ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
وأدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال
إنني من المسلمين ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي
أحسن فإذا الذي بينك وبينه
عداوة كأنه ولي حميم (1)
[SIZE="4"]لم تكن دعوة القرآن الكريم من خلال إعلانه الواضح الذي كلف به رسول الله بقوله ( فاصدع بما تؤمر )2 إلا نقطة البدء الحقيقية في الدعوة إلى سبيل الله سبيل الحق والخير والعدل والمحبة الإنسانية ، وليست آيات سورة الفاتحة التي ترقى دعوتها ( اهدنا الصراط المستقيم )3 إلى أعلى درجات الشجرة المثمرة المتمثلة بالكلمة الطيبة إلا تعبيراً حقيقياً عن متطلبات الحكمة والموعظة الحسنة التي بوساطتها يكون العبد صالحاً مصلحاً ، ربانياً في أهدافه ،نبوياً في اخلاقة ، إنسانياً في مبادلاته غايته إيصال كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) إلى عناصر الكون الإنسانية، وذلك أن تبليغ الدعوة لا يقوم .
1- النحل – 125-
2- الحجر – 94-
3- الفاتحة – 6 –
على التشنيج وضيق الأفق ، بل يتوجب على من يحمل مسؤولية هذه الدعوة من خلال موقعه وعمله وطاقته و قدرته أن :
1- يخاطب في الإنسان المدعو الفطرة السليمة النقية الصافية المرتبطة بمكونها منذ أن كان صاحبها مضغة في رحم أمه .
2- يفتح العقل بمنطلقاته العلمية والمنطقية من خلال تقديم الحقائق الدينية على أنها قضايا حياتية كونية علمية تسهم في ارتباط الإنسان بخالقه وتفاهمه مع بني جنسه وتلائمه مع العناصر الأخرى المتواجدة في هذه الحياة .
3- اعتماد المناقشة المؤدية إلى الإقتناع بكل حرية بعيداً عن الإكراه والقسر واستخدام وسائل الضغط لأن القرآن الكريم قرر قاعدة عريضة منطلقها(لا إكراه في الدين)2
4- استعمال الرفق واللين في عرض حقائق الدين لأن الدعوة لا تثمر إلا من خلال الكلمة الطيبة ذلك أن مثل ( كلمة كيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار )3
وسائل الإعلام الحديث واستخدام كل ما هو تقني وحديث من هذه الوسائل .
1- معنى لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله ، فهي نفي وإثبات نفي
للإضداد والطواغيت والأصنام ، وإثبات لصفات الجلال والكمال والولاء
الله ، وطاعة لأوامره ، لذلك رفض أبو جهل وأمثاله الإقرار بها لعلمهم
بمعناه الحقيقي
2- سورة البقرة – 256-
3- سورة إبراهيم 24-25 .
9- إنشاء محطات إعلامية متطورة غايتها الوقوف بوجه المزيفين والمأجورين ممن يرجون لمذاهب وضعيّة غايتها حرف المجموعة العام عن الدين .
10- التأكيد على إصلاح شأن المرأة مالياً وإجتماعياً و إنسانياً وإعطائها حقوقها وإلزامها بواجباتها الشرعية ضمن إطر إنسانية مستقاة من وقائع الدين .
11- تجديد وسائل الدعوة ومنطلقاتها وأهدافها بحيث تهتم بالإنسان أولاً وبمصيره
ثانياً لأنه يستحق الفوز بالجنة والإبتعاد عن النار وإذا كان هناك من دعوة حقيقية أن يرفع رايتها المسلمون فأنما هي دعوة الشعوب الأخرى إلى الإسلام ومنطلقاته الإنسانية التي جعلها الله تربه الحياة الحرة الكريمة الخصبة إن الدعوة إلى الله تحتاج إلى مؤسسات عظيمة مبرمجة برمجة علمية دينية إنسانية تحمل على عاتقها مسؤوليات جمى على رأسها : ربط العبودية بالخالق وربط الإنسانية بالآخر .
1- سورة البينة – الآية (5)
2- رواه البخاري في باب الإيمان ’ ومسلم رقم – 1907 – وأبو داود في كتاب الطلاق رقم –2201- والترمذي رقم –1646- وابن ماجه رقم –4227-
3- قال أبو داود إن هذا الحديث نصف الإسلام لأن الدين إما ظاهر أو باطن وهو النية وقال أحمد والشافعي يدخل في هذا الحديث ثلث العلم
ولا زكاة ولا حج ولا صدقة ولا عمل معروق دون أن يكون هناك نية حقيقية وكل ذلك لا يكون إلا إذا كان هناك إخلاص ، فالإخلاص سر عظيم من أسرار نجاح الأعمال و تحقيق النيات وإعمار الكون إنسانياً وأسلمة عناصر الحياة ضمن مفهوم الرحمة والعدل والحق ولذلك كانت مسيرة إبراهيم الخليل عليه السلام تنطلق من هذا العمق الفطري الصافي ( قال إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )2. ولورحنا نفتش عن هذه الفطرية العميقة فيما جاء به ( صلى الله عليه وسلم ) لوجدنا أن افتتاحية الصلاة التي هي عمود الدين تنطلق من دعاء .
1- بدأ الإمام النووي كتبه الثلاثة – الأذكار – رياض الصالحين والأربعين النووي بحديث " إنما الأعمال بالنيات " تنبيهات لطالب العلم بحسن النية وأن يصحح نيته لوجه الله تعالى في طلب العلم وعمل الخير .
2- الأنعام 162- 163
إبراهيم الخليل السالف الذكر وما قولنا ( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً والأرض حنفياً مسلماً وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ) إلا توله حقيقي في إخلاص العبادة إخلاصاً حقيقياً للخالق الواحد الرزاق الذي فطر الناس جميعاً على التوحيد وليست محاولات الشيطان بنوعيه الإنسي والجني خلال مسيرة الحياة في إغواء هذا الإنسان وجعله ينحرف عن فطرته الحقيقية إلا حسداً منه على إخلاص المرء عبادته لله وحده . إن الإخلاص بما يحمله من معاني دينية وخلقية تجرد صاحبها لله وحده وتنفي عنه الخبث والشوائب وتجعل منه منارة بارزة في رفع سوية العبد عند ربه ولم يخصص الله تعالى في قرآنه سورة باسم الإخلاص ( قال هو الله أحد ، الله الصمد لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ) إلا لأن الأخلاص صفة مهمة .
1- هذه السورة تعدل ثلث القرآن
هذا حديث رواه مسلم والترمذي رقم – 3421 – والدار قطني والنسائي وأبو داود رقم – 760- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتمامه اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي وإعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدى لإ حسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت . لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك .
رد مع اقتباس
