إن الإجتماع العادي بالآخرين في سائر الأيام الغير الرمضانية، تتحكم فيه الحاجة إلى تحقيق رغبات حيوية غريزية مختلفة بشكل تلقائي، أما ما يحصل في أيام رمضان فيتعلق بالتخلص من تلك الضرورة التي تتحكم في سلوكنا، وتجعلنا حيوانات لا نعبأ بتامل وجودنا الخاص كوجود يختلف عن وجود سائر الكائنات بخاصية الصوم. إن خاصية الصوم هذه يشترك فيها الإنسان مع بعض الحيوانات مثل السلحفاة، غير أن السلحفاة تصوم صوما تلقائيا غريزيا غير ناتج عن التأمل العقلي. إن الصوم الناتج عن التامل العقلي يرجع إلى اختيار الإنسان له كوسيلة من وسائل التضامن والتعاون مع سائر البشر وخاصة الفقراء، والمرضى، وتبادل نفس المشاعر والاحاسيس، مشاعر الحرمان، الألم، كما أن اختيار الإنسان للصوم، يأتي كاستجابة للدين الذي يؤمن به، ذلك أن الإنسان ليس فقط مجرد حيوان اجتماعي، بل حيوان متدين، يؤمن، والإيمان يختلف تعريفه باختلاف الأديان، كما يختلف فهم الإيمان باختلاف مستوى درجة فهم الإنسان لظاهر وباطن دينه،
-يتبع-