|
أتشــــــكو إلى الأيــــــــام من زمـــــن الصحوِ |
و تعلمُ أن السُـــــــكرَ يفضــــــي إلى الكبـــــو |
و تهرب نحو الحــــــــان تزجـــــي كؤســـــها |
و تقعدً في ركـــــــنٍ يؤول إلــــــى الشـــــــجو |
و أنت جديــــــــر أن تـــكون منـــــافــــــــــحاً |
عن الأرض و الأهـــلين فـــــي زمــــــن التوِّ |
أينجيـــــــك أن تبقى بعــــيداً عــــــــن الرؤى |
و غيرك تغريه المــــــــــــودة في الرهــــــــو |
كذا الدهرُ لا يثوي على الظلم ســــــــــــــامداً |
وإن كان يرضي المرء في الصمت أن يثوي |
ألســــــــــــــت ترى في كــــــــــل أمر ٍ بأننا |
تركنا معانـــــــــــــي الحق من غير أن ندوي |
وأنا أضعنا في الجـــــــــــدال حقوقـــــــــــنا |
لنحيا خواء مثلما حــــــــــــال من يهـــــوي |
يزحزحني عن مطلــــــــع الشمــــــــس أنني |
رأيت النوى ذئباً يصــــــــــــــولُ و لا يعوي |
و قد كان عهدي بالرجــــــــولة لم تــــــــزل |
تهز عروش الظلــــــــــــم من غير أن تلوي |
أأصبو إلى ســـــــــــــلوى وفي القلب لوعة |
لما حل بالقدس الشـــــــــــــريف من الغزو |
و أنت تــــــــــرى أن العروبـــــــة أهـــــلها |
يراودهم عن أرضـــــــــــــــهم حاقدٌ مغوي |
(وقد صــــــــــــــار كل الناس إلا أقلهــــم |
عبيداً لأقزام يغوصـــــــــــــون في اللهو)1 |
فيا أيها العَمْري حييت شـــــــــــــــــــاعراً |
وفياَ مع الأيام ما اســــــطعت من صفــــــو |
فقد أعجــــــب العربـــــــــــــي ما أنت قائلٌ |
و أعلن أن الحب و الشـــــــــــــعر لم يذو |
و أن بني حـــــــوران ما زال شـــــــعرهم |
يشاطرُ من وارى المديـــح مع الهجـــــــو |
وقد كان عهـــــــدي أن من ينكرونــــــني |
ســـــــــيلقون يوماً ما لقيت من الســـــــوِّ |
و عهدي بنفسي أنني كنت ســـــــــــاخطاَ |
لما كان من طمـــــــسٍ وما كان مــن نجو |
لقد أســــــلمتنا للوديـــــــعة زمـــــــــــرةٌ |
رأت في هواها ما تبقــــــــــى من الزهـو |
و قد أنكرت أنّا بنوهــــــــــا و أهلهـــــــا |
نحس بما نلقى و نكـــــــــــوى بما يكوي |
أينكرنا الأصحاب يا ويــــــــح زمـــــــرة ٍ |
أباحت رؤانا في ســــــــــــخيفٍِ من اللغو |
كأن احتراق الروح من وجد حبهـــــــــــا |
يفجرُ قلبـــــــــــــاَ لا يزال بلا صــــــــحو |
(كأن فراغ الكأس مثل خـــــــــــوائه)2 |
إذا ما أبيح الحب في زمـــــــن ٍ رخـــــو |
كأن اجتـــــــــــداء الحاقدين ديـــــــــانة |
تأله فيها كلف ســـــــــــاع ٍ إلى الجـــدو |
أنبحث عن ســــــــلم ٍنعــــــيشُ بظـــــله |
حياة الأيامى ينســــــــــــبون إلى الرهو |
و نلقي رؤى الإيمان في مهجـــة الدجى |
نعانقُ أعلاجــــــــاَ و نلـــــتذ ُ للـــــــنزو |
و نحســـــــب أن الدهر قد هـــــز عطفه |
و غنى مع الحادين في موكب الحـــــدو |
و ننســــــــى بأنا قد تركـــــــــــنا إباءنا |
على شرفات الذل يشــــــــــكو إلى الجو |
ولا عجب فالشــــــــــــعر ما زال راجفاَ |
أمام اجترار اللحم في ســــــــــدة البهو |
و أن ملـــــــوك الأرض ما زال ظـــلهم |
على الروح يطغى في إطار من اللهـــو |
لعمـــري لقد أنبا أبو نبهـــــــــان بالذي |
أرادوه للشعر الرصين من المهــــــوي |
يريدون شعراَ قيدته ســـــفاســــــــــفٌ |
بعيداَ عن الإعراب و الصرف و النحــو |
و ينسون أن الشـــــــــعر ما زال قادراَ |
يجيد فنون الغوص و الركض و العــدو |
فيا لغــــــة ً قد أنجــــــبت كل مــــــاجد ٍ |
من اللسن و الأفذاذ في شعرها المروي |
كذا أنت ضئرٌ للعروبـــــــة مــرضــــــع ٌ |
تمدُ بنيهــــــا بالحـــــنــان و لا تـــذوي |
و يصبح أهلوها مطـــــــــية زمــــــرة ٍ |
لغير بني قحطان أنســـــــــــابها تأوي |
و قد قال من بالشـــــعر أفنى شــــبابه |
و برَّ بوعــــدٍ حينـــــما رخَّ في الجـــو |
و لو لم تكن صرحاً عظيماً و ســــامقاً |
لما رنت الأبصار للعالــــــم العلـــــوي |
و لكنها الهيجـــاء قد هيــــــجت بنـــــا |
جنون القوافي حين تروى بلا شـــــدو |
و كلٌ عن الشــــــــــكوى يصــد فؤاده |
ليبقـــــى وفــياً للربوع وما تحــــــوي |
فيا كاشفاً ســـــــر الأصــــــيحاب إنني |
صواعق موت ٍ ســـــــــابحاتٌ مع النوّ |
و شيطان شــــــــعري قد تنحى مجانباً |
أفانين قــــول ما تــــــزال بلا زهـــــــو |
وذاك الذي ما زال في الصمت( قاعداً) |
يفرُ فرار الريح من عالـــم الصحــــــو |
(و يصدقه العـــراف تلك فجيعــــــة ٌ |
مزورةٌ تكوي العقـــــــول بما يكوي)3 |
(فيا صاحبي مالي أراك مقســــــما |
على عنت الوعثاء منتهب الخطـــــو)4 |
تعدُ خطا الماشين في مســــلك النوى |
ووجدك مفؤود ومن غــــير أن تنوي |
أتبقى رهين المحبســــين مجافـــــــيا |
حياة أراها لن تدوم لمـــــن يلــــــوي |