عديني بوصلٍ
عديني فقطْ
حروفي انمحتْ منْ عليها النقطْ
عديني ليضحَكَ للحبِّ سنّي
وأرسمَ للوعدِِ ألوانَ فنّي
أغنّي .. أغنّي
وأعزفُ بالشوقِ أوتارَ لحني
عديني بوصلِ أعيشُ بهِ
أموتُ لهُ
وأحيا بشوقٍ إلى المنتهى
***
عديني ليُصبح وعدُكِ شمعةْ
تخيطُ بأهدابها هاجسي
وتدفئُ بردَ الليالي إذا
ارتعشتُ حنيناً إلى المدفأةْ
عديني فقطْ
ليبتسمَ الصبحُ في ناظري
ويغفو الألمْ
عديني عديني ولوْ كذْبةً
تبددُ تيهَ المسيرِ وتختلّقُ الوقتَ حلماً لكي أتبعَهْ
فمهما نأيتِ أكون معَهْ
أمشّطُ لليلِ أذيالهُ
وأنفضُ جفنَ المنامِ ليصفى من الأغبرةْ
فأرمقُ أبسطةَ الساهرينْ
أسامرُ بعضي وأركنُ وحدي ولستُ كذالكْ
فأنتِ معي
***
عديني فقطْ
ليمخرَ في خاطري قاربٌ
ومنْ مقلتيكِ لهُ الأشرعةْ
أكابدُ في رحلتي السهدَ ريحاً تلي المعمعةْ
ويمشقُ برقُ النعاسِ جفوني
وتدوي الرعودْ
كأنّي بها لا تريدُ الوعودْ
فأنحو أشبّثُ كلَّ يقيني
بأوتارِ يومٍ
وأوتادِ وعدٍ
لكي يصدقَ العمرُ في عيشهِ
ويخدعَ شجوَ التشاكي المبينْ
فمهما تمنّى فؤادُ الحنونْ
بغفوةِ طفلٍ هدتْهُ السنونْ
إلى حضنِ أمٍّ تداري ابنها
كأنّهُ غافٍ على جفنها
يكونْ القدرْ
كما شاء ربُّ العبادِ لهُ
***
عديني وطوفي بأقدامِ حبّي مساعي الربيعْ
لأهمسَ بالعشقِ بين الورودْ
وحومي بأجنحةِ العينِ فوقَ مدارِ الصقيعْ
لألتقطَ العذبَ بين البردْ
وسيري لسعيكِ صوبَ السعادةْ
لتنعمَ روحُكِ أينَ استكانَ فؤادكِ كيفَ استحلَّ المكانْ
ليهدأ جفنُكِ من جهدِ ما تحتويهِ الصورْ
فيأتيهِ لهثاً بحلمِ الطفولةِ ضوءُ القمرْ
فنامي وأعطي شفاهَكِ للنحلِ دون وجلْ
ليرقص يعبقُ دونَ خجلْ
فيجنحُ لي بالأماني يذيبُ لذيذَ العسلْ
عديني فقطْ
عديني فقطْ
لأرسمَ فوقَ حروفي النقطْ