هل تسمعُ يا مرجنا...؟!
"إلى شجنٍ وقصيدةٍ في مقهى"
عبد السلام العطاري
هكذا يكون المطرُ الحيفاويّ غزيراً
حين يُجمع في جرار الشعر
وتٌبَلّلُ النوتة في قيعانها.
هكذا تعودُ الصامتة إلى بحرِنا،
بأغنيةٍ
بقصيدةٍ
والتفافٍ حولَ موقدٍ تحطّب من عصب شجرة
كرملية.
هكذا -إذاً - يتناثر الدفءُ؛ ليعلوَ صوتُ القصائد..
و يدقَّ العودُ بأنامل
تلفّ ...
تلفُّ الجوقة مرددة ...
أنا ما زلتُ حياً.. هل تسمعين يا قدسُ؟
ترد يافا بنشيدها
والبحر يضربُ حفنةَ عشّاق
يتراجع الموج بهدوء
يخفض القمر قليلاً
يغمس وجهه بشذا الزعتر البرّي
هذه رائحتك يا وطني،
بنكهة البن الطازج
بطعم البرتقال الأسير
برائحة السيرّيس
بسخونةِ الشاي المعشّق بأوراق الميرمية
بدخان التبغِ الكثيف
يشق عتبة نافذة منسية
يسمع البحرُ دندنة
أنا هنا
هنا أغنّيك ...
اهبطوا بنعشي قليلاً
قليلاً
تدبّ الروحُ فيَّ من جديد
يعودُ المقهى
تعودُ القصيدة أغنية
واللحنُ عربياً
يـا حيفا.رام الله / شباط 2007