سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الأديب القاص محمد سامي البوهي
بدأت بقراءة النص , ولكنني لم اصل الى آخر النص , حتى وجدتني اشعر بضرورة العودة , الى بدايته , هناك اشكالية , لابد لي ان اراها بوضوح , فعدت الى هذا الانسان الكبير الذي :
"جلس حيث أجبر على المقام ، تباعدت به المسافات عن المقدمة ، تقترت عليه الرؤية بوضوحها "
هو يحاول ان يرى , قامته الطويلة مشكلة :
" قامته الطويلة هي التي قادته إلى المؤخرة، تمنى لو أبدله الله قصر القامة بقوة النظر ، نظارته الطبية باتت عديمة الفائدة ، لم تساهم ولو بقدر ضئيل في تبديد الغشاوة من أمامه "
نعم انه يحاول ان يرى , بدليل أنه وضع النظارة , ويحاول ان يرى بدليل أنه كان يتابع ويرى أدق المخلوقات , وهي المجتمعات عالية التنظيم والاحترام :
"كان يستمتع بما تبقى له من النظر بطابور من النمل على الجدار جواره ، تتلحفه السعادة لتمكنه من رؤية أصغر المخلوقات "
ولكن كتب على الشخص الكبير , السمع والسمع فقط , وقد اجاد ذلك , بل راح يبرهن لهم , عن حسن سماعه :
" يقسم بأنه يستمع لكل كلمة تقال ، يسألوه عن آخر كلمات نطقوا بها ، يجيبهم بثقة فائقة "
ومع ذلك لم يرضهم , لم يرضي مجتمع القصار الصغار , ولم يرضي حتى نفسه , وهكذا قرر الاقرار بالواقع المؤلم , وخلع نظارتيه :
" تذكر طابور النمل هناك ، عاد حيث يرغبون ... خلع نظارته ، ألصق رأسه بالجدار ... أجهش بالبكاء . "
وعلى الرغم من القصة , كتبت بمهارة كبيرة , وحرفية مبهرة , فإنه يبقى لي ملاحظة قوية , على الشخص الكبير , عندما تمنى ولو للحظة واحدة , ان يكون صغيرا , كي يرى الامور , كما يراها الصغار
" تمنى لو أبدله الله قصر القامة بقوة النظر " .
تقبل محبتي وتقديري
اخوكم
السمان