ينبوع الحياة من بين ثغرها يتكلم بالحكمة
في عيد ميلاد كريمتي فلسطين أم آدم / د. لطفي الياسيني» بقلم لطفي الياسيني » آخر مشاركة: لطفي الياسيني »»»»» من نادر وطرائف العرب.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» مع شيخ العربية محمود شاكر "اختياراتٌ ودررٌ"» بقلم بهجت عبدالغني » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» لماذا الجن يكره التمر سبحان الله؟؟؟؟؟؟» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» جفاف» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: الفرحان بوعزة »»»»» من أطلق الرصاص» بقلم تيسير الغصين » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» في عيّنيها أبصِرُوني» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» استنكار» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» صلاة يوم الجمعة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» صباحك مسك وعنبر» بقلم أحمد مصطفى الأطرش » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»»
ينبوع الحياة من بين ثغرها يتكلم بالحكمة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
ربما تكون قصة المتألقة زاهية من القصص القليلة التي تأتي نهايتها بنفس قوة بدايتها ، إن لم تفق النهاية البداية وهذه ميزة تحسب لكاتبة هذه القصة وتثري من القصة الواقعية التي أحكمت القبض فيها على الشخصية وسيطرت على الحدث وجاء البناء متماسكا ، وبطلة القصة التي انفصل والداها وهي لم تزل دون السادسة وكل منهما تزوج وعاش حياته طولا وعرضا وتولى أمر رعايتها جدتها لأمها ولننظر كيف تصور الساردة حال بطلتها الطفلة الصغيرة ( كنتُ أنظر إليهما باضطراب تصطك به أسناني خوفًا , وحيرة مما أسمعُ وأرى ..أرتعش يمامة ً أغرقها مطرُ الفجأة بالرَّهبة, فلا أجد جناحًا يدفئني زغبُ حنانه بطمأنينةٍ , وهما يكيلان لبعضهما الشتائم , وأحيانًا السباب المخجل .. ) وهذا المشهد الرائع والتي صورته بلغة فنية راقية لا لغة أدائية تؤدي المعنى فحسب ، رغم أن اللغة الأدائية في قصة واقعية مثل هذه القصة جائز ، ولكنها أصرت أن تقدم لنا لغة فنية / جمالية ، فيها الصورة والتمثيل والكناية والاستعارة والمجاز ... إلخ من فنون البلاغة ،وجاءت أقرب إلى لغة الشعر ، ولاحظ دلالات الكلمات التي تعكس الحالة ، حالة الطفلة ، وكيف صورتها باليمامة التي لم يكسها الزغب وجناحها الطري الضعيف ، وتأمل كلمات مثل : الإصطقاق - الخوف - الحيرة - الإرتعاشة - الرهبة .. إلخ ، ووقع هذه الكلمات وأثرها النفسي على الطفلة ، إن انفصال الأبوين كان الشرخ الكبير في جدار قلبها ومن قبل الإنفصال ( يكيلان لبعضهما الشتائم , وأحيانًا السباب المخجل .. )لن أطيل طويلا في تحليل مضمون القصة ولا رسالتها الفكرية والأخلاقية ، لوضوح المضمون والرسالة ، والتي تنكشف بدءا من العنوان ( شباك الخطيئة ) ، إن بحثها عن الحب الأسري والدفء العاطفي الذي حُرمت منه صغيرة وراحت تستجديه من والدها الذي يرفل في السعادة مع زوجته الجديدة وأولاده منها فيقابلها بفتور وقسوة ويطردها من جنة الحياة الأسرية وهي التي أصبحت بنت الثمانية عشر ربيعا وهذه السن بالنسبة للفتاه سن النضوج الجسدي وتكون مؤهلة فيه لتكوين أسرة ، إن الخوف من تكوين أسرة ومن الزواج ربما هاجس هذه الفتاة ، والخوف ينمو معها منذ الطفولة ، منذ السباب المخجل بين والديها وانتهاء حياتهما نهاية مؤسفة بالطلاق ، هذا الخوف يكبر معها ويلازمها ، ويُحسب لهذه الفتاة وعيها بإحتياجاتها النفسية والعاطفية ووعيها بمشكلتها ، ويُحسب لها محاولتها لعلاج ماتستطيع من خلل وعطب في حياتها وفي نفسها من خلال ذهابها إلى أبيها وعودتها إلى سبب المشكلة لعلها تجد العلاج النفسي والحل عنده ولكنه للأسف خيب ظنها ووئد أحلامها وهي كبيرة كما وئدها وهي صغيرة ، فلم يبق أمامها في محاولة للإشباع العاطفي والري النفسي إلا البوح والفضفضة لصديق عبر المسنجر والذي تجد فيه العوض والبديل ، بديل الأب ، ولكنها تكتشف ذئبيته وكانت النهاية القوية ( ثبَّتُّ قدميَّ وأنا أستجمع ما تناثر من قوَّتي في محاولة لزرعهما في الجوف الصخري لداخلي باختراق سماكة قشرة العجزالمخيفة , وأنا أنهي محادثتي معه وعلاقتي به, عندما طلب مني اللقاء بإصرارٍ غريب , ليمسحَ الدمعَ الحارقَ عن عيوني بعيدًا عن مراقبة زوجته , وأولاده , وعيونِ الفضوليين )وهذه النهاية بهذه القوة تحتاج وحدها إلى مداخلات ومداخلات ، وأتمنى أن أجد الوقت لأعود لهذه القصة وليت دارسي الأدب في معاهدنا وجامعاتنا يتابعون مثل هذه القصص وهذه القصة مثلا تستق أن تُدرس وتكون نموذجا يُقاس عليه وخاصة البداية والنهاية وشكرا للكاتبة المبدعة المتألقة زاهية
كنتُ أنظر إليهما باضطراب تصطك به أسناني خوفًا , وحيرة مما أسمعُ وأرى ..أرتعش يمامة ً أغرقها مطرُ الفجأة بالرَّهبة, فلا أجد جناحًا يدفئني زغبُ حنانه بطمأنينةٍ , وهما يكيلان لبعضهما الشتائم , وأحيانًا السباب المخجل -الذي تردده على مسمعي ذاكرة فجَّة الطباع , لاتحب أن تراني نسيت منها لحظةَ عذاب - وأنا عاجزة بسنواتي الست الليِّنة عن وقف هذه المشاحنات الصَّاخبة التي انتهت بطلاقهما,
مشهد جميل وسريع نقلني من الحاضر ومن ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب ثم أكون في حوار مع الذاكرة.
بداية تشدّ للمتابعة (كنت أنظر) وبسرعة البرق انتقلت من مرحلة النّظر إلى مرحلة أكثر من ذلك فقد دخلت الحدث لأعيشه محاولاً إبداء شيءٍ من موقفي الرافض لما أشاهد، وكأنني بنظري هذا أحاول إشعارهم برفضي المطلق لما أشاهد وأمهلهم فترة ليعيدوا النظر فيما قاموا به.
أظنّه الهدوء الذي يسبق العاصفة ... هذا مشهد عشته هنا
لكن .. طفح الكيل .. (الظلم لا يشعل الثورة ... إنما الإحساس بالظلمِ هو الذي يشعلها)
مشهد آخر .. (هما ) يتبادلان الشتائم ... لا أكاد أنسى للحظة وقعها الثقيل على مسمعي ... ولا أسمح لنفسي بأن أنسى شيئا منها..
طفلة صغيرة لا تحتمل هذا الموقف المضطرب ... ولا تستطيع فعل شيء إلا أنها نظرت للموقف بعين الرّافض ..
إذا طفلة بسنواتها الستّ لا تستطيع فعل شيء .. فكان القرار قرارهما
وتولتْ جدتي وجدي لأمي مسؤولية رعايتي بعد زواج والديَّ كلٌ غير الآخر..إحساسي بالخوف مازال يرافقني حتى اليوم , وقد امتشقتُ قامةَ وفكرَ ودراسةَ ابنة الثامنة عشرة عاما..خوفي هذه المرة لم يكن ضعيفًا قزمًا بحجم جسدي الضئيل الطري عندما كنت طفلة
مشهد آخر من الطفولة إلى الشباب وربما كان شباباً مختلفاً فالإضافة أشعرتني بأنّ العمر لم يكن بعدد السنين وربما كان بعداد المشاعر .. أنا كبرت وخوفي في نماءٍ مستمرٍ معي كان في السّابق بحجمي وهو الآن بحجمي أيضاً
تصوير نمو الخوف راق لي هنا وأعجبني رغم أنّ ذلك يوحي بأنّه سيتأبدّ وسيرافقني حتى يهرم مثلي ليفنى.
, بل تكاثر و تمطَّى بوحشية فوق سنواتِ عمري الراحلة في غياهب الماضي المفعم بالسواد ,
لا بل أنّ حزني وخوفي أكبر منّي حجماً وعمراً ... ما أقسى ذلك!
يتمطّى بوحشيّة ... وماذا يتمطّى؟؟ سنيّ عمري .. وأي عمرٍ ؟؟ الراحلة سنواته .. أين؟؟ في الغياهب .. وأي غياهب؟؟ الماضي المفعم .. المفعم بماذا ؟ بالسواد!!!!
رغم القسوة هنا إلا أنني أجد تتابع جميل وصور فريدة لهذا الخوف الذي يجتاحني
وما الحاضر؟؟؟
فالحاضرِ المتألم بالغربة عن كنف أسرة دافئة المحبة بتفاهم أفرادها, وربما سيمتد تمطِّيه المفزع إلى مستقبل أيامي إن هما بقيا بهذا الجفاء معاملة ً لي , وابتعادًا عن محرك فكري الذي يكاد يتوقف بسرعة خطو اليأس , الزاحف بقسوة نحو نفسي ,المتهالكة فوق بساطٍ تالفٍ من الصبر الهش, المحاصَرِ بجيوش الفشل من الجهات الأربع, وأشد ما كان يقلقني هو خوفي من حصار الأعلى , والأسفل , فأقع فريسة سهلة جدًا في شباك الخطيئة ,التي تنصبها تراكمات القلق والخوف , والحاجة لما هو حق لي كأي أنثى ترعاها عناية أبوين يخافان الله فيها, فينبتانها مشبعة العاطفة والحنان, والدفء العائلي دون التمزق الذي لايورث غير البلاء..رجوتُ أبي بضعفي وفقري إليه أن ينصف قلبًا تتساقط عنه أوراق الصفاء بسنين عجاف إلا من التحرق .. قرعتُ بابه بدموع حاجتي لسكينة ينعم بها وأولادُه ومرفأ أمن ترسو فيه سفينة أيامي التي تضربها بغضب أمواج مختلفة العواصف ,فلم يصغِ أذنًا لنداء حرماني , وارتعاشة ضعفي..كنتُ أسمع من المقربين إليه بأنه يسعدهم وزوجتـَه , فأحزن لصقيع حجرة روحي , ونواح شقائي في بيت تعيس .. أترجاه بمنحي بعض نارِدفء تقتل هجمات البرد المتوحشة,ٍ فيغلق بوجهي أبواب رحمته ونوافذها
هذه صورة الحاضر ... تيه وقلق وخوف .. تصاوير في غاية الرّوعة وانهمار وتواصل لا يمكن بحال أخذ جزء منه أو فصله عن بقيّة الأجزاء .. تتماسك العبارات وتنثال سرديّة تصف الموقف ببراعة .. أجمل ما في ذلك هو الإحساس العميق بها وكأني أشعر بالتسارع والاندفاع مع العبارات .. أبدأ بمشي بطيء ثم تزداد سرعتي رويداً رويداً لأصل إلى أقصى سرعة ...فالماضي به خوف والحاضر به خوف وأنا خائف من أن يمتدّ هذا الخوف ليصل إلى المستقبل..
فيحطيني الخوف من جميع جهاتي .. وهذا ما أخاف منه ..
قد تصل الغربة والخوف إلى المستقبل إن بقيت هكذا .. وقد يتوقف ملهم أفكاري إن أتاه اليأس وهو ليس ببعيد عن نفسي فهو يزحف إليها كلّ حين ويقترب إليها أكثر فأكثر ... وهي تستسلم رويدا رويداً.. الخوف من الخوف ربما كان هذا عنوان هذه المقطوعة الجميلة ...
ثم يستمر التسارع حين أطرق بابك يا أبتي بالدموع .. وأنا خائفة من أشياء كثيرة
أشعر بحاجة ماسةٍ إليك أرجوك وأناديك ..
فينتهي تسارع الخطو بالارتطام بصخرة الواقع الصلبة ... أبي لم أعد بنته . أبي يعيش هناك وأولاده ...وزوجته لم يأبه لدموعي وتوسلي ....
كان مشهداً رهيباً والله أراني أعدت قراءته مرّات ومرّات
(وكأنني طفل صغير يصعد إلى (السحسيلة) فينطلق مسرعاً من أعلى لأسفل) ثم أعاود الكرّة مرّة أخرى (ربما كان التعبير غريباً لكن هذا أقرب وصفٍ لما شعرت به وأنا أقرأ الأفعال التي جعلت من هذه مسرحاً حيّاً متحرّكاً.
, والرِّيح تعصف في صحراء حياتي ..تعوي بذئاب بشرية , وكثبان الضلال تنشط برشقي بمغريات قد تعمي عيوني التي استهواهاْ العشى , وتشلُّ قدرتي على التصدي لما ألاقي وحيدة ضعيفة.. شقية ..منفية عن عالم يؤنس وحشتي ..يشدُّ قوتي ..يسند ضعفي بضوء يزيح عتمات الطريق ,فأمشى على هدى في دروب الحياة الموحشة بلادليل حاذق..تفلح صدري الأهاتُ بفأس المرار,فيشتد النزف داخلي طوفانًا يغرقني حتى الأعماق , فألجأ بعد جهدِ فكرٍ , ومريرِ مقاومة إلى نظارة بصيرتي أرد بها قِذى العاصفة , والدنيا تدور برأسي حيثما اتجهت, وتمور بي الدمعات....
موقف ومشهد بطيء الوقع رصين الكلمات يغصّ باليأس والضّعف ولكن ثمّة ما يدعو للبقاء رغم ما حدث ... (وحيدة ضعيفة.. شقية ..منفية عن عالم يؤنس وحشتي)
وذات لحظة أحسست بانسحاب بساط الصبر المهترئ من تحت قدميَّ, وأنا أفرغ في أذنيهِ أنَّاتِ حرماني بمحادثة معه عبر الماسنجر ..شعرتُ به متأثرًا حدَّ البكاءِ بما أعانيه من عذاب ولوعة وحرمان ..كانت كلماته تحمل دفقًا عاطفيًا مواسيًا لقلبي اليتيم اللطيم , تكفي لسرقتي من واقعي المؤلم, بل من كلِّ ماعداه بعظيم الحاجة إليه, وتزجِّ بي بما لاأعلم له قرارا..رَكنَ هذا القلب إليه يشحذ منه قبضة دفءٍ تمنيتها في زمهريرٍ دائمِ الفصول ,شقـَّق جلدَ قلبي , وعصر رحيق ورد خديه في بوتقة الصَّمتِ البغيضِ,القابع في أعماق حاجتي لابتسامة وجه حنون..تكررت المحادثات , وكدت أنزلق فوقِ أرضِ تلوُّثٍ دون بقايا بساطِ الصَّبر..ثبَّتُّ قدميَّ وأنا أستجمع ما تناثر من قوَّتي في محاولة لزرعهما في الجوف الصخري لداخلي باختراق سماكة قشرة العجزالمخيفة , وأنا أنهي محادثتي معه وعلاقتي به, عندما طلب مني اللقاء بإصرارٍ غريب , ليمسحَ الدمعَ الحارقَ عن عيوني بعيدًا عن مراقبة زوجته , وأولاده , وعيونِ الفضوليين ..
وللواقع كلمة أخيرة هنا ولكل عصرٍ وسيلة اتصال ... أعجبني توظيف (الماسنجر) في اللقاء الحميميّ وهذا مما بات مألوفاً في هذا الوقت ..
نهاية كانت جميلة .. وكانت هادئة
عبارات وتصاوير غاية في الرّوعة .. هي العاطفة وهو حنان الوالد على ولده
أرجو الله أن أكون نقلت ما شعرت به أثناء القراءة لهذا النصّ الجميل نقلاً صحيحاً
فأنا لم أدخله محلّلاً ولا ناقداً ... دخلته مطالعاً مستمتعاً ولم يختلف شيء سوى أنني كنت أدون ما أشعر به
((سعدت بكم))
أعلم أن بليتنا الكبرى هي الواقع الذي لايد لأحد فيه
أب وأم لم نختارهم .... مجتمع يسمح للخطيئة أن تحيا وتتكاثر ثم يعاقبها
قانون لا يرى الا باثباتات بلهاء .... لايرى القاتل الا اذا كان يحمل سكينا
والمقتول هو من يسيل دمه...."عوجة"
أشكرك على هذه القصة الحديثة الازلية وأرجوأن يقرأها القتلة
وأنا أرى فيها أنها تحاكي الواقع بشكل كبير وأعجبتني كثيراً الصور
التشبيهيه الملفتة أحييك مرة أخرى
ولك مني السلام
سأمضي أحمل الإحساس ديناً..ولو ألقى بذات الدين حتفي
تركي عبد الغني