لَحْظَةُ صَمْتٍ ..
لَحْظَةُ صَمْتٍ ..
فِيهَا الأَنْفَاسُ نَشْوَى بِشَذَى الْعِطْرِ ، شَمْعَةٌ تَخَصَرَتْ شَرِيطَ وَرْدٍ ،اشْتَعَلَتْ ذُبَالَتُهَا بِلَهِيبِ وَجْدٍ ، تَمُدُ ظِلَالَ عِنَاقِ أَطْيَافٍ عَاقَرَت الصَّبٍرَ كُؤُوْسَ ثَمَالَةٍ .
لَحْظَةُ صَمْتٍ ، وَعَالَمُ بَوْحٍ يَتَّسِعُ فِي عَيْنَيْكَ ، تُحَلِّقُ رُوحِي بِهِ عِشْقَاً ، تَتَلَمَّسُ اسْمَكَ حُرُوفَاً نُقِشَتْ عَلَى مَسَافَةِ الشَّوْقِ المُمْتَدَّةِ عُمْراً ، تُدَاعِبُ بَسْمَةً كَانَتْ هُنَا ، لَمْسَةً احْتَرَقَتْ بِهَا يَدِي ، وَكَلِمَةَ تَرَاقَصَتْ لَهَا أَوْتَارُ الْقَلْبِ غَنَّتْهَا شَفَتَاكَ ذَاتَ بَوْحٍ .. عَلَى جَنَاحِ النَّبْضِ حَلَّقَتْ رُوُحِي ، تَسْتَجْدِي اللَّحْظَةَ أَنْ تَطُولَ .
لَحْظَةُ صَمْتٍ ، والخَفْقَةُ دَفْقُ حَنِينٍ ، أَحْتَرِقُ بِهَا ، أَتَلَهَّفُ لِلَحْنِ الْهَمْسِ نَغَمَاً يُرَاقِصُ حُلُمِي ، يَتَّسِعُ أُفُقُ نَظَرَاتِكَ ، يَجْتَاحُ سِيَاجَ أَضْلُعِي ، يَخْتَرِقُ حُدُودَ بَوْحِي ، يَسْتَبِيحُ سِرِّي ، يُحَاصِرُنِي .. يِنْتَزِعُ اعْتِرَافَاً ..
مِنِّي ..
بِأَنِّي ..
أَهِيمُ بِكَ ….
أَرْتَعِشُ لَوْ تَحَرَّكَتْ يَدُكَ ، لَوْ هَدْبُكَ سَتَرَ نَظْرَتَكَ ، لَوْ لَفَحَتْ وَجْهِي أَنْفَاسكَ ، أَذُوبُ فِي مَجْلِسِي .. تَائِهَةٌ فِي حَدَقِةِ عَيْنكَ .
لَحْظَةُ صَمْتٍ فَضَحَتْ كُلَّ مَشَاعِرِي وَمَشَاعِرُكَ .
بَحْرُ عَيْنَيْكَ بِلَا مَدَى .. أَمْوَاجُهُ عَانَقَتْ شَوَاطِئِي ، غَمَرَتْنِي بِلُجَّةِ الشَّوْقِ ، نَشَرَتْ شِرَاعَ مَرَاكِبَ الْهَوَى الَّتِي غَفَتْ فِي مَرْفَئِي .
لَحْظَةُ صَمْتٍ .......