المقاييس النفسية فى الميزان
سيد يوسف
يقصد بالقياس النفسى عملية مقارنة شيء ما بوحدات معينة أو بكمية قياسية
أو بمقدار مقنن من نفس الشيء أو الخاصية بهدف معرفة كم من الوحدات يتضمنها هذا الشيء.
ويقصد بالاختبار النفسى: أداة للحصول على عينة من سلوك الفرد فى موقف معين من حيث ظروف التطبيق ومواد الاختبار وطريقة التصحيح فيمكن بذلك جمع بيانات عن السلوك فى أسلوب مقنن منظم نستطيع من خلاله التعميم على مواقف الحياة والتنبوء بالسلوك فى المواقف المرتبطة به.
وللمقاييس النفسية مستويات مختلفة...ولها منهجية واضحة من صدق وثبات وغير ذلك....مما هو مجاله فى علم النفس الاحصائى.
وللمقاييس النفسية أنواع منها الملاحظة...ومنها مقاييس التقرير الذاتي
(مثل المقياس النفسى للاكتئاب مثلا كما هو بصورته ههنا) ومنها الاختبارات الإسقاطية ( كالتى تعتمد على الصور ودرجة تفسير المفحوص لها).
ومن أهم الاختبارات والمقاييس النفسية
1/ اختبارات الذكاء..............مثل اختبار وكسلر بلفيو لذكاء المراهقين والراشدين
2/اختبارات القدرات والاستعداد والميول والقيم...........مثل مقياس الميول المهنية واللامهنية لعبد السلام عبد الغفار.
3/ اختبارات ومقاييس الشخصية....مثل اختبار الشخصية المتعدد الأوجه لهاثاواى وماكنلى بجامعة مينسوتا.
4/ وهناك الاختبارات الإسقاطية.
ونأتى إلى بيت القصيد وهو: ما مزايا استخدام تلك المقاييس؟
تتسم المقاييس النفسية عادة ب
1/ الكفاءة والعملية EFFICIENCY
(فهى لا تتطلب جهدا تفسيريا أو إحصائيا يعوق الممارسة العملية).
2/ وسيلة للدراسة المتعمقة ACCESSIBILITY
(قد تكشف بعض الظواهر الكامنة من مكونات الشخصية وعاداتها وسلوكياتها).
3/ وسيلة للتنفيس والتعبير
(فهى تصلح لفئة الذين لا يجيدون التعبير الصريح عن حقيقة مشاعرهم ومن ثم تعد فرصة جيدة وأداة فعالة لهذه الفئة).
4/ تصلح لعقد مقارنةcomparability
( تفيد الدرجات النهائية بكل مقياس فى عقد مقارنة بينها وبين درجات الآخرين أو درجات نفس المفحوص فى مراحل متتالية).
5/ الحياد neutrality
( عادة لا تعطى المقاييس فرصة للفاحص بالتدخل بآرائه الشخصية فهى تعطى درجة من الموضوعية جيدة لبعدها عن التعصب والأحكام الذاتية للفاحص).
على أن الأمر لا يخلو من بعض العيوب التى نود ذكرها والتى منها:
1/ قد لا تقيس المشكلة الخاصة بالمفحوص.
2/ صياغة العبارات قد تكون عرضة لأكثر من تأويل.
3/ قد تعطى بيانات متحيزة بسبب الممارسة والاستجابة والتوقع والتزييف.
4/ الخصائص السيكومترية للمقاييس كالصدق والمعايير والثبات قد لا تكون معدة لكل المشكلات أو المفحوصين.
5/ قد تكون صياغة الاختبار مؤثرة على إمكانية فهمه لمحدودي التعليم.
6/ يصفها البعض بأنها سطحية ومضلله لأنها تستجوب الشعور.
7/ يصفها البعض بأنها جزئية ولا تقيس الميكانزمات الدفاعية.
8/ تنظر إلى الفرد على أنه حاصل جمع دون اعتبار للوزن النسى لمجمل العبارات.
9/لا تضع فى حسابها الفروق الفردية سواء فى صياغة العبارات أو فى التفسير.
11/ تتأثر الدرجات بشكل ما بدرجة القلق (قلق الاختبار لدى المفحوص) .
12/ تتأثر الدرجات بالحالة المعنوية للمفحوص عند الإجراء كجوعه أو عطشه أو شعوره بالبرد مثلا وأشباه ذلك ومن ثم تتأثر استجابته.
13/ تتأثر استجابة المفحوص إلى حد ما بموقف الفاحص.
14/ تتعرض الاستجابة إلى حد ما للتخمين.
15/ تتأثر استجابة المفحوص بما يسمى المرغوبية الاجتماعية (يود أن يظهر جيدا بين الناس) .
16/ عادة ما يخضع تفسير العبارات لثقافة وأيدلوجية وفلسفة الفرد الخاصة.
الخلاصة
فى النهاية نريد أن نثبت هاهنا هذى الرؤية:
الرؤية التوفيقية للتشخيص السيكومترى والدينامى رؤية جيدة (بمعنى أن نمزج بين الاختبارات السيكومترية التى تعتمد على الدرجات وبين الاختبارات الدينامية الإسقاطية) نقول إنها رؤية جيدة إلى أن يحل البديل.
وفى اعتقادي أن التشخيص الجيد يعتمد على:
1/المقابلة التشخيصية بشكل اساسى.
2/ الاختبارات والمقاييس النفسية بشكل استرشادي.
وفى النهاية
أسأل الله أن ينفعنا جميعا.
سيد يوسف