|
حملت أكياس دمعي المثقوبة |
وعند قبركِ |
أ ُمــــــــــــــاه |
ركعت طفلتكِ |
بــــــــــــــاكية ..باكية |
أواااه..أُمــــــاه |
عامان عامان |
مضى عامان على فراقكِ يا غالية |
ويــــاليتكِ قليلاْ غبتِ من الذاكرة |
كلّ صباح أرى وجهكِ النقيّ |
بشجرة الليمون شارداْ بأغنية العصافير الحالمة |
واصبعكِ الرقيق بحافة فنجان قهوتك العربية |
يُسطر معاناة أ ُمّ |
دمع من عينيك يتلألأ |
يتغلغل .. فيهبط |
آه..أ ُماه |
أتذكرين .. كنت من خلف النافذة |
لدمعك أتبعثر |
أعدو إليكِ بقصةٍ..بطرفةٍ |
بفكاهة ٍ مضحكة |
وخناجر شهيق بكائي تحرقني |
ومن أمامك أبتلعها |
كلّ صباحٍ أستعيد ذاك المشهد |
فتبكي معي ( باريس ) بأكملها |
فيُقهر يومي |
والعيون الزرق تذبل |
وأصبح حتى المساء |
جثة هــــامدة |
فتوقظني سماء مدينتي |
بكاءات تزودني |
من النافذة تتسلل |
وأبقى بظلمة زاويتي |
أ ُعانق بحرقةٍ |
صورة (ابتسامتك ِ) |
وأنتِ ترتدين ذاك الثوب الأحمر |
أ ُقهر هنا |
أ ُقهر.. أ ُقهر.. أتفتت |
يميناْ ..شمالاْ صراخاْ أترنــّح |
وبكاء الياسمين من ألمي يتنهّد |
عـــــامين ياأمي |
وأنا وحدي ..أ ُواسي نفسي بنفسي |
وتستقبل طفلتكِ الألم |
في الصبح ِ..بكلّ صمتي |
وعند مجيئ آخر الليل |
أرشفه مع همسي |
وبعنـــــاء ٍ بعناء |
أبتلعهُ في حُلُمي |
عـــــامين يا أمي |
أشحد حناناْ |
كيّ يُمشّط لي برقةِ شعري الأشقر |
كيّ يحميني من طعنة خنجر |
كيّ يُهدهد قلبي حينما أضجر |
كيّ يكون معلمي في دنيا ذئاب البشر |
كيّ يحضنني بشغف |
وبأغنية طفولية يُدللني بكلّ صدق |
عـــــامين يا أ ُمي |
أنبش بمفردات الوجود |
أنبش حشائش الوديان |
أزيح النجوم كلّ مساء |
أ ُفتّش في مسامات وريقات الأشجار |
في صمت بجعات البحيرات |
في انعكاس نور الشمس على الأنهار |
في هواء .. في زوايا أزقة ( باريس) |
في جدران .. في صيف |
هناك ..في الأعلى |
عند قمّة مآذن ( الشـــام ) |
عن يدين ..للسماء مرفوعتين |
وشفتين .. بدعاء الرضا ..تتضرعيْن |
وذراعين .. تحتوي ..عروقي الغضة |
وتمسح من جبيني .. أوجاعاْ شتى |
وتوقظني فجراْ .. بقبلة ٍ حُلوة |
فأنثر على كفيْها القــُبلْ القــُبل |
وأ ُغني.. |
أُمي..أنتِ قصيدتي الأولى |
في دفاتر أشعاري الزرقاء |
عـــــامين يا أ ُمي |
وتجاعيد الأيام من بعدكِ |
دمّرت وجهي |
وبتر الإرهاق أحلى ابتساماتي |
وطفلتكِ ..هاهي |
تركع خريجة فاقدة الحنِيــّة |
عند القبرِ..مع الياسين والكرسي |
أ ُمــــــي |
كبرت بداخلي طفلتكِ الباكية...لكنني |
مازال الشريان لحبُكِ يحوي |
وعام بعد عام يزداد لكِ شوقي |
وبالرحمة والمغفرة وجنات النعيم |
للله الرحيم.. أتوسل في سري وفي علني |
وكلّ فخري ..أنّ أ ُمي |
بالأمس البعيد .. منذ عامين بالتحديد |
هتفت بمسمعي |
رضا ربي عليكِ |
ياطفلتي |
|