أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: ايحاءات ريشة وقلم

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 47
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي ايحاءات ريشة وقلم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ايحاءات ريشة وقلم

    هذه القصص استوحيتها أثناء ردودي على ريشة وقلم:
    1- هما (جوتيار)
    2- الميناء (خليل حلاوجي)
    3- يوم و رواق (غادة نافع)
    4- لوحة الرحيل (حنان الأغا)

    (1)

    بحيرة ثلجية

    وقف أمام البحيرة الثلجية ، أراد أن يحدد موقعه ، فضلله البياض المنتشر ، يعلم جيداً مكان البحيرة ، لكنه بات لا يعلم أين الشاطيء.

    (2)

    أصابع أبي

    صحبني أبي لمحل عمله بأحد البنوك ، قضى وقته بين عدّ خصلات النقود ، وتدوين الأرقام ، عدنا إلى المنزل ، ألقاه التعب على سريره بنوم عميق ، تظاهرت بالنوم جواره ، ثم أخذت في عد أصابعه .

    (3)

    قاتل الموتى
    سار مختالاً بحصانه بين الجثث المنتشرة ، لم يُبق على روحٍ واحدة داخل جسدها ، قفز فوق ربوة نتأت عن الأرض الحمراء ، امتشق سيفه عالياً ، وصاح :هااااااااااا، أسرع ناحية الجبل ليقضي على من رد عليه صياحه .

    (4)

    الرحيل

    بين ضفاف الحوائط المظلمة إلا من خيط لظل مضيء ، تهافت البشر للهروب من ضفة الخوف لضفة الأمان بالوجه المستكين ، ضاق الخناق ؛ فاستحال ولوج الأجساد المتصارعة من سم الضوء المنفرج ، التصقت الأنفاس بالأنفاس ، فاحتضر غاز الحياة بينهم ، وبعد ساعات من التدفق لم تطل ، ظل الجانب الآخر خالياً من كل محاولات الرحيل .

    محمد سامي البوهي

  2. #2
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.44

    افتراضي



    مازلت بين البحيرة والشاطئ ، أحرك الأوهام المجمدة على حافة الضياع
    فلم أجد إلا حجرا نسيه الشتاء فظل في سبات ......

    وقف على قمة وهمه ..
    كان ظله الأطول بين الظلال الممتدة
    ربطا بساعة خياله

    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #3
    الصورة الرمزية يمنى سالم قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    الدولة : يـــوتـــوبيـــــــا
    العمر : 49
    المشاركات : 399
    المواضيع : 20
    الردود : 399
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي


    هنا أقاصيص مركزة بنهكة الإبداع

    الفاضل سامي البوهي

    أتوه دوما بين النصوص التي تختزل نفسها فهي توحي لنا بأكثر مما تحمل..

    سعيدة بمروري من هنا

    تحياتي

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.34

    افتراضي

    البوهي الرائع..
    ايحاءات ريشة وقلم
    هذه الردود استوحيتها من مخيلتي التي حفظت بعض ما سطره كل من الرافعي وجبران خليل.
    هذه القصص استوحيتها أثناء ردودي على ريشة وقلم:
    1- هما (جوتيار)
    2- الميناء (خليل حلاوجي)
    3- يوم و رواق (غادة نافع)
    4- لوحة الرحيل (حنان الأغا)

    (1)

    بحيرة ثلجية

    اراه لايشك فيما يعرف ولايريد ان يعرف ما يشك فيه..؟

    انه كالباحث عن البرهان بطريقة من طرق المغالطة التي لاتؤدي اليه..فمتى اصابه كانت قوة البرهان بطريقة استخراجه العجيبة اشد منها في البرهان نفسه..


    (2)

    أصابع أبي

    الفقر خلو من المال ولكن اقبح الفقر الخلو من العافية...
    الغنى ان تمتلك من الدنيا ولكن احسن الغنى ان تهنأ في الدنيا...

    (3)

    قاتل الموتى

    قال ذئب مضياف لحمل مسكين : هل تريد ان تشرف منزلنا بزيارة ؟
    فاجابه الحمل: كم كان فخري بزيارتك عظيما لو لم يكن منزلك في معدتك.


    (4)

    الرحيل
    .
    ليس هذا بالسجن الرديء على كل حال،لكني لااحب هذا الجدار الذي يفصلني عن السجين في الغرفة الثانية، على انني اوكد لك انني لااريد ان اقرب من السجان ولا من الذي بنى السجن.



    محبتي لك
    جوتيار

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 47
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر مشاهدة المشاركة

    مازلت بين البحيرة والشاطئ ، أحرك الأوهام المجمدة على حافة الضياع
    فلم أجد إلا حجرا نسيه الشتاء فظل في سبات ......
    وقف على قمة وهمه ..
    كان ظله الأطول بين الظلال الممتدة
    ربطا بساعة خياله
    أحياناً يذيب الجليد المتراكم ، أحزاننا المغلفة لقلوبنا الصغيرة بحجم قبضة يد .

    أشكرك جداً أستاذة وفاء على هذا التعقيب الذي أسعدني لوجودك هنا .

  6. #6
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 47
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يمنى سالم مشاهدة المشاركة

    هنا أقاصيص مركزة بنهكة الإبداع
    الفاضل سامي البوهي
    أتوه دوما بين النصوص التي تختزل نفسها فهي توحي لنا بأكثر مما تحمل..
    سعيدة بمروري من هنا
    تحياتي
    الأستاذة / يمنى سالم

    تقديري لقراءة واعية ، من أديبة سامقة تقدر معنى الحرف .

  7. #7
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    القاص المتفوق على نفسه : محمد سامي البوهي

    وكأني أقف أمام جدك ـ رحمة الله عليه ـ يتأمل الكون ويتدبر الآيات يستقيها من الموجودين ، ويسقط عليها علمه ، لينعجن العلم بالحالة ليأتي إلينا بالخلاصات ، نتعلم منها كيف ننظر في أنفسنا .

    (1)

    بحيرة ثلجية

    وقف أمام البحيرة الثلجية ، أراد أن يحدد موقعه ، فضلله البياض المنتشر ، يعلم جيداً مكان البحيرة ، لكنه بات لا يعلم أين الشاطيء.



    في هذه اللقطة المكثفة جدًا توقف البوهي أمام العالم ، وأمام الإنسان ، أمام جوانية الإنسان يتدبر حاله ، وهو في الموقف الصعب ، إنها الذات أمام البياض الذي هو أصل الأشياء ، ولكي يبحر بنا البوهي أكثر أوقفنا أمام بحيرة ثلجية ، أمام الثلج : الثبات ، القوة ، النقاء ، الجمود ، التحول ، ولكن هل يكتفى بذلك ؟
    لا . إنه التأمل الأعمق ؛ ما تحت الثلج ، الماء أصل المخلوقات .

    إنه يقف في حالة تأمل ، حالة بحث عن الطريق ، وفي حالة من حالات اللاوعي يدرك البوهي الحقيقة التي أتته ومضة آنية استشعرها من ذاته ومن قراءاته ، ومن تدبره ربما لحالته الذاتية ، هذه الحالة المفضية إلى السير ، نحو اللجة ، لتكون المفاجأة : إنه ( الإنسان ) بات يعلم من العلم ومن الحالات ما أوصله إلى معرفة الطريق ، لكنه وللأسف لم يعد يعرف حدوده ( أحسنت أيها البوهي ) إنه الإنسان بين الماضي والحاضر والحلم بالآتي ، ولأن المادة تحولت إلى معبود ظالم بات الإنسان يعرفها ؛ لكنه لا يدرك حدودها التي استعبدته .

    وكأن البوهي يدق ناقوس الخطر .


    (2)

    أصابع أبي

    صحبني أبي لمحل عمله بأحد البنوك ، قضى وقته بين عدّ خصلات النقود ، وتدوين الأرقام ، عدنا إلى المنزل ، ألقاه التعب على سريره بنوم عميق ، تظاهرت بالنوم جواره ، ثم أخذت في عد أصابعه .



    بكل بساطة يمكنني أن ألحق هذه اللقطة الرائعة بما قبلها ؛ فما زلنا أمام هذا الإنسان الذي يقارع الحياة ، ويبادلها الكأس ، لكن هنا يبسط البوهي الصورة أكثر ، لأننا بالفعل ما زلنا بين ملامح الصورة المادية ولكن هنا نقف أمام المادة النقدية المتصلة كلاً وجزءًا بالمادة الأصل ، وأعتقد ان البوهي استطاع هنا أن يستعرض لنا حدثًا يمتد بامتداد المتطلبات البشرية في كبسولة ، نعم هي كبسولة المعاناة ، واللهاث وراء المال ، ولكن أي مال صوره البوهي ، إنه ما يمكن أن يعلق بالأنامل ، كم هو بسيط الحلم ، ولكن هل يتحقق ؟ !!!



    (3)

    قاتل الموتى
    سار مختالاً بحصانه بين الجثث المنتشرة ، لم يُبق على روحٍ واحدة داخل جسدها ، قفز فوق ربوة نتأت عن الأرض الحمراء ، امتشق سيفه عالياً ، وصاح :هااااااااااا، أسرع ناحية الجبل ليقضي على من رد عليه صياحه .



    هنا البوهي يكمل الرحلة ؛ رحلة الإنسان مع الإنسان ومع العالم ومع الطبع السلطوي ، والتسلط ، بل إن البوهي من خلال هذا التكثيف يعرض لنا موقعة حربية كاملة استوفت في الذوق ما يجب أن تستوفيه قراءة ، فهذا القائد الدموي الذي قتل كل من لاقاه يطارد الآن الصدى ليقتله باعتباره يرد نداءه . إنها حالة من التأمل على ما يبدو دخلها البوهي ليعرض لنا دموية الإنسان ، البوهي يتطور من حرب الطواحين إلى حرب صدى الصوت ، إنه يتصدى لإحدى القوى العملاقة الجبارة ، لكن في صورة ليست بنائية بالمضمون ، فالمطارد قاتل متجبر في الأرض ، يقتل حتى الموتى ، ( غريزة ) وقد افرط فيها حتى أنه لا يجد الآن من يقتل .

    وليسمح لي الأستاذ البوهي أن أعمل خيالاتي هنا ، ربما أستطيع أن أسقط هذه اللقطة على حالة نفسية تقضي بارتداد أو رجع الألم لينصب على الذات في حالة عدم وجود المتنفس ، وكأن هذا الطاغية سيتحول من إيذاء الغير إلى إيذاء النفس لعدم وجود الآخر .

    (4)

    الرحيل

    بين ضفاف الحوائط المظلمة إلا من خيط لظل مضيء ، تهافت البشر للهروب من ضفة الخوف لضفة الأمان بالوجه المستكين ، ضاق الخناق ؛ فاستحال ولوج الأجساد المتصارعة من سم الضوء المنفرج ، التصقت الأنفاس بالأنفاس ، فاحتضر غاز الحياة بينهم ، وبعد ساعات من التدفق لم تطل ، ظل الجانب الآخر خالياً من كل محاولات الرحيل .



    هنا توقفت مليًا أتأمل هذه اللقطة الأخيرة فالرحيل هنا اكتسب مدلولات عدة ، ربما قصد به الرحيل المكاني ، وهنا نسقط المدلول على الزحام والهمجية في حالات الانفصال أو الهروب من كارثة ، أو ربما يقصد الرحيل النفسي ، وهنا نسقط المدلول على حالات التحرر من الأوهام التي تختلج بالنفس البشرية ، وليجد الإنسان نفسه مجبرًا على البقاء على ما هو عليه ، لأنه غير قادر على تحديد الهدف ، واستغلال المعطيات وصولاً إلى النتائج .

    في الرحيل رأيت عملاً يمثل الإغلاق بالنسبة للقطات السابقة ، في حين يمثل كل عمل من أعمال البوهي هنا حالة فردية وشخصية قائمة بذاتها ، وقد اعتمد فيها جميعًا على السبك اللغوي الدقيق احتواءً لفكره ، و محاولاً ولوج مجال القصة القصيرة جدًا بقوة ، وقد أمتعني بها ، وكأن البوهي يقف الآن في منطقة مؤهلة للتطور في كتاباته القصصية ، لكنه لا ينفصل عن طريقته الكتابية مستغلاً مهاراته المعهودة والتي تميزه ، إلا أنني أعتقد أنه يبدع أكثر في ألوان أخرى من القص أكثر من هذا اللون ، وأتمنى له دائمًا التميز والتفوق على نفسه .

    مأمون

  8. #8
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 47
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    البوهي الرائع..
    ايحاءات ريشة وقلم
    هذه الردود استوحيتها من مخيلتي التي حفظت بعض ما سطره كل من الرافعي وجبران خليل.
    هذه القصص استوحيتها أثناء ردودي على ريشة وقلم:
    1- هما (جوتيار)
    2- الميناء (خليل حلاوجي)
    3- يوم و رواق (غادة نافع)
    4- لوحة الرحيل (حنان الأغا)
    (1)
    بحيرة ثلجية
    اراه لايشك فيما يعرف ولايريد ان يعرف ما يشك فيه..؟
    انه كالباحث عن البرهان بطريقة من طرق المغالطة التي لاتؤدي اليه..فمتى اصابه كانت قوة البرهان بطريقة استخراجه العجيبة اشد منها في البرهان نفسه..
    (2)
    أصابع أبي
    الفقر خلو من المال ولكن اقبح الفقر الخلو من العافية...
    الغنى ان تمتلك من الدنيا ولكن احسن الغنى ان تهنأ في الدنيا...
    (3)
    قاتل الموتى
    قال ذئب مضياف لحمل مسكين : هل تريد ان تشرف منزلنا بزيارة ؟
    فاجابه الحمل: كم كان فخري بزيارتك عظيما لو لم يكن منزلك في معدتك.
    (4)
    الرحيل
    .
    ليس هذا بالسجن الرديء على كل حال،لكني لااحب هذا الجدار الذي يفصلني عن السجين في الغرفة الثانية، على انني اوكد لك انني لااريد ان اقرب من السجان ولا من الذي بنى السجن.
    محبتي لك
    جوتيار
    الرائع جوتيار

    تحاصرني دائما ببهائك ورقتك يا رجل ، تنثر أعماقك على أحرفي ، فتزيد من هوة عمقها في نفسي ...

    دمت مبدعا

  9. #9
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 47
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمون المغازي مشاهدة المشاركة
    القاص المتفوق على نفسه : محمد سامي البوهي
    وكأني أقف أمام جدك ـ رحمة الله عليه ـ يتأمل الكون ويتدبر الآيات يستقيها من الموجودين ، ويسقط عليها علمه ، لينعجن العلم بالحالة ليأتي إلينا بالخلاصات ، نتعلم منها كيف ننظر في أنفسنا .
    (1)
    بحيرة ثلجية
    وقف أمام البحيرة الثلجية ، أراد أن يحدد موقعه ، فضلله البياض المنتشر ، يعلم جيداً مكان البحيرة ، لكنه بات لا يعلم أين الشاطيء.

    في هذه اللقطة المكثفة جدًا توقف البوهي أمام العالم ، وأمام الإنسان ، أمام جوانية الإنسان يتدبر حاله ، وهو في الموقف الصعب ، إنها الذات أمام البياض الذي هو أصل الأشياء ، ولكي يبحر بنا البوهي أكثر أوقفنا أمام بحيرة ثلجية ، أمام الثلج : الثبات ، القوة ، النقاء ، الجمود ، التحول ، ولكن هل يكتفى بذلك ؟
    لا . إنه التأمل الأعمق ؛ ما تحت الثلج ، الماء أصل المخلوقات .
    إنه يقف في حالة تأمل ، حالة بحث عن الطريق ، وفي حالة من حالات اللاوعي يدرك البوهي الحقيقة التي أتته ومضة آنية استشعرها من ذاته ومن قراءاته ، ومن تدبره ربما لحالته الذاتية ، هذه الحالة المفضية إلى السير ، نحو اللجة ، لتكون المفاجأة : إنه ( الإنسان ) بات يعلم من العلم ومن الحالات ما أوصله إلى معرفة الطريق ، لكنه وللأسف لم يعد يعرف حدوده ( أحسنت أيها البوهي ) إنه الإنسان بين الماضي والحاضر والحلم بالآتي ، ولأن المادة تحولت إلى معبود ظالم بات الإنسان يعرفها ؛ لكنه لا يدرك حدودها التي استعبدته .
    وكأن البوهي يدق ناقوس الخطر .
    (2)
    أصابع أبي
    صحبني أبي لمحل عمله بأحد البنوك ، قضى وقته بين عدّ خصلات النقود ، وتدوين الأرقام ، عدنا إلى المنزل ، ألقاه التعب على سريره بنوم عميق ، تظاهرت بالنوم جواره ، ثم أخذت في عد أصابعه .

    بكل بساطة يمكنني أن ألحق هذه اللقطة الرائعة بما قبلها ؛ فما زلنا أمام هذا الإنسان الذي يقارع الحياة ، ويبادلها الكأس ، لكن هنا يبسط البوهي الصورة أكثر ، لأننا بالفعل ما زلنا بين ملامح الصورة المادية ولكن هنا نقف أمام المادة النقدية المتصلة كلاً وجزءًا بالمادة الأصل ، وأعتقد ان البوهي استطاع هنا أن يستعرض لنا حدثًا يمتد بامتداد المتطلبات البشرية في كبسولة ، نعم هي كبسولة المعاناة ، واللهاث وراء المال ، ولكن أي مال صوره البوهي ، إنه ما يمكن أن يعلق بالأنامل ، كم هو بسيط الحلم ، ولكن هل يتحقق ؟ !!!
    (3)
    قاتل الموتى
    سار مختالاً بحصانه بين الجثث المنتشرة ، لم يُبق على روحٍ واحدة داخل جسدها ، قفز فوق ربوة نتأت عن الأرض الحمراء ، امتشق سيفه عالياً ، وصاح :هااااااااااا، أسرع ناحية الجبل ليقضي على من رد عليه صياحه .

    هنا البوهي يكمل الرحلة ؛ رحلة الإنسان مع الإنسان ومع العالم ومع الطبع السلطوي ، والتسلط ، بل إن البوهي من خلال هذا التكثيف يعرض لنا موقعة حربية كاملة استوفت في الذوق ما يجب أن تستوفيه قراءة ، فهذا القائد الدموي الذي قتل كل من لاقاه يطارد الآن الصدى ليقتله باعتباره يرد نداءه . إنها حالة من التأمل على ما يبدو دخلها البوهي ليعرض لنا دموية الإنسان ، البوهي يتطور من حرب الطواحين إلى حرب صدى الصوت ، إنه يتصدى لإحدى القوى العملاقة الجبارة ، لكن في صورة ليست بنائية بالمضمون ، فالمطارد قاتل متجبر في الأرض ، يقتل حتى الموتى ، ( غريزة ) وقد افرط فيها حتى أنه لا يجد الآن من يقتل .
    وليسمح لي الأستاذ البوهي أن أعمل خيالاتي هنا ، ربما أستطيع أن أسقط هذه اللقطة على حالة نفسية تقضي بارتداد أو رجع الألم لينصب على الذات في حالة عدم وجود المتنفس ، وكأن هذا الطاغية سيتحول من إيذاء الغير إلى إيذاء النفس لعدم وجود الآخر .
    (4)
    الرحيل
    بين ضفاف الحوائط المظلمة إلا من خيط لظل مضيء ، تهافت البشر للهروب من ضفة الخوف لضفة الأمان بالوجه المستكين ، ضاق الخناق ؛ فاستحال ولوج الأجساد المتصارعة من سم الضوء المنفرج ، التصقت الأنفاس بالأنفاس ، فاحتضر غاز الحياة بينهم ، وبعد ساعات من التدفق لم تطل ، ظل الجانب الآخر خالياً من كل محاولات الرحيل .

    هنا توقفت مليًا أتأمل هذه اللقطة الأخيرة فالرحيل هنا اكتسب مدلولات عدة ، ربما قصد به الرحيل المكاني ، وهنا نسقط المدلول على الزحام والهمجية في حالات الانفصال أو الهروب من كارثة ، أو ربما يقصد الرحيل النفسي ، وهنا نسقط المدلول على حالات التحرر من الأوهام التي تختلج بالنفس البشرية ، وليجد الإنسان نفسه مجبرًا على البقاء على ما هو عليه ، لأنه غير قادر على تحديد الهدف ، واستغلال المعطيات وصولاً إلى النتائج .
    في الرحيل رأيت عملاً يمثل الإغلاق بالنسبة للقطات السابقة ، في حين يمثل كل عمل من أعمال البوهي هنا حالة فردية وشخصية قائمة بذاتها ، وقد اعتمد فيها جميعًا على السبك اللغوي الدقيق احتواءً لفكره ، و محاولاً ولوج مجال القصة القصيرة جدًا بقوة ، وقد أمتعني بها ، وكأن البوهي يقف الآن في منطقة مؤهلة للتطور في كتاباته القصصية ، لكنه لا ينفصل عن طريقته الكتابية مستغلاً مهاراته المعهودة والتي تميزه ، إلا أنني أعتقد أنه يبدع أكثر في ألوان أخرى من القص أكثر من هذا اللون ، وأتمنى له دائمًا التميز والتفوق على نفسه .
    مأمون
    القاص الناقد الناثر / مأمون المغازي
    وكأني أرى جدي البوهي يمسك بيمكروفون الإذاعة من جديد ، يحاور جدك المغازي ليرسخ القيم ، والأخلاق ، والدين بجيل ضائع ....
    حوار الاجداد مازل بيننا ، نتامل باعينهم ، ونطوف الأحلام بذاكرة التاريخ القديم ، لنقف عند نفس البحيرة الثلجية ، ونعد أصابع آبائنا بعد عناء العمل ، ونصارع الموتى للحياة ، ونعود من زحمة الرحيل
    تحيتي

المواضيع المتشابهه

  1. لوحة ، وقلم ... طفلين لا أكثر ،،، وتشكيلات على جدار القدس
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 08-07-2020, 05:04 PM
  2. ايحاءات رمضانية ...
    بواسطة حيدرة الحاج في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 04-04-2018, 06:46 PM
  3. تهنئة عربية**ايحاءات غزاوية***
    بواسطة بدرالسلام موفق في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 15-11-2010, 07:08 PM
  4. حوار محتدم ..... بشعر وقلم
    بواسطة عماد الدين في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 21-10-2009, 04:10 PM
  5. عين وقلم ..
    بواسطة أحمد زكريا منطاوى في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-12-2007, 12:52 AM