|
مثلما الفكر, لاتُحَدُّ الصحارى |
وهي كالفكر، تعشق الإعصارا |
رملها البحر مزبدا، ومداها |
بسراب الصحراء، يبدو بحارا |
ونجوم, وبدر ليل, وليل |
صار من كثرة الضياء نهارا |
وخيام من حول كل غدير |
ماؤه العشق يستبيح العذارى |
وخيال مجنح، صيرته |
لغة الضاد عندنا أشعارا |
وسباق إلى بلوغ المعالي |
فبلوغ العلى ينيل الفخارا |
واشتراك بالخير في كل شيء |
قد عشقنا حياتنا إيثارا |
ولكي يهتدي إلينا غريب |
فوق هام الكثبان نشعل نارا |
نستضيف الجياع من كل جنس |
ونصد الغازي، ونحمي الزِّمَارا |
|
واستراحت خيل الجهاد، وألقت |
وغفونا في ظل واحات نخل |
دانيات قطوفهن ثمارا |
واستبد النوم العميق بشعبي |
وحدَهُمْ معشرَ اللصوص(السَّهَارَى) |
|
وأفقنا، تكاد رائحة النفط |
بقروا بطن أرضنا وأحالوا |
كل واحات أرضنا آبارا |
والأدلاء من رعاة بلادي |
عينوهم مشائخاً (وأ مارى) |
ينهبون الذي أفاء به الله |
علينا، ويسرقون جهارا |
مزقوا شعبنا شعوباً وسووا |
من بلادي البلدان والأقطارا |
وإذا الشعب قال أفٍّ أتته |
أمريكا وأرهقته حصارا |
واستعانت ببعضنا ضد بعض |
كل جار منا يخون الجوارا |
أبدلونا بالنسر ألفَ غراب |
ناعقٍ، يجلب النعيق الدمارا |
وغدير الواحات جف مياها |
وأماتوا بحزنها الأشجارا |
ومياه الخليج أشعلها النفط |
فزادت نار الخليج أوارا |
كل راع هناك صار أميراً |
كل مهر هناك صار حمارا |
أفسد النفط كل أخلاق قومي |
فالسجايا تحولت آثارا |
|
لم يعد هودج الأميرة يغري |
سرقوا الليل من غدائر شَعْرٍ |
كان يوحي للشاعر الأفكارا |
لم يعد في خباء نجدٍ ظباء |
كشفوا عن خباء نجد الستارا |
وفتاة المارينز صارت بديلاً |
للظباء السمراء فوق الصحارى |
جَنَّدوهن من مرابع ليل |
عندهم لاتجيدإلاالقمارا |
زرقة في العيون تجلب شؤماً |
ووجوه تكاد تَدْ مَى اشقرارا |
وحلِيُّ المارينز طوقُ رصاصٍ |
غادر جاء يقتل السمارا |
وعلى خصرهاالقنابل صُفَّتْ |
وأحاطت بخصرها زنارا |
وإذا شاقها على البعد إلف |
وتغنت كان الغناء انفجارا |
تركب الهودج الحديد وتمشي |
فالجنازير تسحق الأحجارا |
وتميت الحياة، حرثاً ونسلا |
حبها يلبس المحبين عارا |
|
هذه حالنا مع النفط فأذن |
واصْلِ منه حكامَنَا بشُوَاظٍ |
يُنضِجُ الماءَ منهم والغضارا |
فإذا أصبحوا هباء، فولج |
فيه ريحاً، يلقي الهباء نثارا |