروف الشقاق تنازلاً عظيماً، بسهولة تنازلت عني لأبي.

    انتهت الزيارة وخرج الأب يرافقه الرجل الذي كان بصحبته والورقة في جيب جلابية أبي، ورقة التنازل عني، ومضى النهار كغيره من نهارات طفولتي الحزينة، وأقبل ليل جديد، وتقريباً بنفس التوقيت شعرت بيدك تهزني لتوقظني من جديد، هذه المرة لم يكن أبي القادم، كان وجه امرأة ألفت وجودها بين فينة وأخرى، جهزت ملابسي، انحنيت عليّ ، قبلتني ، ثم أمسكت المرأة بيدي وسحبتني حتى باب الدار، عرفت أني سأغادرك فبدأت أصرخ وأبكي، صوت بكائي وصل أعنان السماء وأنت في مكانك لا تتحركين وحتى لا تلوحين لي بيدك، أستدير نحو الوراء وأناديك، أرسل وعودي بأنني سأكون الطفل المهذب، لن أوسخ ملابسي وألعب مع أولاد الجيران، ووقعت الصاعقة على رأسي حين استدرت نحو الوراء ودخلت البيت وأغلقت الباب، حينئذ توارت من أمام عيني المحمرتين كل ملامحك وشعرت بانهيار داخلي يمزق أوتار قلبي ثم يرمي بها إلى نيران الكره والبغض وأنا ما أزال أبكي والمرأة تجرني من يدي حتى وصلنا إلى الموقف الخاص بحافلات النقل .

    قبل أن نصعد إلى الحافلة ابتاعت لي المرأة قطعة حلوى، لكنني أبداً لم أسكت عن البكاء حتى وجدت نفسي أمام باب عمارة كبير جداً بعد أن نمت على الكرسي من شدة حزني ونشيج دموعي التي أصبحت مرهقة مثلي فنامت معي هي الأخرى.

    في البيت القاهري الجديد كان أبي بانتظاري مع أخوات بنات أربع لأم توفيت عنهن، فرح أبي بدخولي إليه، واستقبلني بوجه باش، وكذلك البنات الأربع، كنت أصغرهم جميعاً، لكنني عدت إلى البكاء ثانية فأخذ والدي يواسيني حتى هدأت وسلمت للأمر الواقع، ولم أكرهك بعد!!

    نعم لم أكرهك بعد أيتها الراقدة في مقبرة قلبي الثلجي، وبدأت الحقائب تحزم للرحيل من القاهرة إلى السعودية، وقبل الرحيل استأذنت أخواتي البنات من أبي أن يودعن أسواق القاهرة مع بنات المرأة التي أحضرتني إلى أبي وكان ذلك الرجل الذي رأيت وجهه ليلة الشؤم البغيضة جالساً في أحد زوايا الغرفة الخاصة لاستقبال الضيوف، تركوني وحدي معه ونزلن إلى السوق وكان أبي قد خرج لقضاء بعض مهام تتعلق بشغله، أول الحريق يبدأ بشعلة، اقترب الرجل مني ولمس بفمه أذني ، تقزز بدني فابتعدت عنه، شدني من يدي وبدأ يحاول اعتراض ملامحي فرحت أصرخ وأبكي واضربه بيدي الصغيرتين وأنا أنادي على أبي . كل هذا حصل مثل كابوس سريع لكنه مخيف ، من هنا ، من هذه اللحظة المريضة انداحت حروف الكره في داخلي نحوك.

    كل هذا ولم أدرك بعد أن الورقة والطاولة والقلم كانوا جميعهم متآمرون عليّ معك بتنازلك عني، كنت أبكي كلما تذكرت هذه الليلة المشؤومة، أبكي بحرقة ليس من عقابهم الذي أدمى مفاصلي ولا من ضغينتهم التي شربت منها كؤوس الحقد والكره والبغض والانتقام، كل كذبة سوداء وتهمة قبيحة أدفع ثمنها ضرباً مبرحاً وبكاء مريضاً.


    نعم أيتها الراقدة في مقبرة مشاتي ثلوج قلبي بدأت أكرهك ، كنت الغصة التي أعير بها، السكين التي تحز على عنقي، اللعنة التي تلاحق طفولتي، أي قدر يلعب بأحلامي ويحرق كل أمالي كلما تقدمت خطوة في نسيانك ونسيان الورقة والطاولة والقلم.
    أستحلفك أيها القدر أن تكف عن إيذائي، لست كفؤاً لما يدبرون ! كفاني تعميقاً بجروح قلبي البكر الصغير، شبعت من النحيب والصراخ ومهانة الجسد الضئيل، في اليوم التالي لدخولي بيت أبي وجدت نفسي معهم في طائرة تنقلنا إلى مسقط رأس أبي السعودية، القدر يسخر مني ويسعى إلى مطاردتي إلى خلق جحيم آخر جديد على ملامحي ومداركي، ادخل فدخلت، سلم فسلمت، أعرف الآن أنني أقف أمام خمسة أخوة من الذكور.

    في مكة، في البيت العتيق، وجدت نفسي مع وجوه أصغرها أنا، لكن اللعنة تلاحقني، تحاصرني، بعد أيام قلائل تبدأ الألاعيب الماكرة في حرق براءة وجهي وربيع عمري، خطط رهيبة من اللؤم المتقن تظهر في اتهامات جديدة.

    السارق أنت !!

    الآكل أنت !!

    المخرب أنت !!

    لابد لصوت بكائي من الالتصاق بصدري، من غير المعقول أن أظل أنا المهتم الوحيد وأنا بريء ، أجلد بقساوة، أهان بعنف وشراسة، أسجن داخل غرفة أياماً، هل تسمعين هذا الصوت ياأماه المفقودة من دائرة وجودي، هل تشعرين بألم القفص الصدري وهو ينقبض تحت عويل الضرب.

    وبدأت الحكاية، حكاية طفل لم يعرف سوى شهقة الدمع، وصراخ الرجاء، وأنين المعذب البريء، أحضروا قالباً من "الكاتو" أكلوه وعبثوا به ثم أشاروا بأصابعهم الفاعل آدم الشقي. أي سلاح ذاك الذي كان ينمو في صدورهم ضدي، كل هذا لأنني ابن ال(........) !!

    قلت لم أفعل !
    قالوا : كذاب ، رأيناك جميعنا.

    آه .. وحدي من يذوق علقم الاتهام ، وحدي من يتصدى لوجوه تبدو مخيفة تغتال بياض قلبي كلما حاولت أن أكون واحداً منهم، تقول لم تفعل!! أردد بثقة: نعم لست الفاعل !! إذن اشرب هذا كي تثبت للجميع أنك بريء.

    وأشرب ماء ممزوجاً بمنظف لجلي الأواني، أشربه دفعة واحدة ليقيني أنني لست الفاعل، وأنجو بقدرة الله، يسري في جسدي مثل ماء زمزم فأعرف أن الله معي يساعدني على فضح حقيقتهم .
    أيها الوجه ما بالك تشتهي تعذيبي، ما بالك تنشب شباك اللعنة من حولي، ما بالك تريد القضاء علي، كل هذا لأنني ابن ال(........) .

    للحظات أنسى وجهك، تختفي ملامحك التي كانت قريبة من روحي، المشاهد تلاحقني ، تطاردني، وأترك للأحداث حريتها كي يستفيق ضميرك الذي تخلى عن طفله وهو ابن أربع سنين.

    أترك للأحداث خطوطها القبيحة لتتربع على سطور مكابدات طفل أوغلت في داخله الأحقاد من أسلاك التعذيب، وأصوات أخوتي الذكور وهم ينبحون في وجهي بتهم لا تعني غير السرقة تخترق مشاعر اللاوعي عندي فأحفظ كل كلمة توجهوا بها إليّ.

    هل تصدقين يالوحة الألم الجارح في أنفاق الروح استغاثات من براثن من يكره وجودي واسمي لأنني أنتمي إليك، هل تعرفين أنني اليوم وبالتحديد بعد الظهر عهد أبي إلى واحد من أخوتي أن يربطني إلى سرير مؤلف من طابقين ويجلدني كما تجلد الزانية .

    كان صوت صراخي يخترق حبال حنجرتي ويتجاوزها وأنا أقسم بأنني لم أفعل، ثلاثة شهور مرت والحال ضرب وجلد وتسفيه وتقبيح صورة، هل هم أخوتي ؟ أمْ أنهم أشباح في هيئة بني بشر تستبيح طفولتي بشرورها الضالعة ؟

    كانت كل مكائد أخوتي الذكور تشير بإصبع الاتهام أنني أسرق المال والذهب كي أرسله لك كي تنعمي بصحبة عشاقك، تباً للزمن، تباً من وحوش تفترسني، تباً من وجودي فهو صفحة شوهاء في نظرهم لا أمت إلا دماء صلبهم لأنني ابن (........) .

    أعيد قراءة تاريخي المغطس بالأنين والحرمان والعذاب وأسلاك التعذيب لأنسخ من اسمك صورة شقائي، لأنسخ من دموعي قصائد آهاتي، عجيب هو قلبك، بيدك دفعتني نحو المرأة التي جاءت تستلم الورقة والقلم والطاولة، نعم كنت مثل هذه الأدوات المتحركة، مجرد حبر وحروف على سطور من تنازل، تنازل عن احتضان، فكرت بالهروب إليك، بالعودة إلى جدران الصمت والوحدة، لكنك لن تستقبلين من درت ظهرك له وأنت تسمعين صوت بكاء تتقطع له أنياط القلب.

    بينهم أنا مجرد تافه حقير، ولكن هل سيستمر صمتي المشين بلا ردة فعل أمارس طقوسها، بلا حقيقة واحدة يصدق فيها اتهام البريء ليكون متهماً حقيقياً، وحدي أصرخ، وحدي أتألم، وحدي أنازع أنفاسي على الحياة، هل ما شاهدته هو محض فعلة سارق محترف، أمْ هي تلك الأسطوانة المتكررة، يفعلون الشينة ويلقون بها على رأسي.
    دخل والدي غرفة نومي ورفع الفراش كان السلسال الذهبي ما يزال محتفظاً ببريقه الذي تشرئب له الأعناق، لكنني لست الفاعل، أقسم لست أنا من فعلها، وأخذت أتساءل ....... هل أفعل هذا في نومي فلا أدري !!
    هل يتلبسني جن لأسرق من دون وعي أو حتى مجرد تفكير، هل أنا آلة متحركة بيده كما كنت مجرد طاولة وورقة وقلم في نظرك؟
    أخاف أن أنظر في وجوههم، أهو الخجلُ مما رأيت تحت فراشي، أمْ هو الذهول من حدث لا أدري كيف صار تحت فراشي، أسمع صوته يربد بالمكان: أحضروا الهاون.
    وينهال الهاون النحاسي الأصفر على يدي يدقها كأنه يدق لحماً لخروف ميت .
    لم أشعر حينها سوى بدوار يلف رأسي داخل الغرفة فتدور الدنيا بي، ثم أفيق على صرخات مجنونة: دم، دم، دم ..
    يركض الجميع إلى غرفتي، ينظرون إلى يدي، إنها تنزف بغزارة، وخشية من أسئلة يخشون الوقوع بها بين قبضة عدالة القانون يتكتمون على الموضوع ويحاولون إسعاف يدي بمواد أولية، فأبقى في الفراش شهراً كاملاً أعاني من أنين الالتهاب والورم الذي سببه ضرب الهاون النحاسي الأصفر.
    وبدأت أعد نفسي بيوم للانتقام، بيوم أكيل لهم كما يكيدون لي، كل هذا لأنني ابن ال(......) يالكم من جبناء، أنتم أشباه رجال، كان الشهر طويلاً حسبته دهراً، سنوات بلا حياة، ونفس بلا هواء.

    كنت أعرف غريمي ولا أقدر على اتهامه لأن من هو على شاكلتي يرتد خائباً وبمقابل الخيبة ضرب وسجن وتسفيه وتجريح وحمام بارد وسلك للجلد وهاون جاهز لصدمات كهربائية جديدة على يدي !!

  2. #2

  3. #3
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.84

    افتراضي

    قرأتها ابن الـ ( ...... ) الفقرة الوحيدة المزعجية
    عدا ذلك نص جميل ومرآة من قبل مشاعر من يعيشها
    رائعة
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : لا حاجة
    المشاركات : 305
    المواضيع : 52
    الردود : 305
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي الصباح

    الصباح تحية لك
    العمل الروائي يحتاج إلى اللعب بمفاتيح اللغة وبكلمات تثير الغضب أو الفرح، لا تستعجل الأمور، فربما تأتيك لحظة تقول فيها كانت الكاتبة محقة فيما ذهبت إليه.
    تقديري وصافي محبتي

  5. #5

  6. #6
  7. #7

  8. #8
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.92

    افتراضي

    الأخت سها تحية
    لو اكتفينا بما نثرت من ورق العلقم الاجتماعي على دروب العصف الروحي وغياب الحرس الوجداني لكان عملا كافيا كقصة تسم الواقع بظفر النكد والتجني على براءة فطرية نقشت رسوم الأنين بدموع البراءة من كل ذنب على سطور الخلود الأدبي ، تلك الحياة التي أبكت يعقوب ، وجعلت موسى عليه السلام يفصم عنوة عن صدر الحنان ، ويتهم يوسف بزور امرأة العزيز ، قصص من واقع الحياة ، فهي مدرسة تطبع بشفاه الحقد والزور على خد البقاء حالات تنغص أكباد الفطرة السليمة ،
    وهنا نرى قصة تتباين من خلالها دفقات الشعور بين واقع يعاش وخيال يرسم بريشة الإبداع خيوط المأساة .
    طفل يتهم ، يغدق عليه القهر كل أنواع الضنك ، يخيط له القدر كفن حياته ، يوأد قبل أن يدرج قلمه على كتاب التكليف بذنوب لم يقترفها ، تباين طبقي لحياة اجتماعية ، إخاء مثل قابيل وهابيل ، أم ليس لها حيلة فقد طلقت من عصمة الحياة ..............
    ساكمل إن شاء الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : لا حاجة
    المشاركات : 305
    المواضيع : 52
    الردود : 305
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    أخي مجدي أحترم رأيك وأتمنى عليك أن تتابع برصد الناقد كل فصل من فصولها ، أنا أبحث دائماً عن انكسارات الطلف النفسية، وفي هذا العمل سأتجاوز بعض أشياء في حركة الطلفل ليكون رجلاً وشاعراً من خلال أصوات ثلاث ، صوت الطفل، صوت الرجل، صوت الشاعر.
    أشكرك أخي مجدي
    دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

  10. #10
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : لا حاجة
    المشاركات : 305
    المواضيع : 52
    الردود : 305
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الدكتور سلطان رائع الحضور
    لك مودتي
    أرجو أن يستمر مداد حبري لأقدم فصول روايتي على أول موقع للأنترنت ولأول مرة.
    دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بلا حياءٍ .. بلا خوفٍ .. بلا ضمير
    بواسطة عدي أيمن أبو عيشة في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-04-2012, 05:42 PM
  2. اغتصاب بلا عنوان _قصة قصيرة
    بواسطة وائل ابو صلاح في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 15-09-2006, 07:13 PM
  3. الفصل الرابع / شاعر بلا عنوان-البيت المهجور-
    بواسطة سها جلال جودت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-09-2006, 10:22 PM
  4. الفصل الثالث من شاعر بلا عنوان/ العجوز والحجرة الزرقاء
    بواسطة سها جلال جودت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-09-2006, 09:03 PM
  5. الفصل الثاني من شاعر بلا عنوان
    بواسطة سها جلال جودت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-09-2006, 02:23 PM