لا زال يا أختي العزيزة وضع العالم كما كان وكذلك سيظل ..عنف واستعباد ولصوصية..أما وضع من يفكر في العالم بجدية فهو وضع يسود فيه الرجاء تارة واليأس تارة أخرى..
ونحن بالخصوص باعتبار انتمائنا إلى خصوصية ثقافية وحضارية نشعر بالمرارة الدائمة..
لن أخفي ما شعرت به هذا النهار وأنا أصغي إلى الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد"..استهل مقدمة خطابه بالتعبير عن إنتمائه إلى دين سماه دين الرحمة وهو الدين الاسلامي ..
لم يترك الفرصة تضيع إذ استغلها في دعوة الغرب إلى التخلي عن مفاهيمهم الديمقراطية المغلوطة..ودعاهم إلى بناء الثقة أولا بإعادة النظر في الهيئات الأممية التي يمتطونها لتمرير قساوة سلطتهم على الضعاف..
ثم شكك في قيمهم الخاصة بالأمومة ..
وانتقل إلى تتويج فريقه العسكري الذي أسر الجنود البريطانيين، ثم في النهاية قدم للغرب برهان الرحمة التي يتمتع بها المسلم الذي ينتمي إلى دين الرحمة ..وبمناسبة عيد مولد نبي الرحمة أعلن للشعب البريطاني أن الجنود سيفرج عنهم بمناسبة تزامن أسرهم مع ذكرى المولد النبوي ..وأنه لولا هذا الاحساس الديني لما كان ممكنا إرجاع الجنود دون عقوبة تتناسب مع هذا الخرق للمياه الإيرانية ..
هذا نوع من الذكاء الذي يرشد الفرد إلى الطريقة التي بها تنال الحقوق، وكيفية الدفاع عن النفس إذا ثقلت الضغوط..
وهكذا نشعر في ظل تواجد هذا المعسكر الإيراني المقابل للغرب بنوع من التوازن لأنه لا يمكن الاستمرار في العيش ما دام الإنسان لم يعد النظر في قيم الناس التي بها يستمرون وبدونها لا معنى لوجودهم