حنين...
ابنتي حنين ... حنين إليك
حنين إلى عمر جديد آت مع قطار الحياة ، أشتقت وجهها ، عينيها ، راحتيها ، أشتقت إليها....
إليك أعود لوطن غاب خلف أنامل القهر ، لكن أين ألقاك بنيتي ، وقد أسقطوا من دفاتري كل قصاصات العناوين ؟ فكتب علىّ التيه عن وطن تركت به أجنة ميلادي مجمدة دون حياة .
حنين ....
اضربي بقدميك أرضاً ضمتك ، ونسيتْ جسدي بأوطان غريبة ، ربما تتفجر من تحت مهدك أرض جديدة تغرس فيها بذور قلوبنا ، فتنبت أشجاراً من سنديان نهتدي إليها من جديد .... أزف نفسي بعرسك القادم وسط أنغام (السمسمية)، وأطوف مع راقصي (التنورة) حول عينيك ، أجوب البحر ، والنيل ، وأجالس شاطىء البحيرة ، أقرأ شوارعنا العتيقة أحمل من عطر البُهار ، و شذى الحلوى ، وروائح الخشب المعجون بمسك العرق....
ابنتي حنين ....
أتعلمين يا حنين ؟
كل صفحاتي ملك لك تختارين منها ما تشائين ، تصنعين منها الطائرات ، والقوارب ، أو عرائسك الشقية..... تكبرين ..تنثرين عليها كلماتك بالقلم ذاته الذي تركه جدك على وجه أمواج بحر مدينتنا ، يتجدد معها كل يوم ... و نراه على مدى ما نبصره من سنى العمر . تأكلين من كتبه القديمة -فما أشهى عطرها المعتق بالحياة ... سأعلمك الصلاة ، والآيات ، و كل أعداد النجوم المحلقة ...
حنين ...
هل تقبلين اعتذاري لأني لست أول من يقبلك ، أو يضمك ، أويؤذن لك في أذنك اليمنى ويطرد عنك الشياطين ؟؟؟؟ ... لكني أضمك هنا يا ابنتي من بين قضبان الأرضين ، والمسافات البعيدة ، فحنين إليك يا ابنتي يشهق حنيناً بحنايا قلبي ، ينفض عنه الغبار والسواد و......، ينشر الطيب في حجرات قلبك الصغير ....
أشتقت إليك يا ابنتي ....
فالحنين إليك يا حنين .... حنين إلى أهل ، ووطن ، وبحر ، ونيل ....
حنين إلى شوارع ، ووجوه ، وأحضان ، وحب يسيل ...أبو حنيندمياط : 15/4/2007
كما أتمنى