|
أُسافرُ والهوى دربٌ طويلُ" |
"وقلبي من توجعه قتيلُ |
يصيحُ بخاطري ألمٌ تمادى" |
"على أكفانهِ جسدي نزيلُ |
أُُسافر والأسى شوكٌ بدربي" |
"ويلفَحُني الجوى وأنا العليلُ |
ويحرقني الهوانُ ولا أبالي" |
"ونارُ الذُلِّ في قَدمي تجولُ |
أضمدُ بالهوى طعناتِ قلبي" |
"فتلهبني الجراحُ ولا أميلُ |
أسيرُ ولا أرى أملاً سواها" |
"وقلبي من مفاتنها ذليلُ |
ويرهقني المسير وفي عيوني" |
"سرابٌ من هواها يستميلُ |
يصير الكونُ من حولي ظلامٌ" |
"إذا يوماً سناها لا أخيلُ |
بصيرٌ والهدى دربٌ أمامي" |
"ولكنَّ المهانةَ لي تحولُ |
يطالعنا الهوى فجراً ضحوكاً" |
"ويحملهُ لنا طفلٌ جميلُ |
فأبصرهُ غصوناً من لُجينٍ" |
"ومن ورقاتهِ يثبُ العليلُ |
فأمسكهُ وقلبي في سباتٍ" |
"ومن نسماتهِ ثملٌ عليلُ |
فيصرخُ من مفاتنهِ فحيحٌ" |
"يطاردني الهوى وأنا القتيلُ |
وتنهشني الذئابُ بلا توانٍ" |
"ويحرقني التحسُّرُ والعويلُ |
وهذا الحبُّ يا قومي سرابٌ" |
"نُطاردهُ أساً ! فمتى الوصولُ ؟ |
مدائنُ في الهوى ولها قصورٌ" |
"من الأوهام يسكنها الذبولُ |
فأسمع في الدجى صوتٌ تهادي" |
"من النُعْمى فيدهشني الذهولُ |
نِداءُكَ يا إلهُ سرى بروحي" |
"فسار القلبُ من فرحٍ يصولُ |
تسير إليكَ يا رحمنُ روحي" |
"تسابقها المحاجرُ إذْ تسيلُ |
وتسمو همتي عن كلِ فانٍ" |
"عن الفردوس روحي لا تميلُ |
وهذا الدرب يا قومي سِراجٌ" |
"من الإيمان أوقدهُ الرسولُ |
أحورٌ ! قد دنا منا التلاقي" |
"وهذا الكون من شغفي ضئيلُ |
على بَسَماتها يختال قلبي" |
"يسير إلى المُنى والشوقُ خيلُ |
وحورُ الخلدِ لا أرجو سِواها" |
"تقاصَرَ طرفها وهي الخجولُ |
أسيرُ ولا أبالي بالمنايا" |
"وريحُكِ يا عَرُوبُ ليَّ الدليلُ |
تُعَللُ قلبيَّ العاني جفونٌ" |
"على أهدابها فجرٌ يجولُ |
أحورٌ! ما لنا في الصبر دربٌ" |
"تكادُ الروحُ من شوقٍ تسيلُ |
وهذا الحبُّ يا قومي حلالٌ" |
"وشرعُ اللهِ ترضاهُ العقولُ |
فإن كانَ المَسيرُ إلى سِواها" |
"فإني عن تخاذلكم جليلُ |
وإنْ كان الطريقُ لها فإني" |
"قتيلٌ في محاسنها قتيلُ |