دعونا نجزئ الموضوع على مستويات، ليسهل البحث فمن الناحية العملية والمعرفية لابد من غور عمق فكرة اللاإكراه الاسلامية
ولأن النفس السلامية(الإنسانية) كينونة واحدة، والإنسان السلامي الذي نرنوا إليه أمة وحده، سيكون التجزيئ في حالتنا يجعل البحث ممكنا أكثر،
لنقل أن المستوى الأول من اللاعنف الذي ندعو إليه، هو لا عنف موضعي نقره كأسلوب في العمل والنظر والمشاعر في المستويات القريبة، لنتفحص ذواتنا، ولنفتش داخل بيةتنا ، ولنراقب ما يحدث بين الأقارب عندنا، وفي الأحياء والمدن
أعتقد أننا مطالبون وبصورة ملحة بتحرير هذه المساحة الضرويرية للتعبير عن الذات وتمييزها، حتى يمكننا أن نقول(للآخر) من نحن؟ وما ذا نريد؟ وماذا نعمل، وأي مسلك نتبع؟ فيميز الناس هذا اللون من العمل في خدمة البشر، وعند هذه النقطة نكون قد فعلنا كما فعل جودت منذ أربعين عاما، عندما كتب لللإعلان وليس للإقناع، وهو يقصد كتاب مذهب ابن آدم الأول، (على مستوى جماعي وليس على مستوى فردي) وعندها نكون في مستوى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين، ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)
وهذه خطوات أربعة هي درجات سلم العمل السلمي
حيث يبدأ بالدعوة أو البلاغ بحسب القرآن والذي بدوره لن يكون مشعا محسوس القيمة والأثر ما لم يتجسد في الواقع الاجتماعي على شكل عمل صالح، أي نافعا وحتى يأخذ هذ النفع البعد القرآني، يجب أن يتحرر من كل الألوان كالعقيدة والعرق والطائفة فيصبح نفعا إنسانيا يستهدف الإنسان المجرد بغض النظر عن أية صبغة أو لون، يتلوا ذلك الإعلان أو الإنحياز إلى هذا النموذج الإنساني العالي من السلوك،
وفي هذه المرحلة يكون للإعلان قيمة، لأننا عندما نعلن في هذه اللحظة فإننا ندعوا الناس إلى واقع متجسد شاخص ناطق، وفي المرحلة الرابعة يحدد القرآن وبطريقة نهائية غاية في الوضوح الطريق الذي يؤدي للتقدم، في هذا المضمار، وتقليص قائمة المعترضين والمعادين بطريقة نهائية وحاسمة عبر (ادفع بالتي هي أحسن) باعتبارها الطريقة التي تنصر العمل بطريقة مضاعفة
أسمع منذ سنوات من الشيخ جودت سعيد عن أهمية أن يتمكن العرب من صناعة سلام عربي عربي، وهذا ليس لاعتبار السلام العالمي ليس ملحا أو أنه ليس على الأجندة، لكن لأن تحقيق الانجازات الكبرى العالمية يجب أن يسبقه نجاحات محلية، وتقدم في المستويات المحلية الموضعية الصغيرة.
وترون أهمية مانقول لو طبق في العراق أو حتى لبنان وفلسطين
اننا بحاجة الى مصالحة وطنية حقيقية مستندة على قاعدة فكرية متينة تقر وتعترف بحق الآخر ( سبيهنا في الوطن والعقيدة ) اعترافنا بوجوده تلاحقا ُ لفكرة لاتناطحا ً
اليوم نحن بأمس الحاجة لهذا التقرير ... لان رابط المواطن في أوطاننا هو الذي يقتل المواطن
فالانتماء العرقي والطائفي ... هو الداعي الى قتل الآخر المخالف ، في حين نريد هذا الاختلاف داعيا ً للوحدة وفق قاعدة الاسلام العظيمة في التنوع
حين يعلم السني او الشيعي أو الكردي أو العربي ... أن الولاء لاعلاقة له الا بالمنفعة ... فستكون لدينا اول كتيبة سلمية تجاهد في بلادنا ...