ايتها البعيدة :
لم يكن الشوق اليك عبئا في يوم من الأيام ..
ولم أشعر بما يشعر به المعذبون شوقا من آلام الفراق .,
..
الشوق اليك وجع من نوع مختلف , انه ضيف ممتع ومدهش الصفات .
انه كطفل شقي خفيف الدم , ذكي الملامح ,
فهو يأتي دائما قبل موعده حاملا تعابير تقنعني بأنه تأخر .
ويلعب في أدراج ذاكرتي دون أن يكسر شيئا فيها .
وأسمح له ان يمكث طويلا ,, بحيث بت اشعر أنه لا يفارقني,
فأصبحت أعيش بك .. وكم يخيل إلي أنني اعيش لك .
..
ما أسعدني بضيفي الجميل هذا ..
وما أسعدني بطفلك الذي أخذ كل ملامحك فجاء نموذجا مصغرا لك .
وحضوره يجعلني أفرح به كلما أطل برأسه من احد ابواب القلب .
..
ايتها القريبة :
هكذا يصبح بعدك أيضا جميلا .. مثلما قربك .
فذكراك والجو في طبقات الشوق الأعلى يغني عن التفكير في أية بديلة عنك .. سوى حضورك .
ولعلها حالة غريبة في العلاقات الانسانية أن يكون غياب امرأة جميل كحضورها .
ولعلك لا تشبهين شيئا في ذلك ..
فقربك وبعدك يحملان نكهة الانوثة الغامرة برائحتك .. فتكاد لا تشعرني انك لم تعودي موجودة حتى الان .
..
ايتها الكريمة:
الله كم أنت كريمة .
الله كم يغمرني خيرك حتى وانت في اقصى البقاع ..
شكرا لك مولاتي على هذا الخير الوفير ..
شكرا لك من رجل يحبك .
عاقد حاجبيه .