وفاء..
الماضي بات جزء من الوجع الذي يلازمنا..فكأنه هو الاخر..لايرتضي لنا الامام والسلام والراحة.. فبات يتمثل لنا في صور علقناها غباء منا..على جدران عمرنا..غرفنا..وكأننا نجهل بانها تعود بعد سنون عجاف طوال لتقض علينا مضجعنا..اننا ندرك موقنين..بان لاشيء يوقف الزمن..لكننا وبكل حمق نسطر زمننا بايدينا لنقول لذواتنا انه تاريخ يجب ان يبقى ولاينجلي..انه تاريخ وذكرى... نصدق في بعض ونكذب في اخر..نصدق في كونه ذكرى توجعنا تؤلمنا..ونكذب في كونه تاريخ..لان التاريخ سواء كان نارا ام عبق ورود..يجب ان نستخلص منه الدروس ونعتبر به حتى لانقع على الاقل في متاهاته..نعم في النهاية شال ممزق الاطراف...والاستمرارية في خداع نسميه الامل..؟
المطر..الرماد
ما بالنا لانتركه هو الاخر في حاله...هل لأنه هو الاخر يعيش حالتنا..القسرية..أم لانه مثلنا ايضا لايبعثه الا الحزن..الوحدة..الرحيل..المطر ...اصبحنا نلزم انفسنا بهذا الثالوث الرهيب..الثالوث الاكثر تقربا من الذات الانسانية في وقتنا هذا...ولكل ما تخلفه هذه الذات..من صور وآلام وموت ورحيل وذكريات..الرماد..اهون...لانه في تصور القدماء..يمثل اسطورة العنقاء التي تأتي في كل سنة لتتحول الى رماد امام نصب الالهة..وتنبعث من جديد..هل اصبحنا مثل العنقاء..؟
أ ليس الامل برمته هكذا..يولد في الذات ما يمكن ان يكون...الريح..تعلم ماهية الانسان لذا فهي تهب عليه من كل صوب علها تجعله يستفيق من غفوته الازلية هذه..لكن الانسان يلوح في الهواء وكأنه يتوهم بان الريح تأتيه لتبحر بسفنه نحو بر الامان..ويتجاهل بانها الريح ذاتها التي تعصف به وتغرقه في القاع.
وفاء..نص متمكن...اهنئك عليه...
واغفري لي..ان حلقت خارج السرب..
محبتي لك
جوتيار