شركة توزيع الكهرباء
والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي
بقلم : د . محمد أيوب
دأبت شركة توزيع الكهرباء على قطع التيار الكهربائي بشكل متكرر وخصوصا بعد مهاجمة مكاتب الشركة في غزة ، والغريب أن التيار ينقطع عدة مرات متتالية مما يسبب تلف الأجهزة الكهربية ، والغريب أن التيار ينقطع في فترة عيد الأضحى من كل عام ، فقد انقطع التيار في العيد الماضي قبل قصف مولدات شركة التوليد ، والآن تتكرر عملية القطع بعد أن أعلنت الشركة أنها أنجزت إصلاح الأضرار التي سببها القصف الإسرائيلي للمولدات ، كما أعلنت الشركة أنه تم تزويدها بالكهرباء من مصر الشقيقة .
وقد انقطع التيار في صباح أول أيام عيد الأضحى أربع مرات خلال أقل من عشرين دقيقة ، ينقطع التيار ليعود بعد أقل من دقيقة ، ترى لمصلحة من يحدث ذلك ؟ ولمصلحة من يؤدي انقطاع التيار وعودته إلى تلف العديد من الأجهزة الكهربية ؟ هل هناك من يتعمد قطع التيار بصورة متوالية للتنغيص على السكان والتسبب في الأضرار المادية والنفسية للمواطنين وخصوصا الأطفال الذي يصابون بالهلع بعد كل مرة ينقطع فيها التيار ؟ ولمصلحة من تتعطل مصالح الناس الذين يعتمدون على الكهرباء في حياتهم ؟
حاولت كتابة نقد لرواية قرأتها خلال الأيام الماضية ولم أتمكن من إنجاز ذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر ، فكلما أقوم بفتح الجهاز ، وقبل أن تكتمل عملية فتحه ينقطع التيار ليعود فجأة قبل أن أتمكن من فصل الجهاز من مصدر الكهرباء ، لقد انقطع التيار حوالي عشر مرات في الفترة من بعد المغرب إلى ما قبل أذان العشاء .
في اليوم التالي سألني أحد الجيران عما يمكن أن نفعله بخصوص انقطاع التيار الكهربائي ، وقد أخبرني أن الأجهزة لديه قد احترقت وتلفت ، كما أخبرني أنه سيتوجه إلى مدير الشركة في مقرها لمناقشة الموضوع ! قلت له إن العمل الفردي لا يجدي ، يجب أن يتحرك الناس معا لوقف هذه المهزلة ضمن إطار القانون وذلك بأن يقوم كل متضرر برفع دعوى قضائية على شركة التوزيع ومطالبتها بالتعويض عن الأضرار والخسائر المادية التي لحقت به ، عندها تدرك الشركة أن إهمال بعض موظفيها سيلحق بها الضرر وأنها ستقع تحت طائلة القانون ، أما إذا ظل الناس يلوذون بالصمت فلن تتوقف هذه المهزلة وهذه الاستهانة بمصالح الناس ومشاعرهم.
إن عملية قطع التيار الكهربائي عملية غير مبررة وغير مقنعة لأن الانقطاع لو كان ناتجا عن خلل في المولدات أو في الشبكة لما انقطع التيار ليعود بعد أقل من دقيقة لينقطع من جديد وكأن هناك من يتسلى بقطع التيار وإعادته بشكل متتابع .
قبل أيام اتصلت بكابينة الكهرباء بعد انقطاع التيار عن الحي الذي أسكن فيه طوال يومين متواليين ، ادعى الموظف الذي رد علي أنه كانت لديهم حالة طوارئ في يوم الأربعاء بسبب تساقط الأمطار ، ولما قلت له إن يوم الأربعاء انتهى وتحملنا انقطاع التيار طول النهار فلماذا تقطعون التيار طوال يوم الخميس ولماذا ينقطع التيار في المساء بشكل متكرر ؟ أم أنكم تستجيبون لمن يخيفونكم وبذلك تشجعون الناس على الاعتداء عليكم .. لماذا بدأ التيار ينقطع بعد مهاجمة مقر الشركة في غزة ؟ وهل حولتم التيار إلى تلك المناطق التي وقع الاعتداء عليكم فيها ؟
من حق المواطن أن يتساءل : هل الشركة على مستوى المسئولية أم أنها ليست أهلا لها ؟ وإلى متى تستمر عملية انقطاع التيار وعودته بشكل متكرر أدى وقوع الأضرار المادية عند المواطنين ؟ ألا يحق لنا ملاحقة الشركة قضائيا على تقصيرها وعلى ما تسببه لنا من أضرار مادية ومعنوية ؟
ومنذ كتبت هذا المقال قبل عيد الأضحى وحتى اليوم ما زال التيار ينقطع بشكل مزعج ينغص علينا حياتنا ، وقد امتنعت عن نشر المقال في حينه لأنه قيل لي إن هناك بعض الأعطال وأنه سيتم إصلاحها بعد العيد مباشرة ، وها هو العيد ينقضي وندخل في شهر شباط ومشكلة انقطاع التيار ما تزال قائمة ، ترى ما هو السبب الحقيقي لذلك ، لقد انقطع التيار في اليومين الماضيين بشكل مزعج كما انقطع في مساء اليوم الخامس من فبراير بشكل متكرر ، فإلى متى يستمر هذا البؤس وإلى متى تظل أدواتنا الكهربية عرضة للتلف ؟ لقد وجدت نفسي مضطرا إلى العودة إلى الكتابة على الورق كي أحافظ على تسلسل أفكاري بعد أن كنت قد تعودت على الكتابة على الحاسوب مباشرة ، ألا يكفبنا ما يحيط بنا من منغصات حتى يزيد انقطاع التيار هذه المنغصات خصوصا وأننا في فصل الشتاء .