2006/11/3 الساعة 12:08 بتوقيت مكّة المكرّمة
بقلم: حلمي الأسمر
قبل بضعة أيام كنت أشاهد برنامج "العاشرة مساء" على قناة دريم الفضائية المصرية، وهو برنامج يومي يُجمل المشهد المصري في كل تجلياته عبر الحوارات والتغطيات، ولا يكاد يترك شاردة ولا واردة إلا أتى عليها، وبصراحة.. الصحفي الحر يغار من هذا البرنامج ويتمنى أن يكون في تلفزيون بلده برنامج بمواصفاته من حيث خفة الدم والمهنية والرشاقة التي تدير به مذيعة البرنامج فقراته المتنوعة جدا، المهم كانت إحدى الفقرات تتحدث عن مسلسلات رمضان وكان من بين الضيوف ناقدة فنية محجبة بدلا من أن تجيب المذيعة عن رأيها في مسلسلات رمضان تحدثت حول حادثة مريعة وقعت وسط القاهرة، تقشعر لها الأبدان، تحدثت عن حفلة تحرش جنسي جماعية قام بها عشرات الشبان ضد كل من يصادفوهن من نساء وفتيات وكل من يمت إلى **** حواء، مداخلة الناقدة الفنية أصابتني وأصابت المذيعة بالذهول، وقالت أن القصة كبيرة ولا بد من متابعتها ميدانيا، ولا بد من تأجيل البحث فيها إلى الغد، حيث كانت الساعة تقارب منتصف الليل، وفي اليوم التالي خرجت علينا المذيعة بتصريح صحفي من الأمن العام المصري يقول أن أيا من مراكز الأمن لم تتلق أي بلاغات في اليوم المقصود ولا يوجد في سجلات الأمن أي حرف عن الواقعة، وفي نفس البرنامج بثت القناة مقابلات مع شهود عيان من منطقة الحادث أكدت غالبيتهم الساحقة أن الحادثة وقعت، فيما قال آخرون أنهم لم يسمعوا بها ولم يروا شيئا، ثم نسيت القصة برمتها بعد أن فتر اهتمامي بها، وبالأمس قرأت في "الدستور" في ذيل الصفحة الثامنة عشرة خبرا موسعا: كتاب ومثقفون يعتبرونها مقدمة "ثورة جياع" أو "انتفاضات شعبية": الغضب يعم الشارع المصري بعد حوادث "تحرش جنسي جماعي" في قلب القاهرة، وفي الخبر تغطية موسعة لما حدث ولكن بطريقة متحفظة ومؤدبة جدا لا تكاد تشفي الغليل، كون الخبر صادرا عن وكالة أنباء دولية، ولمعرفة المزيد من التفاصيل وفهم المشهد، كان لا بد من الدخول إلى مواقع المدونين المصريين من شهود العيان، على شبكة الانرتنت الذين يغطون الحدث بالصوت والصورة والكلمة، وهكذا كان...!
وقد راعني أن ما حدث كان يفوق الوصف ولم يتوقف عند اليوم الأول، بل استمر أيضا لليوم الثاني على التوالي، وكي لا أكون مبالغا يمكن لي أن أنقل من أجواء الاحتفال الشيطاني مقاطع مما كتبه شهود العيان: (واحده تانية بقى .. تقريباً ماشية جوه جوزها .. يمكن من الخوف .. وفجأه .. يحدث ما لا يحمد عقباه .. الكلاب مرة خرى .. تتجمع حوله .. هو.. لا حول له ولا قوة .. يقدر يعمل أيه قدام ثورة **** مسعورة .. لوحده هو .. ولو وقف جنبه عشره، هيعملوا ايه ل 200 ولا 300 واحد مشافوش اللحمة .. فلما شافوا كعب البنات فى الشارع .. أتسعروا ... بس بالمناسبة .. ولا سلمت اللى لابسه نقاب او إسدال من أياديهم .. يعنى عشان محدش يقولى ماهم البنات ودورهم فى تهييج الشباب والكلام الفاضى ده .. أنا بجد شفت بعينى منقبه تقريباً تبرجت تبرج الجاهلية وبقت من الكاسيات العاريات .. طبعاً مش بمزاجها بس بأيد الكلاب المسعورة .. يعنى متقوليش البنات كانوا عرايا ومتفرنجات ومحزقات الهدوم على أجسادهن وكده، ويقول آخر: رايت جموع غفيره من الشباب وسمعت اصوات صراخ نسائية وهتافات الجموع بلفظهم البذىء"هن؟؟؟؟؟؟ ك" وظللت لفتره مذهوله ومرعوبه فهاتفت مالك واخبرته بما يحدث وظل الاتوبيس واقفا لفتره واخذت اراقب الموقف ..فوجدت الاطفال في سن العاشرة والحادية عشر يشجعون بعضهم علي الانضمام "يا الا يا ياد ندخل معاهم "وينضموا بسرعه رهيبه للثوره واخذت اتامل ملامح الذعر علي وجه ام وهي ممسكه بحرص شديد علي ايدي بناتها الثلاثه وكانها تحاول اعادتهم الي رحمها مرة اخري ..امتد الذعر الي الازواج والرجال الذين يخرجون بصحبه بنات..واخذوا ينكمشون بجوار بعضهم او يهرولون بسرعه ..لم استطع رؤيه وجوه الضحايا لكنني كنت استمع الي الصرخات واري الجموع الغفيره وهي تجري مسرعه ..ياااه اعداد ضخمه جدا جدا ..اكثر بكثير من اكبر مظاهره عملناها واعمار مختلفه ..ابتداء من العاشره الي الثلاثينات وربما الاربعينات كما قال مالك لم استطع ان اصفهم كما قالت رشا لي بانهم **** مسعوره او علي حد قولها باب واتفتح منه شوية **** ..... اننا امام كارثه ومجموعه كبيره من المرضي النفسيين وان الامر لا علاقه له بتناول جرعه زائدة من المخدر ..لكن هذا سلوك لشخص واع ومدرك ..الكارثه التي بدت لي فوق الاحتمال هو غياب الامن للمرة الثانية للتوالي ووجوده بكثافه علي بعد شارع واحد عند السفاره البريطانية والامن هناك مستتب والعساكر تجلس في العربيات والضباط في الخارج..الامر المضحك انني عندما وصلت الي شوارع الجيزة والملك الصالح لم اجد اولاد كثيرون وبات الشارع ليس كعادته فشعرت بان اولاد المحروسه قد ذهبوا للانضمام الي الثورة المباركة عند اناس لا يعرفونهم ..الامر يبدو كئيبا ومثيرا للتامل ومثيرا للدراسات السيكولوجية والاجتماعية ..ومثيرا للشفقة علي صحافتنا الحرة التي تجاهلت الامر ولم تنشر كلمه واحده، وأخيرا كتب مدون ثالث:
ركض الجميع اتجاه شارع طلعت حرب مره اخرى ووجدت هناك فتاه محاصرة تماما داخل دائره محاطة بمئات من الشباب يحاولون ان يتحسسوا جسدها وينزعوا عنها ملابسها انقذ الفتاه هذه المره سائق تاكس قام بإركابها لكن الشباب لم يدعوا التاكس يمر وشكلوا حوله دائره واصروا على ان تهبط الفتاه من العربه الى ان تدخل احد عساكر الامن رافعا (القايش)محاولا ضرب كل من يجده امامه
لم ينفض الجمع بسهوله الا بعد ظهور فتاتين ترتدين عباءات خليجيه يسيرون لوحده في الشارع واحاطوا بهم تماما وقام عدد كبير منهم باحتضان الفتيات واخلاعهم الاحجبه التي كانوا يرتدونها ومحاولة فك العباءات وكان هناك اطفال في الحادية عشر والعاشرة من العمر يقومون بالدخول من تحت العباءات .
مره اخرى تدخل بعض اصحاب المحلات وقاموا برش المياه على الشباب وجذب الفتيات الى داخل المحلات
بعدها بأقل من ثانيه ظهرت الممثله علاغانم التي تمثل في احد افلام العيد(عبدة مواسم)وحاول الشباب ايضا ان يصلوا اليها لكنها كانت محاصرة ببعض الحراس الشخصيين الذي حاولوا التصدي لكنهم لم يستطيعوا صد كل الايدي الجائعه التي امتدت الى صدر علا
بعدها بقليل ظهرت فتاة اخرى كانت ترتدي ايضا حجاب وعباءة قام ايضا الشباب بمحاصرتها ونجحوا هذه المره في اخلاعها العباءة لكن استطاع امن احدى العمارات ان يجذبها الى الداخل ويغلق باب العمارة ويمنع الشباب من الوصول الى الفتاه
ايضا فتاة اخرى كانت ترتدي بنطالا ضيق قليلا وقميص عادي جدا هذه المره تم تخليع الفتاة القميص وقطع(السونتيان )ولم ينقذها الا احد افراد الامن الذي كان يحمل شومه وادخلها الى داخل احدى المحلات ) .. انتهى الاقتباس
وبعد، هل ثمة كلام يقال، القصة أكبر من مقال سريع، وهي بالتأكيد ليست قصة تحرش جنسي، هناك تحرش أعلى وأوسع وأشمل: تحرش أنظمة بشعوب، ونظام دولي بدول، وسيادة غير مسبوقة لشريعة الغاب على ظهر هذه البسيطة، وربما يكون للحديث صلة!
منقول من مكتوب