المقاماتظهرت القصة القصيرة فى النصف الثانى من القرن الرابع الهجرى , و كان مبتدعها هو بديع الزمان الهمذانى – و كانت تحت مسمى المقامات – و كذلك كان لإخوان الصفا سبق فى كتابة القصة الطويلة فى مجموعتهم المسماة ( الإنسان و الحيوان أمام محكمة الجن ) .
ــــــ
و الذى يهمنا فى هذا المقال هو المقامات .. فما هى المقامة ؟ :
منشئها و مبتدعها هو بديع الزمان أحمد بن الحسين الهمذانى (ولد بهمذان (إيران ) , سنة 358 هـ و توفى بهراة (أفغانستان ) سنة 398 هـ .
و قد كتب بديع الزمان اثنتين و خمسين مقامة تدور حول الواقع الاجتماعى الذى كان يعيش فيه , مع بعض الطرائف عن
المـُكـْدين (الشحاذين الذين يستعملون الحيلة فى الحصول على المال ) و الشطار ( الشاطر هو الماكر الخبيث ) و قطاع الطرق ..الخ مع عدم إغفال الجوانب الثقافية و الفكرية و التاريخية .
وتتميز المقامة بالميل إلى السجع – سواء أكانت قصة قصيرة أو مقالة .
و يمر قرن من الزمان فنجد تجديدا لفن المقامة على يدى عبد الله بن محمد بن ناقيا البغدادى عالج فيها الحكمة التى أجراها على لسان البهائم , و بذلك كان أقرب إلى كليلة و دمنة من حيث الموضوع .
ثم جاء أبو القاسم بن على البصرى الحريرى (546-616 هـ ) فكتب خمسين مقامة – و أصبحت أكثر شهرة من مقامات بديع الزمان .
مصطفى سلام