|
عــروس جـنـيـن |
عصفُ السرايـَا يدكُّ الحصنَ والكـهفَـا |
يشتَدُّ ينسـفُ ما شـادوا وما صَنَعُـوا |
ويُشْبِـعُ البغيَ منْ إعصارِهِ عَصْفَـا |
يُرِي اليهـودَ مِنَ الأهـوالِ ماحَـذِرُوا |
ويُرْسِلُ الرعدَ مِنْ صيحاتِـهِ قَصْفَـا |
هذي عروسُـكِ يـاجينينُ قـدْ سطعتْ |
أنوارُ بدرٍ تفوقُ الحُسْنَ والوَصْفَـا |
جاءتْ هنـادي كإعصـارٍ مدمـدمـةٌ |
لتَنْسِفَ البغـيَ منْ أوطاننـا نَسْفَـا |
مَـدَّتْ إليـهِ أكُـفَّ البطشِ غـاضِبَـةً |
والمـوتُ يُقْذَفُ مِنْ أشواظِهَا قَذْفَـا |
شَدَّتْ يَدَاهَـا حـزَامَ النَّسْفِ فانفجَـرَتْ |
أشـواظُ نارٍ تُذِيقُ الكَـرْمَلَ الرَّجْفَـا |
أوصـالُ حيفَـا بذاتِ النـاسفِ ارتجفَتْ |
ومَنْ يَرُدُّ رياحَ المـوتِ والخَسْفَـا؟ |
للـــهِ درُّكِ يـاأخـْتَــاهُ ثـائـرةً |
يامَنْ رددتِ بِعَزْمِ الحُـرَّةِ العَسْفَـا |
يامـنْ عـزفتِ مَـعَ الألغـامِ أغنيـةً |
في اللهِ ياأختُ ماأحلى الردى عَزْفَـا |
يامَـنْ شَفَيْتِ صـدوراً بالأسَـى ثَقُلَتْ |
إنَّ الصـدورَ بآلامِ العِـدَا تُشْـفَـى |
أَرَى الحُثَـالةَ خلْفَ السـورِ قـابعـةً |
وقدْ مَدَدْتِ بنـارِ العـاصفِ الكَفَّـا |
يالبـوةَ العـزِّ كـمْ مَـزَّقْتِ مِـنْ جُثَثٍ |
وكـمْ خطفتِ بأنيابِ الردى خَطْفَـا |
وكـمْ قَرَيْتِ كُمَـاةَ الغـدرِ مِنْ غُصَصٍ |
إنَّ اللبـوءَةَ تُقْـرِي ضيفَها الحَتْفَـا |
ذلَّ القـرودُ وقـدْ دِيسَـتْ كـرامتُـهُمْ |
ومَنْ بَنَى اليـومَ مَعْ أجناسِهمْ حِلْفَـا |
أماَّ هَنَـادِي ففي الجنـاتِ قـدْ شَمَخَتْ |
بالعزِّ تَرْفَـعُ باسْتِشْهادِهَـا الأَنْفَـا |
للـه ِيـاابنـةَ تيسـيرٍ كَـمِ انْفـرجَتْ |
بكِ الكـروبُ وأجلـى ربُّنَا الكِسْفَـا |
سَطَّـرْتِ بالدَّمِ فـي (مَكْسِـيمَ) ملحمـةً |
وكمْ نقشـتِ على جدرانِهَا حَرْفَـا |
سالتْ دماؤُك يـومَ الـروعِ نـازفـةً |
والمسكُ يَنْشُرُ من أشلائِكِ العَرْفَـا |
تسقينَ كـلَّ كَمِـيٍّ كـأسَ مصـرعِـهِ |
وتلقفيـنَ أفاعي سِحْرَهُمْ لَـقْـفَـا |
يابنْتَ جينيـنَ كـمْ فـارقتِ مِـنْ حُلَلٍ |
ولمْ ترومِي سوى عزِّ الهُدَى شَنْفَـا |
هـذي دمـاؤُكِ ياأخْتَـاهُ قَـدْ نَـزَفَـتْ |
والدَّمْـعُ ينزِفُ مِنْ أحداقِنَـا نَزْفَـا |
لو كـانَ يخفقُ قلْبٌ فِـي جَـوانِحِنَـا |
لَمَا بقينَـا نُسَـامُ القَهْرَ والخَسْفَـا |
نبيتُ نَمْـرَحُ في لَهْـوٍ وفـي عَبَـثٍ |
والمُـؤْمِنَاتُ يَذُقْنَ الهَـوْلَ والحَتْفَـا |
والمرجفـونَ أدانُـوا كـلَّ ذي شَرَفٍ |
واستمرؤوا الذلَّ والإرجافَ والضَّعْفَا |
قَـرَّعْ قُرَيْعـًا ومَنْ خـابَتْ مسيرتُـهُ |
ومَنْ تَوَلَّى وقدْ لاقى العِـدَا زَحْفـَا |
ومَنْ تَهَـاوَى ولَمْ يَسْـقِ ثَرَى وطَنِي |
يـومَ الكريهـةِ لاسَحًّـا ولارَشْفَـا |
ولـمْ يُـقَـدِّمْ نَـدَى مَـالٍ ولا ولـدًا |
ولـمْ يُخَصِّـفْ لهُ نَعْـلاً ولا خُفَّـا |
منْ بـاتَ يلعقُ للأعـداءِ ما انتعلُـوا |
ويُحْسِنُ المَسْحَ والترقيعَ والخَصْفَـا |
منْ خـانَ أرضـًا ولـمْ يبذُلْ لعزَّتِهَـا |
يـومَ الكريهـةَ لاسَيْفًا ولا صَرْفَـا |
هُـمُ الحُثَـالـةُ والأنـذالُ تحْـسَـبُهُمْ |
يومَ الخَطَابَةِ مِنْ أهلِ التُّقَـى صِنْفَـا |
مَـنْ يزعمـونَ سليلَ القِـرْدِ ذا دعـةٍ |
ودفعَ أنيـابِ مصاصِ الدِّمَـا عُنْفَـا |
ليتَ الحُثَـالَـةَ تَفْنَـى أيْنَمَـا وُجِـدَتْ |
ويصبـحُ الفـردُ مِنْ إخوانِنَا ألْفَـا |
فيُشْـرِقُ النورُ فِـي الآفـاقِ يغْمُـرُهَا |
هَدْيـًا يَفِيضُ على أوطانِنَـا لُطْفَـا |
مَنْ يزرعِ الخيـرَ يلْقَـى جَنَّـةً وَرُبـًى |
فيها الهَنَـاءُ وَمَنْ أبْدَى الأذَى ألْفَى |
تفنَى الحيـاةُ وذكـرى المجْدِ خـالـدةٌ |
ومَنْ يطولُ ذُرَا الأمجـادِ والسَّقْفَـا؟ |
ليَجْزِيَ اللـهُ مَـنْ ضحـوا بأنفسِـهِمْ |
ومَنْ أقامُـوا لإعلاءِ اللِّـوَا صَفَّـا |
يـومَ القيـامـةِ جنـاتٍ مـفـتـحـةً |
لايشتكـونَ بها ضِيقـًا ولانَـزْفَـا |
تمضـي الشـهيدةُ للجنـاتِ راضيـةً |
بِكْـراً تُزَفُّ إلـى فِرْدَوسِهَـا زَفَّـا |
هـذي القصـيدةُ للأحـرارِ أنقُشُـهَـا |
وقدْ جعلتُ قصيـدِي للحِمَـى وقْفَـا |