أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: افكارببالي: الناس في البلاد

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 31
    المواضيع : 12
    الردود : 31
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي افكارببالي: الناس في البلاد

    الناس في البلاد بين لقمة العيش و سوط العذاب ، لهاجس المتاعب الحياتية المربوطة بمصالحهم ،صدّقت حدسي فيما اعتقدته صحيحا أن المواطن العربي أتفق عليه الزمن و المافيا السياسية و المالية فجعلوا يومه جحيما وواقعه صراطا أبديا ، كم يجب عليه أن يدفع من الضريبة التي لم يكن له فيها ضلع ، إلى متى يظل وحده على حلبة الملاكمة الاجتماعية يتلقى اللكمات فلا يبرأ جرحه أبدا، تظل كمّادات الألم للتجويع



    و التفقير و التهميش تدفعه للانتحار إن لم يمت بالانتحار البطئ الملتهم للداخل المختفي بين طياته التستر و المنع من الفضيحة مات همّا و غمّا و غصصا لأن لا شئ يتحرك بموجب التغيير، كما لا توجد نظرة للغد بل ماهو كائن الالتفاف للوراء و الحديث عن قصة الجدة : بكم أنا مدان لك يا جدة ؟ الناس لم يعد في وسعهم تحليل ما يقع فالمنطق عندهم صار كاللبّان يمضغ حتى إذا ما ذهب طعمه الحلو رمي ببصقه ، الحلول السحرية طريقها سهل و في غياب المنطق للبحث و التفاعل مع معطيات و أملاءات السلطة العربية ، تظل الحلول الخارجة عن المعقول هي المسيرة لعجلة الحياة اليومية للمواطنين ،يخضع لها الرذيلة أكثر من الرذيلة فلا حوار بينهما أبدا و لا تنازل الواحدة للأخرى فتميل كفة الرذائل ليصير المجتمع محكوم بطابع السلبية نخبة كانت أم عامة حتى خاصة الخاصة إن لم تخضع مقترحاتها لواقع الشعب تصير أسيرة قوانينها ومراسيمها ، لا تنفع شعبها و لا تزيد إلا العداء يبنها و بين عامتها ، فلا هي تجازي محسن بين مذنبين و لا تعاقب مذنب بين محسنين حينها لا ينفعها أن تحتاط ،هذا ما وقع و لا زال يقع و لو بصور متفاوتة من بلد لآخر ، قاعدة الشاعر صحيحة " إن كنت ببلاد الذل فأرحل "أخذ بها علماء العرب المهاجرين و المهجّرين على حد سواء ، هجرة الأدمغة العربية و نزيف النخبة القادرة على إيجاد الحلول و احتواء الأزمات
    و إيجاد الحلول و التسيير ، لو أعطيت لها مقاليد الأمور لجعلت من أوطاننا جنات ذات نخيل و أعناب يأتيها رزقها من كل مكان ، لو أعطيت مقاليد التسيير لحلّت أكبر قضايانا المستعصية للعلم و الدين و القانون و غيرها ، لكنها أعطيت ركلة على المؤخرة دفعت بها لركوب الجو و البحر و استظلت بظل العواصم الغربية التي تمارس العدل ، الحضارة الغربية لا تزول و الراعي عندهم يخضع بعدله للرعية و الرعية تحرص كل الحرص على أن تحمي راعيها من الانقلاب أو التنحية و تطالبه في الوقت نفسه بمشروعه السياسي ليتحقق و إلا فلن يكون مصيره غير الأرق من الاحتجاجات
    و المسيرات لكنهم لا يعملون على تعطيل مصالح الأمة أو المساس بوضعها الأمني
    و الغذائي أو تخريب اقتصادها بالتهريب و اللامبالاة و التسيب لست متيّما بالغرب إلى الحد الذي يتهمني فيه الغير بأني أستقي أفكاري من القنوات الغربية المعارضة للمشروع العربي ..أوف ..الناس في البلاد يرون السقف الأبيض أسود و لن تقنعهم بالحجج و الأدلة الدامغة لأن الوضع السياسي و المعيشي القاتم ألقى بكلكله و أستعمر الحيز الذي يتنفسون منه ، الناس في البلاد ملّوا الخطابات الرنانة و المؤتمرات ، ـ العندليب لا يقتات من الأغاني ـ لا يوجد أفضل الكلام ، المباني غير معتدلة و المعاني تدعو للغثيان ، تتعثر على لسان من يريد إعادة نطقها، تستأذن مرات و مرات لدخول آذان المستمعين و الخيبة في أن نصير ظاهرة كلامية ، مقياسها ميزان الكذب على الشعب و تأثير النفاق ، الناس في البلاد بين حر الصيف و قر الشتاء إلى هنا الكلام عادي ، لكن أن تجالس معاق و يخبرك أنه لا يملك ثلاجة و الدنيا عنده كيوم القيامة ، أو يخبرك شيخ عن جسمه مسكون بالبرد و عظامه تحدث التكتكة و قنوات الغاز
    و النفط تمر تحت داره إلى أوروبا ، لن تجد حينها غير المقعر الهوائي لترى الخيرات في بلاد الروم مهما ترى بعينك و لا تفهم بسمعك ، الناس في البلاد بين الخبث و النفاق و لباس الحرباء و الأقنعة المرنة ذات الألوان المزركشة ، يجالسون من يرون مجالسته رفعة و حطة ، يحدّثون من يرون أنه يخدم مصالحهم و لا يهمهم حديثه كما لا يهمه هو مجالستهم لأنه يعرف نفاقهم و هم يعرفون نفاقه ، يسألون ويمنعون و يظلون على الحال ، لا يأتمرون و لا يؤمنون و العكس في غيرهم صحيح لا يأتمرون و لا يأتمنون ، هم وهم ، الناس في البلاد بين مخالب الدعاة لله ليكثر لهم الأغبياء ليعيشوا هم الأذكياء المشهد السياسي و الاقتصادي و لا واحد فيهم معلّقة على صدره نجمة التألق في العلم و البحث و الفكر أو حتى أدنى هواية و لو كانت جمع الطوابع البريدية للدول ، الذين لا يملكون هواية لهم هواية جمع النقود الجديدة ومن صنف واحد و غسلها بعرق الشعب ليصير طعمها بذوق و نظافتها ناصعة بيضاء كطيور النورس الجميلة ، الناس في البلاد للأمام و الخلف و الشمال و اليمين و قاعدين و على جنوبهم و منبطحين ، الإشاعة فيهم تعدت حدود الخيال لا زال كلهم يؤمن بكرهه لأمريكا المحبة لإسرائيل
    و إسرائيل المتفننة في صنع لعب للحكام و الأحزاب و النخب و الجماعات المسلحة بالسلاح أو المسلحة بآلات العزف و الغناء المستحدثة لطرق حديثة للرقص الشرقي
    و الغربي للحسناوات الروسيات ، الناس في البلاد بين الدعاء على من ظلمهم و ظلمهم لمن دعاهم لتقريب خير و جعله مقلّدا ، يسألون عن الحلال و الحرام و لكل مسألة مفتيها و لأن الفتاوى على الهواء صارت موضة فلا عجب أن تصير الأحلام تطير لشاشات الفضائيات تبحث عن مفسريها ، حتى ابن سيرين لو كان بيننا لرد جل الأحلام لأنها افتراءات الفشل الذي نعتبره مكتوب ، الكل يلبس الأبيض وجهتهم المساجد هم يعرفون أن إلباس القلوب البياض يرفع الغبن عنا و يبارك لنا في الرزق
    و يطوّع لنا الأعداء ، نسينا أن عدونا استقوى علينا لأننا أعداء بعضنا البعض ، ليست خلافاتنا مع الأعداء خلاف أديان لأن الأديان أحترمها خاتم الرسل عليه الصلاة و السلام و جعل العهد معهم ، خلافاتنا مع من يأكل خيراتنا ، دخل الدار الكبيرة تنعم بدفئها و لم يصبه صدأ الشتاء ، ثم راح كثعلب يشعل أعواد الثقاب راميها في الحقول المصفرّة اليابسة فلم تبقي و لم تذر ، تلك براميل الفتن الدينية و المذهبية التي يدحرجونها من أعلى لتحت طامعين في انفجارها ، هناك من يسد أذنيه حتى لا يسمع الصوت و لو لم ينفجر ، الناس بين التقاتل على قطع الكعك وفتات الموائد و الفخذ الأبيض للحسناء و الليالي الملاح و عقد الصفقات و الوسيط الجنس و صفراء معتقة إلى الصبح ليتوضأ الجميع و يصلّون جماعة ، على الجانب الآخر عيون لا تنام تعمل ليأتيها المرتب لا يكفيها لشراء وصفة الدواء جراء حادثة العمل ، الناس في البلاد بين الإضراب عن العمل ، الأساتذة يطالبون برفع المرتبات لتصير مثل مرتبات الوزراء ، الأساتذة المضربون في الصيف ينعمون بمكيفات الهواء و الطلبة لا يجدون أجرة التنقل من البيت إلى الجامعة لأن آبائهم سرّحوا من العمل لأن المؤسسات أصيبت بإفلاس و بيعت بالمبلغ الرمزي و لا يوجد من يذكّرنا ب : من أين لك هذا ؟ الأساتذة يطلبون من الطلبة عنفا، سحقا لعلم الجيب ، ـ هنا لا يوجد التعميم ـ الناس في البلاد بين و بين و لأن الأبناء صور آبائهم فهم يمثلون أوليائهم في المجتمع ، الفقير ولده فقير و الغني يبقى ابنه غني و الراعي يبقى راعي ، الثري يزداد ثراءا و الفقير يزداد فقرا ، من يكون سلّم ثروة الحارس السارق ؟ الناس في البلاد بين البين و البين ، و لأن أمي قالت لي يوما ما تعطى القلم الذهبي لأنك تكتب و أنت منتبه حساس ، لا
    إفراط و لا تفريط في فنجان القهوة حتى أبقى وفيّا قد يغيرني القلم الذهبي و لو كان حلما

  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    سلطاننا اطرش

    ومثقفنا اخرس

    والاثنين كسالى لازالوا يشخرون يشخرون

    لمن نشكو مآسينا ومن يصغي لشكوانا ويجدينا ؟؟؟
    الإنسان : موقف

المواضيع المتشابهه

  1. لمن تأخذون البلاد ؟ شعر منير محمد خلف ( بواسطة يحيى السماوي)
    بواسطة يحيى السماوى في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 24-06-2010, 12:16 PM
  2. يا بن البلاد
    بواسطة محمد نعمان الحكيمي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 26-05-2006, 02:22 AM
  3. اكتشاف مومياوين في البلاد السعيدة
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-03-2005, 12:04 PM
  4. جمعوا الحشود من البلاد بأسرهـا>وتـقـدمــوا والــحــرب تــقــرع طـبـلـهـا
    بواسطة نعيمه الهاشمي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-12-2004, 05:26 PM
  5. شقروا السواد, لتبهروا العباد, فتسلبوا البلاد!
    بواسطة د. ندى إدريس في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-05-2004, 11:29 AM