إنها أشبه بصخرة عاتية ألقيت من علو ،فأثر اصطدامها بالأجزاء الصلبة من الأرض ؛ أن قام كل منهما يسلب شيئاً من الآخر .
إن من الأفكار يحط رحاله ؛ ما إن يجد بغية من أجزاء الزمن وقد كان فيما قبل لا يجدي شيئاً ، مجرد قالب في الأذهان .
فما إن يستقر في زمن ما ؛ حتى يتشعب وقد تقوم من بعض أجزاءه حضارة تعمر قروناً ، ويكون لها الهيلمان أعصاراً مديدة .
وقد ينزوي نفعها ـ الأفكــــــــار ـ على القطر التي أوجدت فيه ، وقد يعتنقها خائف معتزل عن الناس ؛ فتموت من حين خروج روحه .
ومن الأفكـار ؛ من تحل بحلولها على الكائنات الأرواح الشريرة ، و الخوف ، ويسلب أصل الصدق من ذوات الأرواح ، ويصبح نقيض ما يفتعل عالماً من الخيال ، وضرب من المستحيل .
ويحدث ذلك ؛ حين تتحول الفكرة نقمة ضاربة ؛ ولم ينبري مصطفىً لإجادة قراءتها يوم كانت قالباً في الأذهان .
فحين يحدث هذا ، أو ذاك ، يتسارع الزمن بالنسبة لمجموعه ، سواء كان ميدؤه الفكرة الخيرة ، أو الشريرة ، سواء بسواء ، كل بحسبه .
يتسارع لما يحدث فيه ، ولأن لهذه الأحداث ما بعدها .
وهذا كله داعيا؛ ليس لقراءة كف الزمن فحسب ، بل للتأمل فيه مليا.