أعلنت الشوق عليك
الشمس تثاءبت في مشرقها ، والقمر الساهر انزوى في مكان غروبها ، يرقب استيقاظها ، وهو يلملم من الغيمات دثارا ، كنت أرقب روعة المشهد ذات فجر ، وأنا والشوق خلان ثالثنا الحنين ، نؤنس القمر في ليل سهره ، سمرنا ذكراك ، وطيفك الذي لم يغب رغم غيابك ..
نسمات الفجر داعبت وريقات الشجر بحفيف كأنه الهمس ، والورود تمايلت على أغصانها نشوى بأنفاس الصباح الذي استنشق عطرها ، وأشعة الشمس انعكست على نوافذ المباني بلونها الذهبي ..
حنين سكن روحي فأيقظ الشوق الغافي على وسائد الصبر ، داعب صفحات الذاكرة ، يتلو تراتيل حبك ، يستأذنني كسر قفل الصمت ، ليعلن عليك الإشراق قبل الشمس ..
نعم ..أعلنت الشوق عليك ، يا من أطلت الغياب ، ولذت بمساحات الصمت ، وأنت رابض في قلبي ، تسجل تاريخ غيابك حفرا على شغافه ، تحصي غيابك نبضاته .
ترى كم من النبض غبت ، وكم من الشوق مضى على غيابك ، وكم من الأحلام عشت أرقب لحظة الإياب ، التي رسمت لها ألف طريق ، تارة مع مولد البدر ، وتارة مع شروق الشمس ، وكثيرا ما كان مع تفتق الورود من براعمها على غصون الأمل .
كم قمرا مر ولم تأت ، وكم شمسا أشرقت ، وكم من الورود التي بدمعي رويتها جفت ؟؟، وكم ،، وكم ،، وكم ،، من النبضات ضيعتها في انتظارك ..
أعلنت شوقي عليك ... أرسلت مع القمر بلاغا ، ومع الشمس بيانا ، وسجلت على وريقات الورود ، أني اشتقت لك .