|
وياطيبَ المقامِ بدارِ هجرٍ |
عروسٌ لي ومـــا قدَّمتُ مهـرا |
لسان الحال يهتف بالسَّجايا |
وينبضُ بالهوى عشقاً وسحرا |
وقلبي شفَّهـا بيـن الحـنـايــا |
وخطَّ الحبُّ في الجنبين سِفرا |
وتـألـفُ مُهجتي وتقـرُّ نفسـي |
ويأنـسُ خافقـي ليبـوحَ شعرا |
وطـابَ لـيَ المقـامُ بـصفــو ودٍّ |
بِكنـْهِ الـرُّوح سُكناهـا استقـرَّا |
أتيتُ لها وكنت عزفتُ عنها |
فصرتُ لها كما الأرحام بَرَّا |
وشبتُ بها وجئتُ لها شباباً |
بنيتُ بها بروض الودِّ قصرا |
وعشتُ بها وتسكنُ في فؤادي |
فبتُّ الخِلَّ والأحبابُ أدرى |
توسَّطتِ الخليج بعرسِ نخلٍ |
بـهِ تاهـتْ على الأقرانِ فخرا |
شبيهـةُ طيبـةٍ والنـَّاس فيها |
نعمَّا الأهـل والأصـداءُ ذكـرى |
فلا أنسى بها حضنـاً رؤومـاً |
وتُربـاً مـن نـداهُ يصيرُُ تِبـرا |
ونخلاً يزدهي بقبابِ حُسـنٍ |
كمـا التِّيجـان عِقيانـاً ودُرَّا |
يميـسُ بسعـفـهِ ويميـلُ دلاً |
ويصحـو ليلـَهُ ليضـمَّ بـدرا |
ولا أنسى عقودَ الحورِ فيهـا |
وزادَ البـرِّ في رمضـانَ فِطـرا |
ولا أنسى المجالسَ يا نداها |
وجوه الخيـرِ إن لاقيـتَ بِشرا |
ولا حتى بيوتَ العلـم فيهـا |
ونورَ الحقِّ بالقسماتِ فجـرا |
ولا الحلقاتِ بالقـران يُتلـى |
وروضَ الإنس بالآيـات ذِكــرا |
ولا النَّدواتِ تحفل بالنشامى |
ولا العلمــاءَ بالأنـوارِ زُهــرا |
ولا الأدبـاءَ والشعـراءَ شــدواً |
ولا النسماتِ بالواحاتِ عطـرا |
كـأنِّي في الشَّـآم وبين أهلـي |
بصـدقِ الـودَّ والأشـواقُ حـرَّى |
ففي هَجْرٍ فؤادي جمرُ صَبٍ |
وعند الشَّام جمـرُ الصَّـبِّ أورى |
فـلا واللهِ مـا جافيْتُ أصلي |
ولا واللهِ مـا بالغـتُ نــزرا |
أقـولُ واُسمـعُ الدُّنيـا وجيباً |
وتحكي مهجتي الأعماقَ جهرا |
فحيث أرى الأخوةَ هامَ قلبي |
وحيث سنا الكرامة عشتُ عُمرا |
أبيتُ مع المروءةِ حيث ألقى |
وأحيـا بالإبـاءِ الدَّهْـرَ حـُـرَّا |
منابتنـا على الإسـلام عــــزٌّ |
دعـائمنـا الإخـاء ولا أبـرَّا |
نعيـشُ وجنَّـةُ الدُّنيـا قلـوبٌ |
وتسمـو الـرُّوحُ بالأخلاقِ طُهرا |
حيـاتي في (المبـرَّز) بين أهلـي |
وأهفـو (للهفـوف) وليـس سـرا |
إذا ما عشت فالأحساء نبضي |
وان جـاء النَّذيـرُ تطيبُ قبـرا |
ويـا طيـبَ المقامِ بدارِ هـَجْــرٍ |
تعيشُ بمهجتي دهـراً فدهرا |
د محمد اياد العكاري |
12/3/1427هـ |
10/4/2006م |
|