|
سنظل في كفِّ القنوط أسارى |
حتى نرى طير المحال جهارا |
ونظل نشجب داجيات ِ أفولنا |
ما تاه كوكبُ حالـِنا وتمارى |
ونبيت في كـنف السبات تيتما |
دهرا تـَزَاوَرُنـَا الشموس يسارا |
نبني دياجير النسيء مراقدا |
درست لنا خجل البنود مـِرارا |
لا صُـورَ أجداث الموات نعيره |
أُذَنَ الحياة ولا يشق غبارا |
وكأننا لـُقـَمُ العفونة نــُزْدَرى |
غصصا بحلق المكرمات مـَرارا |
فالموت يخجل بالعروبة مرقدا |
مادام يطمع أن يكون مـَزارا |
بالأمس صغنا للنجوم مطالعا |
بيد تقبـِّلها البدورُ منارا |
وعلى صواري الشمس رفرف للضحى |
علم يراوده الشموخ مدارا |
لمـَّتْ زنود الفتح كل فصيلة |
أرختْ على خصر الوفاء إزارا |
ونعفُّ مقدرة ً، وملكُ يميننا |
شرفٌ تضمِّخـُه السيوفُ ذمارا |
ولنا على صدر الدجاة أهــلـَّة ٌ |
بلغت منازلُ رشدها الأقمارا |
ولنا فصول ما تغيـَّر وسمها |
شفقا ، يجمـِّله الأصيلُ نهارا |
حتى استدان السعد أبراج السها |
ومن الثريا للمسيرة نارا |
واخضل َّ معراج السمو ببيرق |
أرخى النبي عنانه إيثارا |
مسرى وأرتال الصراحة دونه |
فرسا تخب على النجوم قرارا |
أفـَلـَتْ نجوم الشرق بعد عبورها |
بجناح ناموس العلوم مسارا |
وتصنـَّعـَتْ أنثى الحياء براقعا |
لوجوه قـبح لا تـطيق خمارا |
وكأننا للنرد زدنا أوجها |
لم تحتمل وجه الحرام ظهارا |
نلقي بأيدينا إلى حفر الــقـِلى |
مجدا يصنفه الخلودُ نهارا |
وعلى رفوف الذل بيعت أمة |
كإماء أسواق الضياع حيارى |
كانت تـُمَنـِّي النفس لـَيِّنَ معصم |
يلقي على زند المبيع نضارا |
لم تخش وجها فالمزاد قد استوى |
عـَرضا وصارت للأكف حوارا |
حتى إذا حمي المبيع تبسمت |
شفة الهموم على المعاصم نارا |
شُدَّتْ وَثـَاقـَا من فتائل قسوة |
أتظنها عقمَ الخيال سوارا ؟؟ |
هي أمتي زلـَّتْ بمعرض شهوة |
سبلا تعفن بالوباء بحارا |
وتزيَّنتْ غـَرَبَ الوصاية ملبسا |
لا بردَ يدفعُ، أو يـَردُّ غبارا |
فلمَ التأفف والقوانين اكتوت |
بأصابع الذل المهين جهارا ؟ |
بنفاق من رفعت نوايا زوره |
رايات ِ تـَغـْيِـِيْب ِ العقول ضرارا |
ولمبدأٌ مهجُ النقاء أساسُه |
أولى اتباعا أن يكون قرارا |
بهمومنا بتنا لمخدع حيرة |
وعيوننا بالمغريات أسارى |
يا سوءة التاريخ كيف يسومنا |
قــِنُّ يفوِّض أمرَنا الأحبارا |
يا سبة الأمجاد من أفعالنا |
سقط النصيف فخلدته سكارى |
لن يكتب الأسفارَ إلا عصبة ٌ |
صارت على صدر الخلود شعارا |
حجاجُ واسط خلـَّدتـُه عبارة ٌ |
أسدٌّ عليَّ وفي الحروب توارى |
ودم الشهيد منارة يرتادها |
نور يصافح بالسمو غيارى |
صعدوا بسارية النهار عزيمة |
شــَمَّاء تــمتشق الزمان َ غـِرارا |
وكأن قنديل الفداء أكــُفـُّهم |
طافت بعاقلة السخاء عـَقارا |