كم هو جميل شفق الغروب كأن الشمس تنعت نفسهاعلى مرآة البحر و البحر يتوحد في النور، بالشروق و الغروب تنقضي الأيام تسير سفينة الأعمار ، كان يخاطب العمق فيه ، كان ينظر للبحر و قرص الشمس يزداد إحمرارا أعاد الحوار و هو يرنو للبعيد بعينيه ، تسير سفينة الأعمار كما الآجال تسير لنهايتها ، بالشروق و الغروب يأمل الآخر في غد جديد، و بين الليل و النهار إستمرارية الحياة و الفناء ، ليخلق من رحم الصيرورة عمر جديد ليلقى المصير نفسه ، حتى العالم يلقى مصيره و يضيق ، أو يذوب يوما كحبة الأسبيرين في كوب طفل لما ينادي عليه الله ، تركب الدهشة السؤال يحملها على جناح البحث و الاستقصاء ليحط بها الرحال في ذهن طفل تطفو أفكاره على سطح البراءة أو تلصق بخلايا تفكير فيلسوف عنوان إقامته عمق المعنى ، بابه ظمآن للبحث مهمته هتك ستر أحجية ، أو إستفهام علم وراهن ظاهرة، أو غموض عميق للتفكير في سداجة العالم المعبأة رئتيه بذرات الحيل ، يديه الحاملتين لبذور الخراب
و شقاء الناس الذين لم يصنعوه، لرونق الغروب و جمال البحر أبواب من خلالها يعبر السؤال ، ليقف مسبّحا في ملكوت الله ، قام ينفض حبات الرمل العالقة بين كفيه مودعا البحر الذي ألفه كما ألف البحر الموج الذي يحمله.