|
يا ذا الَّذي باسْمِ الأَدَبْ |
يَهْجو النِّساءَ بِلا سَبَبْ |
وَيُنَقِّبُ الْأَسْفارَ كَيْ |
يَجْلو النَّقائِصَ وَالثَّلَبْ |
فَاسْمَعْ مَقالَةَ شاعِرٍ |
لَمْ يَأْلُ جُهْدًا إِنْ كَتَبْ |
هَيَّجْتَ بِي شَجَنًا أَخِي |
وَأَثَرْتَ خابِيَةَ الَّلهَبْ |
وَالْحَقُّ أَوْلَى بِاتِّبا |
عٍ فَهْوَ مَوْثوقُ السَبَبْ |
هَجْوُ النِّساءِ مُحَرَّمٌ |
هُنَّ الشَّقائِقُ ، لا الْجُنُبْ |
هذا مَقالُ الْمُصْطَفَى |
صَلَّى عَلَيْهِ مَدى الْحِقَبْ |
وَهْوَ الرَّسولُ وَقَوْلُهُ |
وَحْيٌ وَهَدْيٌ لا كَذِبْ |
وَالْوَحْيُ عِنْدي مَنْهَجٌ |
وَالنَّصُّ أَوْجَبُ ما وَجَبْ |
هُنَّ الْقَواريرُ الَّتِي |
أَوْصى بِها الْهادي ، اَجِبْ |
هُنَّ الْوُرودُ بِحُسْنِها |
وَبِعِطْرِها وَالشَّوْكِ ، هَبْ |
وَخَزَتْكَ شَوْكَتُها فَفِي |
حُسْنٍ وَعِطْرٍ ما تُحِبْ |
إِنَّ النِّسا مِثْلُ الرِّجا |
لِ هَلِ الرِّجالُ بِلا وَصَبْ |
كَمْ فِي الرِّجالِ رَبيبِ عُهْـ |
رٍ فارِغٍ مِثْل الْقَصَبْ |
كَمْ فِي الرِّجالِ مُخَنّثٍ |
نَحْوَ الْفُجورِ لَهُ خَبَبْ |
وَكَذاكَ كَمْ فيهِمْ تَقِيْ |
عَذْبِ الْمَذاقَةِ كَالرُّطَبْ |
أَوْ حَبَّةِ الْأُتْرُجِّ فِي |
ريِحٍ وَطَعْمٍ ، لا الْعِنَبْ |
وَعَلَى النُّجومِ مَقيلُهُ |
وُدَّ الْمَكارِمِ قَدْ خَطَبْ |
شاكِي السِّلاحِ لِعِزِّ أُمْـ |
مَتِهِ اسْتَعَدَّ وَما هَرَبْ |
صِنْوانِ مُذْ كُنَّا فَهُنْـ |
نَ لَنا وَنَحْنُ لَهُنَّ طِبْ |
هُنَّ السُّلافَةُ لا سُلا |
فَةَ غَيْرَهُنَّ لِمَنْ طَلَبْ |
حَتَّى إِذا أَغْضَبْنَنا |
ما جازَ يَصْرَعُنا الْغَضَبْ |
هُنَّ الْحَرائِرُ وَالشَّقا |
ئِقُ وَالْعَقائِلُ وَالْعُرُبْ |
وَالأُمَّهاتُ الْوالِدا |
تُ الصَّابِراتُ عَلَى التَّعَبْ |
اَلْمُرْضِعاتُ السَّاهِرا |
تُ بِجَنْبِ مَهْدِكَ فِي الْوَقَبْ |
الشَّاكِياتُ إِذا أُصِبْـ |
ـتَ ، أَوِ السَّقامُ إِلَيْكَ دَبْ |
هُنَّ الْمَحاسِنُ وَالْمَفا |
تِنُ فِعْلُهُنَّ هُوَ الْعَجَبْ |
هُنَّ الْحَبيبَةُ وَالْعَشيـ |
قَةُ وَالْوَليفَةُ ، مَنْ تُحِبْ |
اَلْمُرْخِياتُ لِثامَهُنْـ |
نَ الرَّامِياتُ مِنَ الْهُدُبْ |
اَلْمُسْقِماتُ الْمُشْفِيا |
تُ الْمُؤْنِساتُ لِكُلِّ لُبْ |
مِنْهُنَّ كُلُّ رَشيقَةٍ |
هَيْفاءَ تَسْبِي تَخْتَلِبْ |
مِنْهُنَّ كُلُّ شَريفَةٍ |
سَبَقَتْ إِلَى عَلْيا الرُّتَبْ |
لَمْ يَثْنِها الْقَوْلُ " اقْعُدي " |
يَمْشِي بِهِ جِلْفٌ وَخَبْ |
بَلْ زادَ ذاكَ يَقينَها |
بِطَريقِها وَمَضَتْ تَخِبْ |
عادَتْ بِهامَةِ قَوْمِها |
نورًا أَضاءَ جَلا الْحُجُبْ |
مِنْهُنَّ مَرْيَمُ فِي الْكتا |
بِ تَكَرَّمَتْ نِعْمَ النَّسَبْ |
مِنْهُنَّ قُدْوَتُنا إِذا |
شِئْتَ اقْتِداءً أَوْ حَسَبْ |
مِنْهُنَّ خَنْساءُ الْقَصيـ |
ـدِ رَقَتْ بِها كُتُبُ الْأَدَبْ |
وَاسْأَلْ بِأَرْضِ الْقادِسِيْـ |
ـيَةِ صَبْرَها حِينَ الْعَطَبْ |
أَوْدى بِأَرْبَعَةِ الْبَنيـ |
ـنَ فَوَدَّعَتْهُمْ تَحْتَسِبْ |
مِنْهُنَّ خَوْلَةُ إِنْ بَدَتْ |
بَيْنَ الصُّفوفِ بَدا عَجَبْ |
أَوْ هِنْدُ وَانْظُرْ فِي فُتو |
حِ الشَّامِ فَالْفِعْلُ انْكَتَبْ |
وَجَميلَةٌ بِنْتُ الْجَزا |
ئِرِ لَيْسَ تَجْهَلُها الْكُتُبْ |
وَسَناءُ فِي لُبْنانَ إِذْ |
كَتَبَتْ سُطورًا تُنْتَخَبْ |
مِنْهُنَّ آياتُ الَّتِي |
بِحِزامِها الْباغِي انْتَكَبْ |
ذاتُ النِّطاقِ نِطاقِ مَوْ |
تٍ ثارَ فَانْتَشَرَ الَّلهَبْ |
هذي النِّساءُ وَما عَهِدْ |
تُكَ مُنْكِرًا بِنْتَ الْعَرَبْ |
هذي النِّساءُ بُطولَةً |
وَكرامَةً عَلَتِ السُّحُبْ |
هُنَّ الْمُحيطُ طَهارَةً |
فِي الْقَعْرِ كَنْزٌ ، ما الذَّهَبْ!! |
ما ضَرَّهُ إِنْ تَطْفُ فَوْ |
قَ السَّطْحِ عارِضَةُ الْخَشَبْ |