الدكتور...الحريري
الشعر مما لاشك فيه هو من مقومات البقاء الانساني ..وقد يعترض البعض على هذه المقولة...لكنها في كل الاحوال وجهة نظر شخصية... اما لماذا هو من مقومات هذا البقاء...لانه بكل بساطة احدى اقصر الطرق التي يريد الانسان ان يعرف ذاته به...وليس بخاف على احد شوق الانسان لمعرفة ذاته.
لكن الشعر بصورة عامة اصبح مهددا ليس بالزوال انما بفقدان مهامه الاساسية التي عمل منذ البدء على ارساء قواعدها...وبالطبع لااقصد هنا الالتزامات الجبرية للشعر...من وزن وقافية...انما تلك الركيزة التي كان الشعر من اجله يعمل منذ العصور الغابرة والى وقتنا الان... الشعر في عصرنا هذا اصبح محصورا بين نزوح للعواطف تجاه المحبوب او تجاه شخصيات...ومع اتجاه ديني... حيث بتنا نفتقد تماما الشعر الذي يعالج مشاكل الفكر الانساني وما ينتج عنه من مخلفات اجتماعية ووووووووو..؟
ولان الشعر الاخر اصبح هو الوارد بكثرة على الساحة لاسباب عدة...اما لنقص حاد في الحرية...او لعوز...او لنقص اخر حاد عاطفي..او لظرف وتوجه وطارئء ديني...فاننا نعيش على اكثر ازمة فكر وعقل...في مكوناتنا الادبية..وهذا ما جعل الكلمة لاتعرف الخروج الا لوجهة واحدة حتى وان اختلفت التعابير...والموضوعات...لكن الغاية مكشوفة والهدف محدد مسبقا...بل وكأنه مكبل بقيود غير قابلة للكسر.
والشعر أي شعر كان سواء أ كان العمودي المقفى.... ام الحر الطليق....المنثر هنا وهناك....فانه اصبح يدور في حلقة فارغة دون سطر اية علامة فارقة في خانة الابداع الشعري....بل اصبح اقتفاء آثار البارزين في المجالات الشعرية هو شغل الاغلبية من كتاب الشعر الحالي.
كوجهة نظر شخصية ارى بان الشعر باق لكنه وصل الى مرحلة الجمود...وفي فلسفة التاريخ مرحلة تعني جمود المبدع...حيث لاسباب معلومة واخرى نتجاهلها...لم يعد الشاعر يجد المساحة الكافية لابراز ما في جعبته...وهذا ما جعله جامدا...وجمود المبدع آفة....لانه يجعله ان يعود الى ما كان وما قيل ويستعيد بطولات القدامى....ووووووو....دون اعطاء الجديد.
اتمنى ان لااكون قد خرجت عن المسار الصحيح للموضوع...؟
محبتي واحترامي وتقديري
جوتيار