سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة بمداد الياسمين
الكريم يوسف الحربي،
لحرفكَ دائماً نكهةُ الشمس، تسهر على ضفافـه حكايا الوجع، تنسكب روحاً معتّقةً بين أيدينا ..
ونصُّك هذا جمرةُ وجعٍ مشتعلة، ثمرةُ حزنٍ ناضجة، تغلغلتْ حروفـه فينا حتّى النخاع ! اكتبْ واكتبْ واكتبْ ولاتتوقف، اكتبْ حتّى وإن كانَ الرحيقُ وجعاً، حتّى وإن كان الحصادُ ملحاً أجاجاً، بالكتابة تتحرّر دواخلنا منّا، تتمرّد على مملكة الحزن بكل شموخ ..
قد يكون لحبْركَ نصيبٌ من سرورٍ قادم، سرورٍ يغرّد على أفنان غدٍ أجمل .. اكتبْ واكتبْ واكتبْ ! ودع الألمَ يتجرّع بوحَك، ولاتقلْ بأنّ حبْرَكَ غادره الألق !
نصٌّ راقٍ أجبرني على الوقوف إزاءَه طويلاً، بلْ أجبرني أيضاً على طرقِ بواباتِ الشمس عساها تُفتَح على مصراعيْها، فتخرج عبرَها كلّ مساحاتِ الضوء والعبق ..
وجدتُ نفسي أردّد معكَ الأسئلةَ نفسَها، مشتاقةً لزمنٍ جميلٍ غابَ ملءَ أحزانه، ومازلنا جميعاً ننتظرُ عودتَه بمراكب الغد الأجمل بإذن ربّي، وماذلك على الرحمن بعزيز .. :
" أين هي الأماسي المترعة بالشوق والأحلام وأين نحن من ذاك الليل ونومنا ملء الجفون حروفا , أين هي طرقات المدينة الفواحة عشقاً و الأعين المرسوم في حدقاتها صورنا الحقيقية , أين ذاك الشدو المنساب همساً من جوف ليل الحالمين .
أين كل ذاك ؟ ..هل طواه ركض زمان وغاب في كثبان السنين وغابت برحيله المفردة ذات الدلالة والمعنى . "
اكتبْ وانسكبْ، وثقْ بأنّنا سننتظركَ دائماً، سننتظركَ وقرصُ الشمس بأيدينا بإذن اللـه ..
للتثبيت .. تقديراً لحرفك الراقي، واحتفاءً بحزنكَ النبيل ..
-----
لم يتبقى = يتبقّ
تبحث فيه الكلمات حب = عن حبّ
بعض الفقرات غابت عنها علامات الترقيم ..
حماكَ وصديقَكَ ربّي، وباركَ بكما ..
فائق تقديري لك وإعجابي
وألف طاقة من الورد والندى