تنطوي لفظة الفنون التشكيلية على فنون متعددة ، والخط العربي من أبرز الفنون التشكيلية في الحضارة العربية الإسلامية ، كما أنه يحتوي على جُـلّ القيم الفنية التي تحتويها الفنون الأخرى ، كالرسم مثلاً .
وعلى هذا الأساس اعتمد الفنان الخطاط في تصميم موضوعاته ومشروعاته بشكل أقرب ما يكون إلى الكمال الفني وهذه الصفات التي يتمتع بها فن الخط العربي عادةً .
وقد عمد الخطاط المسلم على إيجاد الإيقاعات لمسارات الخطوط في اللوحة مراعياً التصميم الإبداعي وتناسب الشكل مع المضمون ، وإبراز القيم الجمالية في اللوحة مما يخلق التذوق الجمالي لدى المشاهد .
إن تراكم الخبرات وعمق الممارسة جعلت الخطاط يتعرف على الخطوط التي لها قابلية التكوين والتشكيل الفني .
ومن هنا كان جهده منصباً على بعض الخطوط دون سواها كخط الثلث والتعليق والديواني والديواني الجلي والكوفي بأنواعه الكثيرة ، وهذه الخطوط تعتبر أكثر الخطوط العربية قابلية على التكوين والتشكيل الفني .
والتأمل الدقيق في نتاجات كبار الخطاطين وما ابدعته أناملهم يجعلنا نقف منبهرين أما تلك الإرهاصات الفنية الخلاّقة التي استطاعوا فيها أن يزاوجوا بين المضمون والشكل لتبرز العبارة المخطوطة تحفة نادرة وقطعة تشكيلية وآية عجيبة تنبض بحس جمالي رائع ، وتؤكد من دون شك أن الخط العربي فن تشكيلي وخاصة عندما استطاع الخطاط فيه خلق التآلف والتوازن فيما أبدعته يده .
ومن هؤلاء الخطاطين الذين نذكرهم خطاطنا الكبير خليل الزهاوي ، والذي أخرج لنا كتابه القيم ( تشكيلات الخط العربي ) وهو نتاج معرض مشترك مع خطاطين آخرين .
ونحن إذا تابعنا أولى محاولات خطاطنا خليل إبراهيم الزهاوي وجدناها تعود إلى عام 1966م عندما اتخذ من حروف التعليق ـ الفارسي ـ أساساً لأسلوبه الخاص الذي نفذه في عدة لوحات تضمنها كتابة ( قواعد خط التعليق ) والذي طبع عام 1977م .
وبعدها استمر يتطور مستخدماً حروفاً أخرى هي حروف خط الثلث .
وهذه مجموعة بسيطة من أعماله التشكيلية الخطية ، ونكمل مشاورنا معه في الحلقة التالية بلقاء خاص معه .
فانتظروني
تحياتي العطرة للجميع