بيدي لا بيد عمرو
خاطرة
بقلم : د . محمد أيوب
يقال إن الحكمة ضالة المؤمن ، ولكن يبدو أن مثل هذا القول لا ينطبق علينا باعتبارنا أمة عربية ، تاريخنا يفيض بالحكم ، ولكننا لا نستخلص العبر ، ولا نستفيد من التجارب ولا نستمع للنصائح ، هذا طبع جديد قديم فينا ، فقد وقعت ملكة تدمر في يد عدوها لأنها لم تستمع لنصيحة مستشارها قصير ، على الرغم من أن الشكوك راودتها عندما شاهت بطء الجمال التي قيل لها إنها تحمل الهدايا لها ، قالت :
ما للجمال مشيها وئيدا كأنهن يحملن جندلا أو حديدا
ليفاجئها عمرو برجاله وهم يدخلون عليها شاهري سيوفهم ، عندها امتصت سم خاتمها الذي كانت قد أعدته لمثل هذه المفاجأة لأنها كانت تدرك أنها كانت مطلوبة بعد استنزافها لدم جذيمة في طست خاص ، ترى .. هل انتقلنا من حالة الانتحار الفردي إلى حالة من الانتحار الجماعي كما فعل اليهود عندما حوصروا في الماسادا .
إننا في فلسطين نمارس قتل بعضنا وكأننا نريد أن نمارس الانتحار بطريقة مغايرة لما سبق ، فهل ندرك أننا نمارس عملية انتحار مجنونة وأن الحياة فعل رائع وأنه يوجد في هذه الدنيا ما يستحق الحياة .
د . محمد أيوب