لا زَالَتْ تَسْكُنُنِي الأَمِاكِنْ ..
لا زَالَتْ تَسْكُنُنِي الأَمِاكِنْ ، وِيَسْكُنُ فِي عَيْنَيَّ وَجْهكَ وَ قَمَرٌ سَقَطَ دَمْعَةً ذَاتَ وِدَاعٍ .
وَحْدِي .. عُدْتُّ أَجُوبُ أَرْوِقَةََ الذِّكْرَى ، أَتَلَمَّسُ لَحَظَاتِ قُرْبِكَ ، فِي البُعْدِ تَحْتَوِينِي لَحَظَاتُ شَوْقٍ ، تَشُدُّنِي إِلى كُلِّ زَاوِيَةٍ شَهِدَتْ لِقَاءَاتِنَا ، هَمَسَاتِنَا ، مَوَاعِيدَنَا ، أَحَادِيثِثَا ، أَحْلَامَنَا ، وَوُعُوداً قَطَعْنَاهَا عَهْدَ وَفَاءٍ ، شَوَاهِدَ بَاقِيَاتٍ ، سِنْدِيَانَةٍ انْحَنَتْ بِكِبْرِيَاءٍ .. ضَمَّتْنَا فِي أَفْيَاءِ غُصُونٍ تَدَلَّتْ ، تُصِيخُ السَّمْعَ لِخَفْقِ القُلُوبِ ، وآهَاتِ لَوْعَةٍ سَكَنَتْ جَرْحَ الرُّوحِ ، سَقَتْنَا دُمُوعَ الوِدَاعِ كُؤُوسَ عَذَابٍ .. بِمَرَارِ غَصَّةٍ ..
لا زَالَتْ تَسْكُنُنِي الجِرَاحُ ، وَحَنِينٌ يَمْتَدُّ شُطْآنَاً عَلَى مَدَى بُحُورِ الشَّوْقِ ، تُعَانِقُ أَمْوَاجَ الذِّكْرَى المُتَكَسِّرَةِ عَلَى صَفَحَاتِ القَدَرِ ، وَالأَمَلُ فَنَارٌ معلقٌ ، ذُبَالَتهُ تَأَرْجَحَتْ بَصِيصَ نُورٍ ، أَنْ يَدَ الرَّحْمَةِ لا بُدَّ تَشْفِي جِرَاحَ القُلُوبِ ، تُدَانِي بَعِيدَاً ، تَجْمَعُ شَمْلَ شَتَاتِ قُلُوبٍ ، تَعَنَّتْ رُضُوخَاً لِعَثَرَاتِ دَهْرٍ .
حَنًانيْكَ .. مُدَّ الْحُنوَّ كَفاًً تَمْسَحُ جِرَاحَ سِنِينَ اغْتِرَابِ نَفْسٍ وَلْهَى ، لِلَحْظَةِ تَدَانٍ تئِّنَُ اشْتِيَاقَاً ، تُدَاعِبُ بِالْهَدْبِ طَيْفَكَ ، تُنَاظِرُ بَسْمَةَ ثَغْرِكَ .. رَبِيعَاً ، وَوَهْمَاً ؛ تُحِسُّ بِالسَّمْعِ هَمْسَكَ ، تُلَاحِقُ عَيْنَيَّ سَرَابَاً لِظِلِّكَ ، أُلَاحِقُ فِيهِ رَسْمَاً لِوَجْهِكَ .
أُحِبُكَ .. أُحِبُكَ ..
فَيَا لَيْتَ دَهْرِي يؤَجِلُ مَوْتِي ، يعَجِّلُ مَوْتِي .. سِيَّانَ عِنْدِي ..
رَجَاءَ لِقَاءٍ بِـ لَيْتَ .. يَجْمَعُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ .