تغفو العين أحياناً عن رؤية مواطن الجمال، فتبهرنا إذا وقعت العين عليها هكذا من غير سابق تدبير، ونحن حينها إما أن نلوم أنفسنا لأننا لم نتصيد لحظات الجمال المتكررة كل يوم، وإما أن نغبط أنفسنا أن رأيناها.
ومن مظاهر الجمال التي أسرت لبي منظر إنسلاخ الليل وزواله ، وظهور النهار بأنوراه ، إنه منظر الفجر.
نعم قد يستغرب البعض، هل منظر الفجر ترك في نفسك كل هذا الجمال ؟
نعم ولما لا ؟ أليس الفجر إيذاناً للورود أن تتفتح ، وللعصافير أن تغرد، ولخفافيش الظلام أن تلتزم كهوفها فلا تخرج؟
بل إن الفجر عندي أكبر من ذلك ، الفجر والفرج نفس الحروف وإن اختلفت في أماكنها .
فإن الفجر هو الفرج.