اكرهيني ..
فأنا فعلاً حقيرْ
وأنا لصٌ وكذاب كبيرْ
وأنا وغدٌ وصوليٌ صغيرْ
فأنا في اللؤم في أولِ صفٍ
وإذاما ذُكرَ الخيرُ ففي الصف الأخيرْ
إنني الشرُّ – على اثنين - يسيرْ
...
كل ما قدْ قلتُهُ
كل ما قدّمتُهُ ..
لا يساوي في طقوسِ الحبِّ من شروى نقيرْ
كيف يعطي الحبَّ معدومُ الضميرْ؟
آكل اللحمِ .. و رامي العظمِ
مسعورٌٌ بأوصافِ السعيرْ
...
لا تحبينيَ .. إني
إن تبسمتُ ,
فكَيْ أُخفي وراء الدفْءِ في البسمةِ بعضَ الزمهريرْ
إنني الثعبان .. و الجلدُ حريرْ
ليس همي غير صيد الغرّ .. ذي اللحمِ الوفيرْ
قد يكون الطُّعْمُ حبا .. أو زهورا ..
أو كلاما .. حاز من إعجابك الشئ الكثير
يستوي الشعرُ أداةً .. والشعيرْ
وأنا دِعْبِلُ يوماً ..
وأنا يوماً جريرْ
...
إنني ذئبٌ , خروفيّ الملامحْ
كل ما يقضي على الصيدِ مباحْ
كل أنواع الخياناتِ سلاحْ
فإذا أحسنتُ
فالإحسان يغري الطير حتى لا يطير ..
وابتزازي .. مهنةُ الذئبِ القديرْ ..
...
اكرهي فيَّ رجالا
همّهمْ تحصيلُ مجدٍ
لو على أنقاضِ نهدٍ
أو دمٍ بكْرٍ غزيرْ
...
فاذكريني ..
كلما سافرتِ في الحزن ِ
وضجَّتْ في حناياك الجراحْ
واذكريني
كلما ضجت رجالٌ بالنباحْ
واذكريني
كلما راودك الحبَُ وجدَّتْ
نبضةٌ فيها انشراحْ
فأنا ماكنتُ ذياك الأميرْ
لا ولا الإنسان .. ذا القلب الكبيرْ
كل ما قد كنتُه :
مجرما جدا خطيرْ
يتسلى بقلوب الطيباتْ
وبأجسادٍ .. كما غضّ النباتْ
فلتلوكي الموت صمتا يعزفُ النبضَ الأخيرْ
فلقد أدبرَتِ الأيامُ بالعشقِ الأثيرْ
واستحال الحبُّ .. مشروبا كأنواع العصيرْ
رحم الله زمانا .. كلُّ مَنْ يهوى , لِمَنْ يهوى أسيرْ
فاكرهيني دائما ..
ولتحذري
فلقد كنتُ , وما زلتُ الحقيرْ !
.