البكاء على الكلبقال الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( تحسبهم أيقاظاً وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو أطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً ) الكهف ( 18 ) ، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم الحيوانات والحشرات وسميت سور القرآن بأسماء الحشرات وهذا دلالة على أن هذه الكائنات لها مجتمعها وحياتها ورزقها وكفاحها ، وفي حياتها عمل والتزام بالوفاء ، ويضرب مثلاً عن الوفاء ويقال أن الوفاء كوفاء الكلب ، وحين كنت أذهب إلى بيت جدي وكان في البيت كلب وكان جدي يطعمه من طعام أهل البيت ويسقيه ويهتم به كثيراً ، وكنت أرى الكلب في النهار باسطاً ذراعيه تحت الأشجار نائماً أحياناً ومستيقظاً أحياناً أخرى فكنت أضربه بحصى صغيرة على سبيل المداعبة ، فيراني جدي وينهرني عن فعل ذلك ويغضب ويصرخ لا تؤذيه يا ابنتي دعيه وشأنه ، وقد سألت جدي مرة عن سر اهتمامه بالكلب فقال لي يا ابنتي هذا الكلب يحرسنا ليلاً في نومنا ويحرس دوابنا فهذا الكلب يلحق بالبقرة حين يفك رباطها ، ويمنعها من الخروج من الزريبة إن حاولت الخروج ، وينبح حتى يشعرنا بذلك وحين ننسى قن الدجاج ( أي بيت الدجاج ) مفتوحاً ينام أمامه ويحرسه حتى الصباح ، وكذلك يمنع أي شخص من الدخول إلى المنزل ليلاً حتى لو كان ضيفاً حتى يشعرنا بذلك ولا يقترب من المنزل نهاراً ، فهو يا ابنتي يبتعد عن المنزل في النهار ويسترخي هنا تحت الأشجار ويستريح قال يا ابنتي : ليلة أمس سمعت نباحاً شديداً من مجموعة من الكلاب ولم آبه بهذا النباح وقلت في نفسي عله صراع كلاب ولا يعدو النباح ولكن اكتشفت في الصباح أن هذه المجموعة قد حاولت اقتحام المنزل ووقف الكلب سداً منيعاً مدافعاً دفاعاً مستميتاً عن المنزل ومنع الكلاب من الدخول وكانت تضحية كبيرة وهو يذود عن حماه ويصد الغزاة الدخلاء القادمين إلى أرض غير أرضهم ومات متأثراً بجراحه ، يا ابنتي هذا كلب وفي وخسارتي به لا تعوض وليت وفاءه يتعلمه الإنسان ونكون أوفياء كوفاء الكلاب ، الوفاء يا ابنتي من مكارم الأخلاق ، هذا ما يبكيني يا ابنتي ألا يستحق أن أبكيه ؟
وعندما عدت إلى منزلنا رويت لوالدي ما دار بيني وبين جدي فقال : صدق جدك ولكنه علق ساخراً هذا الكلب إرهابي لا أعرف ما يعنيه أبي بقوله كلب إرهابي