حمد الله ونهض ، جلس تحت شجرتنا الصابرة عمرها .
قفز عاليا .. انظر إليه بعيون صمتي ، جذب منها فرعا صغيرا ، فبكت بدمع من أوراق سقطت على وجنة أرضها .
جلس بعيدا وحيدا ، يمسك بفرع الشجرة القوي الذي ينقسم إلى فرعين في طرفه ..
أتابعه لم أنبس بحركة ، جذب إطار سيارة فارغاً مزق مطاطه الداخلي .........
نهض مرة أخرى ، لكني لم أر ماذا يفعل فقط أراه ينحني وينهض وينحني يجمع شيئا لكنى لم أفقهه .
اقترب مني وجدته وقد انتفخت معدة جيبه بطعام خفى لا أراه ..
- أمي ... أمي سأذهب إلى السوق لأرى بعض رفقائي .
- حسنا ، لكن لا تتأخر
- لا تقلقي لن أتأخر ..
ذهبت ناحية الشجرة وجدتها حزينة باكية ، ربت عليها وقلت لها سامحيه إنه طفل ولم يعِ ما فعله بك فكم يظل موجعاً موت جزء حي تعيشينه .
أرهب قلبي صمتها كأن حفيفها مات داخلها ، شعرت أنها تريد أن تبلغني شيئا لكنه مبهم .
دوى شديد قد اعتادنا واعتاد نهش أجسادنا يطرق أبواب أذني لكن الدوى اليوم خلع أبواب قلبي من مكانها وقذف بداخله نارا متأججة .
يهرع إلى طفل يجذبني ومساحيق الرعب قد لطخت وجهه ، أعدو خلفه دونما إرادة تدفعني النار المستعرة داخل قلبي حتى إنني أتقافز من شدة حرارتها ..!
عدت إلى الشجرة بجزئها المبتور ملطخا بدماء وأنا أبكي جزئي المفقود ...