استلني من إحدى الرزم، وهن عنده بالمئات، فدفعني كما يفعل يومياً مع أخواتي الى ولده حماده، إذ نحن مصروفه اليومي، وهو يحتار أين يذهب بنا! فتارةً يجعلنا ثمنا للهوه في صالات الملاهي، وتارة يجعلنا في جيوب عشيقاته فوق رصيف الخسران، وثالثة يخسرنا مع جملة ما يخسر في مراهناته.
لا أدري ما سر القدر الذي جعلني اليوم أكون إحدى الورقات العشر التي بالغ حماده في طلبها عنوة من أبيه ( الوزير )، الذي لم يكن ليستغرب أنها ثمن لأسئلة الامتحان، إذ سيخوضه حماده ليصبح المتفوق الامثل كما عرفه وعهده الناس، ولم يكن المدرس ليصدق أن غياب حماده عن أداء الامتحان، هو أننا صرنا في جيب ( عادل ) بعد اصطدامه بسيارة حماده.
وفي المساء، عندما وصل المدرس لبيته حزيناً شاهد ( عادل ) وقد كُسرت رجله ويده، وهو يكاد يرقص فرحاً بنا نحن الورقات العشر.
وفي المستشفى، أنفَـقـَنا المدرس على حلمهِ وفلذة كبده ِ ( عادل ) ، وفي اليوم ذاته، عُدنا بأعجوبة إلى جيب السيد الوزير صاحب المستشفى!!!