سلاح ... الكلمة
في معركة ما سمعنا فيها صوت رصاصة ولم يسل فيها سيف ولا خنجر، قتل هنالك الابرياء بسلاح جديد اسمه ... الكلمة ...قالها القاتل وصدقه المنكوبين
كأثبات على جدوى الكلمات حين تخرج من افواهنا وقدرتها المذهلة للقتل أكثر مما يقتله الاحتلال والإرهاب وحوادث الطبيعة ولعلها الكلمة التي تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا" وهي .... كلمة
ولان من خرج لم يكن خروجه لمعركة، ولم ينوي إيقاعا" بأحد بل اغتسل وتهيأ لرحلة توصله الى الائمة وهم عنده .. جسر يوصل المساكين الى ... الله فان الجرم هنا مضاعف
لذا اختارهم الله الى جواره وهو ارحم الراحمين فبكيناهم والأولى ان نبكي انفسنا اذ لم نزل نجاور أخا" .....يضيع عنده الحبيب وبن عم عن همنا...غريب وعدوا" ملكّه الزمان امرنا فكان ماكان
أسر وعسر ولا يسر أؤمله ............. استغفر الله كم لله من نظر
والغريب ان معركة متوحشة وقاسية مات الناس فيها دهسا إثر التدافع والتغالب حصدت قسما" اكبر من الموتى مما يذكرنا بحوادث أليمة تحدث أثناء تأدية شعائر الحج في مكة المكرمة في مشاهد تشدنا وتهبط بنا من علياء الخشوع إلى أرض البشر.
او كالتي حصلت قبل يومين في طائرة سعودية أشاع احدهم لنه تحمل قنبلة فتدافع الركاب للنجاة من باب الطائرة الضيق فكانت الخسائرة راكبة وستون جريح
التدافع الأناني، ستراتيجية نفسية تجبر صاحبها على الهجوم قبل الدفاع ،نعم لقد شاهدنا ترجمة الوصايا لرسولنا محمد الرحيم عند مصابنا الجلل في جسر الائمة....
( أحب لأخيك ما تحب لنفسك) ولكن مايحز في النفس انه عليه السلام اخبرنا ان الخلق عيال الله اقربهم اليه انفهعم الى عياله , لينقلنا من الدائرة الضيقة الى رحابة الرابط الانساني , ولا غرو في ذلك أليس محمد رسول الله الى الناس جميعا"
ومن هم الناس سوى البوذي والمسيحي واليهودي والملحد , فان لم أكن أنا المحمدي أولى الناس باشاعة الوئام والسلام فمن ياترى يغالبني عليها ويتفوق في طاعته للمنهج المحمدي وفيه الكلمة الطيبة صدقة والدين ... نصيحة
ولكني ماازال مندهشا" ..عن تغافلنا لسلاح اسمه.. الكلمة
الكلمة البريئة ونحن الذين نشحنها بالمعنى فنحملها .. الكفر ...او الفكر هي سلاح قد يخرب بيوتنا بايدينا حين تكون الكلمة ملك لنا قبل أن نَنْطقها فإذا نَطَقْت ملكتنا هي وصارت كالطلقة إذا خرجت لا تعود؟!
ووصايا الرحيم محمد تشابه ماكان المسيح يحث عليه اتباعه وهو تدريب قاسي للنفس علينا ان نتمثلها وان صعبت علينا الشقة وصعب تطبيقها ( أحبوا أعداءكم وأحسنوا الى مبغضيكم )
ومن بعده ينبهنا القرآن اذ يذكر الصحابة لينجحوا في امتحان التخلص من كراهية الآخرين (( هاأنتم هؤلاء تحبونهم ولايحبونكم )) يقول الدكتور خالص جلبي
(( وطبيعة الانسان التي يمتزج فيها الملاك بالوحش امتزاجا شديدا تكرر التناقض بين العقل والجسد وتدعونا لنعتبر بالقرآن الذي يحلل لنا فكرة العنف وهي تنمو
( كشجرة خبيثة ) تماماً كما تنمو شجرة الحب وكلا الشجرتين تمنحان ثماراً . شجرة العنف لها ثمار وشجرة الحب لها ثمار ، شجرة العنف ثمرتها الخوف والتدمير ، وشجرة الحب ثمرتها الأمن والسلامة ، لذا اعتبر القرآن أن الكلمة الخبيثة تصبح شجرة ولكنها تُجتث من جذورها مالها من قرار ؛
أما شجرة الكلمة الطيبة فأصلها ثابت وفرعها يضرب في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها))
وعندما يسألني احبابي : متى يعود لعراقنا الامن والوئام , اقول لهم اقرأوا القرآن الذي يقر ان شجرة السلام جذورها الحب وثمرتها ( الأمن ) وهو ما عبر عنه خطاب سيدنا ابراهيم ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم هتدون ) الاية 82 ألانعام