وهذه قصة جديدة لأخينا الحبيب و أديبنا المبدع : محمد سامي البوهي
منشورة في القبس بتاريخ:4 يناير - 2007م
http://www.alqabas.com.kw/Final/News...ticleID=233294
لوحة للفنانة: سكينة الكوت
قصة قصيرة:
نظارة طبية
04/01/2007 جلس حيث أجبر على المقام، تباعدت به المسافات عن المقدمة، تقترت عليه الرؤية بوضوحها، يحاول الوقوف للحصول على أفضل السيئ من تلاشي الحروف، تتعالى عليه الصيحات خلفه بأن يجلس، قامته الطويلة هي التي قادته الى المؤخرة، تمنى لو أبدله الله قصر القامة بقوة النظر، نظارته الطبية باتت عديمة الفائدة، لم تساهم ولو بقدر ضئيل في تبديد الغشاوة من أمامه، لم تضف عدساتها شكلا جديدا لعينيه المتخاصمتين، تقفز عن وجهه.. تنكسر تحت الأقدام كلما تزاحم عليه زملاؤه بأزواج الأصابع - دول كاام؟،- سلم أمره لله، اعتمد على حاسة السمع، كان يستمتع بما تبقى له من النظر بطابور من النمل على الجدار جواره، تتلحفه السعادة لتمكنه من رؤية أصغر المخلوقات، لكن انشغاله بمتابعة هذه الطوابير يجلب له زجرات المدرسين لعدم الانتباه، يقسم بأنه يستمع لكل كلمة تقال، يسألونه عن آخر كلمات نطقوا بها، يجيبهم بثقة فائقة، تلثم وجوههم الدهشة، يربتون على كتفه كنوع من تغليف الاعتذار، يطلبون منه الجلوس بالأمام، يلبي طلبهم، تتعالى عليه الصيحات بأن يعود للخلف، تذكر طابور النمل هناك، عاد حيث يرغبون.. خلع نظارته، ألصق رأسه بالجدار.. أجهش في البكاء.
محمد سامي البوهي
=======
ومزيدا من التألق والإبداع