|
قتلــــوا البراءةَ فيـــكِِ يا إيمـــــانُ |
يا دمعــةًً حُُرِقََْتْ بهـــا الأجفـــــانُ |
يا زهـــرةً لمَّــــا تفتَّــحُ بُرعُمَـــــاً |
هُتِكَــتْ وفــارقَ قلبَهـــا الخفقـــانُ |
يا هولَ منظرِهَـــا تناولهَــا الردى |
وتناوشَــتْ أحشـــاءَها الغربـــــانُ |
هزَّت فؤاديَ بالأسى ومشـــاعري |
واهتــزَّتْ الأبـــوابُ والجــــدرانُ |
فالجــوفُ أُفــرغَ والمعـى متمزَّقٌ |
والوجــهُ بـــدرٌ والدمــاءُ سِـــخانُ |
يا دمــعَ أُمٍّ كمْ أســــــالَ مدامعَــــاً |
حَرَّى يشِــتُّ بوصفهـــا التبيــــانُ |
صرختْ تنـــادي بالأمومةِ طفلــةً |
ثكلـى تنـــوءُ بقلبهـــا الأحـــــزانُ |
بُتِرَتْ لهــــا الســـاقانِ لكنَّ الأسى |
مِنْ فقــدِ فلـــذةِ كَبْــــدِهَا يختــــانُ |
أوَّاهُ يا زمــنَ التـــردِّي والقــــذى |
ما عـــادَ إنســـاناً بـــهِ الإنســــانُُ |
جفَّتْ ينابيــعُ المشاعرِ في الوَرَى |
وتجهَّـــمَ الأخـــــوانُ والخِـــــلانُ |
فهلِ القلـــوبُ تحجَّرتْ وتخلَّفتْ؟! |
أمْ بالعواطفِ ضاقتِ الأكــوانُ ؟! |
هل ما رأتْ عينــايَ كانَ حقيقـةً؟! |
هل ماتَ فينـا العطفُ والتحنـانُ؟! |
يا أمَّــةَ الإســـلام يا نـــورَ الدُّجَى |
أينَ الأخـــوَّةُ منــــكِ والإيمـــــانُ |
جســـدٌ تداعى قلبُــــهُ في عـــــزَّةٍ |
فمتى لـهُ يتراصَصُ البنيـــــانُ؟!! |
وإلى متى صمتُ الهــوانِ يقودنا؟ |
وإلى متى يحدو الأســودَ جبـانُ؟! |
ماتتْ مشـــاعرُ قـــادةٍ فتخاذلــــوا |
يا ويلهـــمْ إذْ يُوضَـــعُ الميـــــزانُ |
لا تنظــروا شــرقاً ولا غربـــاً ولا |
تتمنَّـــوا الإخــلاصَ ممَّنْ خانــــوا |
همْ أدمنوا العرشَ الوثيرَ وأخلصوا |
للغربِ فيمـــا يأمـــرُ الشــــــيطانُ |
فاســـتأسدوا عندَ الشــــعوبِ بعزَّةٍ |
واســــتنعموا إنْ هــدَّدَ العـــــدوانُ |
يا ابن العروبـــةِ يا حفيـــدَ فوارسٍ |
كانوا الأشاوس في الوغى إذ كانوا |
حملــوا الســـيوفَ بعــزَّةٍ وحميَّـــةٍ |
ما جارَ فيهـــمْ بالهـــوانِ زمــــــانُ |
فإلامَ نســــــلٌ يســـــتكينُ وينتفـــي |
ويعيشُ ذيـــلاً في الورى ويُهــــانُ |
ثوروا لقهرِ الضعفِ في أعماقنــــا |
ثوروا لنفضِ الذلِّ عمَّـــنْ هانــــوا |
وتقدَّمـــوا شـــُمَّ الأنوفِ وقدِّمــــوا |
معنى الفـــداءَ يهـــابُكُمْ طغيــــــانُ |
بالصمتِ والحقِّ الضعيف وذلَّــــةٍ |
قتلــــوا البراءةَ فيـــكِ يا إيمـــــانُ |
يا زهـــرةً لمَّــــا تفتَّــحُ برعمـــــاً |
هُتِكَــتْ وفــارقَ قلبَهـــا الخفقـــانُ |