|
خَطَرَتْ عَلى قَلبي فَزَلْزَلَنيْ الوَجَلْ |
وَ رَمَتْ بِسَهْمِ لِحَاظِها لُبَّ البَطَلْ |
كَمْ غَادةٍ فِيْما مَضَى أَرْدَيْتُها |
صَرْعَى اِفْتِتَانٍ بَيْنَ طَعْنَاتِ المُقَلْ |
حَتَّى انْتَصَرْتِ لَهُنَّ مِنْ قَلْبٍ هَوَى |
أَلْجَمْتِ خَيْلَ تَقَحُّمي بِنَدى الخَجَلْ |
خَمْرِيَّةَ الشَّفَتينِ , سُبْحانَ الذِي |
خَتَمَ الرَّحِيْقَ عَلَى رِضَابٍ مِنْ عَسَلْ |
لَيْلِيَّةَ العَيْنَيْنِ , أَنَّى أَرْعَوِي ؟؟ |
وَ نِدَاءُ لَيْلِهِما رَمَانِي بِالخَبَلْ !! |
يا رِمْشَها نَصْلُ المُهَنَّدِ قَاطِعٌ |
مِنْ غَيْرِ حَدٍ كَمْ شَهيدٍ قَدْ قَتَلْ |
يا عَينَها - رَبُّ السَّماءِ بَدِيْعُها - |
يا هُدْبَها مِنْ غَيْرِ كُحْلٍ , اِكْتَحَلْ |
يا أَنْفَها - وَ شُمُوخُ عِزٍّ وَصْفُهُ - |
يا سَعْدَ حَالِ شَهِيْقِهِ فِيْهِ انْتَقَلْ |
يا طِيْبَ أَنْفاسِ الزُّهُورِ زَفِيرُها |
يا رُوْحَ لَيْلَكَةٍ وَ يا أَنْدَاءَ طَلْ |
يا خَدَّها ذَاكَ الأَسِيْلُ فَدَيْتُهُ |
تُفَّاحُهُ منَّى شِفَاهِيَ بِالقُبَلْ |
يا خَاتَمَ الأَلْماسِ ثَغْرٌ قَدْ حوى |
صَفَّيْ لَآَلىءَ , جَلَّ رَبِّي إِذْ صَقَلْ |
يا جِيدَها ذاكَ المُحيطُ أَوَدُّ لَوْ |
أَنِّي غَرِيقُ عُبَابِهِ لَا أُنْتَشَلْ |
يا شَعْرَها الشَّلالُ , يا لَحُبُورِهِ |
مَتْنٌ عَليهِ دُجُنُّ لَيْلِكَ اِنْسَدَلْ |
يا عُودَها رُمْحٌ رُدَيْنِيٌّ أَلا |
شُكْريْ لِمَنْ ثَقَفَ القَنَاةَ عَلى مَهَلْ |
يا صَوتَها شَدْوُ البَلابِلِ سِحْرُهُ |
يُغْرِي بِأُذْنَيَّ السَّمَاعَ فَلا أَمَلْ |
يا وَيْلَتَاهُ , تَجَرَّأَتْ في وَصْفِها |
أَبياتُ شِعْري , ثُمَّ بَاحَتْ بِالغَزَلْ |
وَ هْيَ التي دُوْنَ الوُصُولِ لِحُسْنِها |
كَدَّ القَصِيْدُ فَلا أَجَادَ وَ لا وَصَلْ |
لَوْ عَيَّرُونِي بالهيَامِ فَإِنَّهُ |
يَا زَيْنَ عَارِ مُتَيَّمٍ مُنْذُ الأَزَلْ |
لَو شَعْوَذُوا أَوْ تَمْتَمُوا بِطَلاسِمٍ |
مِنْ ( نَسْرِهِمْ ) وَ ( يَغُوْثِهِمْ ) , أَوْ مِنْ ( هُبَلْ ) |
فَلَأَحْطِمَنَّ جَهَارَةً أَصْنَامَهُمْ |
وَ لَأَنْصُرَنَّ حَبيبتي , مَهْمَا حَصَلْ |
قَالُوا : ( صَبئْتَ ) , فَقُلْتُ : ( رَبِّيَ وَاحِدٌ |
هُوَ أَوَّلٌ , هُوَ آَخِرٌ , هُوَ لَمْ يَزَلْ ) |
لكنَّني - وَ اللهِ - أَهْواهَا وَ لَمْ |
يَجْنَحْ هَواهَا , لَا , وَ لَا قَلْبي أَضَلْ |
فَلَأَمْكُرَنْ , وَ أَكِيْدُ مَكْرَ عَداوَةٍ |
وَ لَأَضْرِبَنَّ بِحُبِّها مَنْ قَدْ عَذَلْ |
فَإِذا اسْتَحَمَّتْ فِي مِياهِ بُحَيْرَةٍ |
فَلَأَشْرَبَنْ حَتَّى أَرَى المَاءَ اضْمَحَلْ |
وَ إِذا تَوَارَتْ فِي ثَنَايا هَضْبَةٍ |
فَلِأَجْلِ عَيْنَيْها سَأَقْتَلِعُ الجَبَلْ |
وَ إِذا غَمَامُ الشِّعْرِ يَوْمَاً زَارَنِي |
فَلَأَكْتُبَنْ فِيها فَرَائِدَ مَا هَطَلْ |
وَ لَأَجْعَلَنَّ عَبَاقِرَاً تَرْنُو لَهُ |
حَتَّى يُشَاعَ بِأَنَّ قَارِئَهُ انْذَهَلْ |
وَ لَأَسْكُبَنَّ مِنَ المِدَادِ بُحُوْرَهُ |
زُلْفَى لِمَا أُمِّلْتُ فِيْمَا لَمْ أَنَلْ |
يا قَوْمُ إِنِّي عَاشِقٌ , وَ حَبيبَتي |
رَغْمَ الأُنُوفِ أُحِبُّها , رَغْمَ الجَدَلْ |
قَدْ قُلْتُ فِيها بَوْحَ قَلْبٍ هَائِمٍ |
لَمْ أَبْغِ فِيْهِ , لَا , وَ لَا شِعْريْ خَطَلْ |
أَمْشي عَلى قَلبي وَ أَخْطُو نَحْوَها |
مَشَيَ الفَوارِسَ نحوَ مَوْتٍ مُحْتَمَلْ |
إِنِّيْ جَوَادٌ جَامِحٌ ثَارَتْ بِهِ |
نَارُ الهَوَى فَأَذَاعَها لَمَّا صَهَلْ |
وَ عَزِيْمَتِي النَّوُّ الشَّدِيْدُ تَبَخَّرَتْ |
أَضْحَتْ تَخُوْرُ بِجِسْمِ صَبٍّ قَدْ نَحَلْ |
فَأَنَا الذي تَخْشى الحَبيبةُ نَظْرَتي |
بِتُّ الحَرِيْقَ بِجَمْرِها لمَّا اشْتَعَلْ |
أَدَّى الفُؤَادُ فَرِيْضَةً فِيْ عِشْقِها |
وَ ازْدَادَ نَافِلَةً بِهِ لَمَّا نَفَلْ |
وَ أَجَابَ : ( إِنِّيْ خَافِقٌ بِغَرَامِهَا ) |
فَأَقَرَّ شِرْيَانِي الجَوَابَ لِمَا سَأَلْ |
إِنْ حَرَّمَ الرَّحمنُ وَصْليَ فَاشْهَدُوا |
إِنِّي لَها سَاعٍ بِمَا هُوَ قَدْ أَحَلْ |
وَ الأَرْضُ إِنْ وَقَفَتْ بِوَجْهِ لِقائِنا |
لَأُلَاقِيَنَّ حَبيبتي - لَوْ - فِي ( زُحَلْ ) |