في هجعة من هجعات الليل الساكنة …
وعتمته بدات على وجه الأرض طاغية ..
وفوق سطح منزلنا …
درات عيناي في فضاءات السماء الصافية
يمنة …
ويسرة....
شمالاً ....
وجنوباً...
القمر في تلك الليلة قد اكتمل ...
وشعاعه في كبد السماء قد أطل..
نظرت إليه كعادتي
أمعن النظر فيه؛ لعلي أجد إلى سر جماله مُدّخلا ً؟
أو سببا في محبة الملا يين … الملاييين …. الملايين إليه.
وهفوهم إلى جانبيه.
وحينها
يرتد بصري إليّ كسيرا ً
إلا أنه يظل يحمل له من الحب كثيرا
أيها القمر طالما شكيت إليك,قريبةً كنت منك أو بعيدة..
إليك أشكو بَثِّي وحَزنِي .
ولطالما أطلت السهر والسمر؛ للقراءة في مرآة وجهك, فضلا عن خباياه,الذي امتلأ ظاهره قبل باطنة بتلك الهالات الرمادية اللون.
أتخيل فيك صور من أحب- كغيري- .
لأني دائما أرى في همسك......
ولمسك- إن استطعت أن أصل ذات مساء إلى غرة جبينك الطاهر-.
وحتى في جرسك الصامت
جمالا>
وشعورا.
لا يضاهيه ولا ما يعدله .
, وإن كان حقيقة ملموسة, فضلاً أن يكون مَحضُ خيال .
قمري:
أجد فيك انعكاسا لمظاهر أنوثتي على الرغم من ذكوريتك التامة .
قمري :
وقمر الملايين.... الملايين منذ آلف السنين.
أتصدق أني ساعتها استيقن –ولا يقين غيره في تلك اللحظة غيره –من أنك لا ترى في تلك اللحظة سواي, ولا تخاطب إلا إياي .
وإن كانت حولك الملايين البشرية ,والجموع الإنسانية.
وقبل أن يغشاني سلطان الوقت وسيفه, الذي أجده مضى من دون إحساس به.
فمفقودة –أي الوقت- معك خير مفقود,
و موجوده بدونك -أيها البدر- النار ذات الوقود .
وقبل الوداع الذي سيعقبه لقاء في أنصاف الشهور المقبلة.
حيث لا يستحيل عليك ممنوع.
ولم ولن تعرف يوما الخضوع.
فأنت السامق
الشاهق.
تنبهت الآن -أيها العزيز- من أنك لم ُتسرّ إليّ.
بل أنا التي أسررت إليك, واستودعت فيك ما استودعت.
فأنت الكريم الذي لا يرد .
وحليم صدر لا يصد .
جود مفتوح .
وخير مشاع.
لكنني لا أعلم لماذا أشعر بل متأكدة من أنك أنت الذي أسررت إليّ كما أسررت إليك .
حقاً
فجوابك الصامت البليغ
المنحدر من شعاعك الساقط على حراء قلبي
لأرُجع بعض ذلك الشعاع المُـتساقط قولا ,أرده إليك.
كالعاشق يرى في ألحاظ حبيبته بالنظرة الواحدة ما في نفسها وما في نفسه كما ذكر أستاذي الكبير الرافعي.
وسأظل أردد حتى الوسن:
وأسرّ القمر ُ إليّ ذات ليلة.
وأسرّ القمر ُ إليّ ذات ليلة.
وأسرّ القمر ُ إليّ ذات ليلة.