اقبلو مشاركتي الاولى .. مشاركتي المتواضعة ..
بداية قصة ..
الجزء الاول
تسرق الحياة و تختلس الانظار و تدخل الى الحديقة لتتوحد مع الطبيعة .. و تسير متأهبة النظر نحو السماء،ترقص مع نسيمات الهواء و تنطرب من اصوات العصافير ،تتلمس ورود المكان وردة وردة و كأنها فراشة تتلاعب بينها و تقلب اوراق دفترها ليغدو ملونا كالوان طيف هذا النهار ،فتسرق الكلمات من نغمات الطيور لتحط على دفترها اجمل الالحان و تسير كالطائر يطير معها منديلها الحريري كلون تلك الحمامة التي صادقتها مذ اول زيارة لها لهذا المكان الضيق مساحته واسع التكوين ..تارة تجلس و تارة تطير و تارة تحط رحالها على عشبٍ نديٌ يلوح باطرافه يمينا و يسارا يودع الهواء و يستقبل اخر .. هنا.. ترمي روحها ليتجسد في حمامة تصيح فرحة لتحررها من هذا الجسد باجمل تكوينه و لكنها ارادت ان تكون واحة كبيرة تزرع و لا تحبس ..
خطوط يديها اصبحت تناسب خطوط الاشجار التي تمشي و تلامسهم تتبلل في بئر المكان فيتيهأ لها و كأنه سهل واسع يعكس نور السماء فترتمي به راجية الغرق في حبات مياهه المتوردة ، تسرح فيها فتتغير معالم تكوين المياه لديها فيصبح مكون من غيوم و نسمات و تموجات تموج قلبها الباسم لما تراه و لما تزرع في روحها من روح الطبيعة ...
راقبتها بنظرات متواصلة متأملة متأنية ، الحظ كل حركة تقوم بها فيمشي بي الوقت لاستيقظ عندما ارى القمر قد عكس وجهه على وجهها فترتمي في احضانه ، و تذهب كالسكرى من حيث اتت ، خلسة بهدوء كما اتت و كأن شيئا لم يكن .. و في كل يوم تجد فيه شيئا جديدا هي تصنعه من روحها نسجه ..و انا لا زلت اقف و اراقب.. و لا افهم سوى انني اتمنى لو اعرف ما تفعل ... و ليتني مكانها ..
الان انا اشعر ان بيني و بينها اسرار ما يعرفها احد غيرنا و الطبيعة ، فقد اعتدت مراقبتها و اخذت القرار ..
كما دخلت الطبيعة سادخل ذاتها .. و احاكي نفسها و اتلمس قلبها فماذا ساجد ؟؟!
كما تدخل الشمس الصباح دخلت الحديقة ارتميت في مرابعها ،فاصبحت ملكة عرش ،عندها ادركت كيف تتنامى الطبيعة مع ذاتها ، وضعت نفسي مكانها لاعرف كيف هي و ما سبب هذا الاندماج .. و لماذا هنا بالذات ؟
لم ارها اليوم .. لربما تختفي عند اول زائر للحديقة .. لم استطع الخروج لما اراه واشعر به لما تترجم الطبيعة مشاعري ، تترجمها و تصفها حروفا تتطير مع هواء عليل جميل منعش ..ما دهاني امشي مثلها و اسرق الحياة و اسير و لا شيء يوقفني .. ما اتيت لاجله الان هو ان اراها و اكشف امرها و اعرف لما كل هذا ؟و الظاهر انني ساضيع مثلها ..
بحثت في كل الزوايا و لم اجدها الى ان تطرت مع الهواء الى اماكن كثيرة و حط بي تحت شجرة كبيرة لم الحظها في الحديقة رغم تواجدي فيها كثيرا .. لم اشعر بهذا الشعور من قبل ، لم اشعر انني املك الكون و انني اميرة الطيور و الحب و كأنني ورقة شجر في فصل الخريف تطير متلاعبة مع نسيمات الربيع ، و بينما انا في حالة غرق و سرح اجد نفسي ارتمي على شجرة كبيرة واحة الحب ، الا اني لمحت شيئا يطير امامي و كأن شالا ابيض حريري و على الرغم من توحدي مع الطبيعة الا اني استطعت ان القي نظري عليه فاكتشف اني وصلت هدفي و ها هي تجلس على الجهة الاخرى من الشجرة ، و لكن ما الذي اتى بي الى هنا ؟ اين انا ؟ و اين نحن ؟ و لما وصلت اليها دون ان اسير نحوها ؟ ...
انتظر نقدكم ...
رشة قوس قزح